بعد اكتشاف خطرها.. السلطنة تحظر دخول هذه المادة

مؤشر الثلاثاء ٠٤/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٣٠ ص
بعد اكتشاف خطرها.. السلطنة تحظر دخول هذه المادة

إعداد: مهدي اللواتي

لم يكن مفاجئاً قرار وزارة التجارة والصناعة بحظر استيراد المنتجات التي تحتوي على مادة الأسبستوس، فبحسب منظمة الصحة العالمية فإن هذه المادة تقف وراء ثلث الوفيات الناجمة عن أنواع السرطان التي تحدث جرّاء التعرّض لعوامل مسرطنة في مكان العمل.
ويُطلق مصطلح «الأسبستوس» على مجموعة معادن ليفية تتكوّن طبيعياً ولها فائدة تجارية حالياً، أو كانت لها فائدة تجارية في الماضي، نظراً لمقاومتها غير العادية لقوة الشدّ، ورداءة توصيلها للحرارة، ومقاومتها النسبية لهجمات المواد الكيميائية عليها. ولتلك الأسباب تُستخدم مادة الأسبستوس لأغراض العزل داخل المباني وفي تشكيلة مكونات عدد من المنتجات، مثل ألواح التسقيف، وأنابيب الإمداد بالمياه، وبطانيات إطفاء الحرائق، ومواد الحشو البلاستيكية، والعبوات الطبية، فضلاً عن استخدامها في قوابض السيارات وبطانات مكابح السيارات وحشياتها ومنصاتها.
ويأتي قرار الحظر من وزارة التجارة والصناعة بعد قيام المديرية العامة للمواصفات والمقاييس بالتعاون مع الهيئة العامة لحماية المستهلك بفحص عينات عدة من السلع والمنتجات الممكن وجود هذه المواد فيها، وأظهرت نتائج الفحص بعدم مطابقة العينات للمواصفات القياسية لاحتوائها على مادة الأسبستوس الضارة بسلامة وصحة الإنسان. ونص القرار أن يعاقب كل من يخالف أحكام هذا القرار بغرامة إدارية مقدارها 500 ريال عماني وتضاعف في حالة تكرارها مع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد ينص عليها أي قانون آخر.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 125 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يتعرضون للأسبستوس في أماكن عملهم. كما تشير التقديرات إلى أن أكثر من 107 آلاف شخص يقضون نحبهم كل عام بسبب التعرّض لتلك المادة في أماكن عملهم.
وبحسب المنظمة، تمثّل جميع أشكال الأسبستوس مواد مسرطنة بالنسبة للبشر، وقد تتسبّب في الإصابة بورم المتوسطة وسرطان الرئة وسرطاني الحنجرة والمبيض. ويؤدي التعرّض لتلك المادة أيضاً إلى الإصابة بأمراض أخرى، مثل داء الأسبستوس «تليّف الرئتين» ولويحات أغشية الرئتين وحالات التثخّن والانصباب.
ويذكر بيان نشر على موقع المنظمة، أنه في إطار جهود منظمة الصحة العالمية لمواجهة الأسبستوس، يحثّ قرار جمعية الصحة العالمية 58-22 المتعلق بالوقاية من السرطان الدول الأعضاء على إيلاء اهتمام خاص لأنواع السرطان التي يُعد التعرّض الذي يمكن تجنبه عاملاً من عوامل الإصابة بها، بما في ذلك التعرّض للمواد الكيميائية في أماكن العمل. وطلبت جمعية الصحة العالمية، في قرارها 60-26، إلى منظمة الصحة العالمية الاضطلاع بحملة عالمية للتخلّص من الأمراض ذات الصلة بالأسبستوس مع عدم التغاضي عن انتهاج أسلوب مختلف حيال تنظيم مختلف أشكاله تمشياً مع الصكوك القانونية الدولية ذات الصلة وأحدث البيّنات الخاصة بالتدخلات الفعالة. ولا بدّ من السعي بوجه خاص إلى التخلّص من الأمراض ذات الصلة بالأسبستوس في البلدان التي لا تزال تستخدم الكريسوتيل، فضلاً عن تقديم المساعدة اللازمة فيما يخص أشكال التعرّض الناجمة عن استخدام جميع أشكال الأسبستوس في الماضي.
ويشار إلى أن هناك تعاوناً بين منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية وسائر المنظمات الحكومية الدولية وتنظيمات المجتمع المدني مع البلدان من أجل التخلص من الأمراض ذات الصلة بالأسبستوس في إطار التوجهات الاستراتيجية.
وبحسب تصنيف المنظمة لأكثر 10 مواد كيميائية تشكّل خطراً على صحة الإنسان يأتي الأسبستوس في صدارة القائمة متقدماً بخطورته على الزرنيخ الذي يعد سمّاً قاتلاً.