سول تدعو للحزم مع بيونجيانج

الحدث الأربعاء ١٧/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٥٠ م
سول تدعو للحزم مع بيونجيانج

سيول – ش – وكالات

دعت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي امس الثلاثاء الى اتباع طريقة جديدة تتسم بالشجاعة والحزم لاجبار بيونج يانج على التخلي عن طموحاتها النووية، مؤكدة ان "الارادة الحسنة" وحدها لا تكفي.
في خطاب في البرلمان قبل شهرين من الانتخابات التشريعية، عبرت بارك عن اسفها لان التهديدات الكورية الشمالية ادت على مر السنين الى "تخدير" الكوريين الجنوبيين ازاء خطر الشمال، ورأت ان الوقت حان لابداء الشجاعة.
ويأتي هذا الخطاب بعد ايام من القرار الاحادي الذي اتخذته بارك بوقف العمليات في مجمع كايسونغ الصناعي بين الكوريتين الذي كان يشكل منذ فتحه في 2004 رمزا للمصالحة في شبه الجزيرة، واثار رد فعل عدائي من بيونغ يانغ.
قالت رئيسة كوريا الجنوبية "من الواضح انه لا يمكننا كسر الطموح الكوري الشمالي في تطوير السلاح النووي بالوسائل الحالية وبارادتنا الحسنة".
واضافت ان "الوقت حان لايجاد حل اساسي من اجل احداث تغيير عملي في كوريا الشمالية وابداء الشجاعة لتطبيق هذا الحل".

انهيار بيونجيانج
واكدت باك كون هيه بأن البرنامج النووي لبيونجيانج لن يعزز نظام كوريا الشمالية ولكن " سوف يعجل فقط بانهيارها " ،وذلك بحسب ما نقلته تقارير إخبارية في الوقت الذي يشهد توترات بين الجانبين .
يشار إلى أن حدة التوترات بين الكوريتين تصاعدت الأسبوع الماضي بعد إغلاق مجمع كايسونج الصناعي المشترك ، الذي يعد نقطة تواصل رئيسية بين الجانبين .
وتدرس الأمم المتحدة فرض عقوبات ردا على إطلاق كوريا الشمالية لصواريخ ، في حين قامت اليابان والولايات المتحدة الأمريكية بتشديد العقوبات بالفعل على بيونجيانج .

طلعة لطائرات خفية
من جهة اخرى ذكرت وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب) بعد الخطاب نقلا عن مسؤولين في وزارة الدفاع ان اربع طائرات خفية اميركية من طراز اف-22 تقوم اليوم الاربعاء بالتحليق فوق كوريا الجنوبية في عرض للقوة موجه الى الشمال.
وقالت الرئيسة الكورية الجنوبية انه من المؤكد ان بيونج يانج ليس لديها اي نية لتناقش مجددا اخلاء شبه الجزيرة من الاسلحة النووية، مشيرة الى التجربة النووية الرابعة لبيونج يانج في السادس من كانون الثاني/يناير واطلاق صاروخ من قبل الشمال في السابع من شباط/فبراير اعتبر صاروخا بالستيا.
واضافت "ان لم يتغير اي شيء مع الوقت فان فريق (الزعيم الكوري الشمالي) كيم جونغ-اون الذي يتقدم بلا توقف يمكن ان ينشر صاروخا مزودا بشحنة نووية ونحن من سيتضرر من ذلك".
في معرض الدفاع عن اغلاق كايسونغ اكدت بارك انه "ليس الا البداية" مشيرة الى خطوات اضافية مطلوبة لعرقلة برنامج الشمال النووي.
وقالت "ستتخذ الحكومة اجراءات اكثر قوة وفاعلية كي تدرك كوريا الشمالية بمرارة انها عاجزة عن البقاء مع تطوير قدرة نووية وان ذلك سيسرع انهيار النظام ليس الا".
وتردد الولايات المتحدة واليابان اصداء هذا التصريح في مسعى لاستصدار قرار قوي في مجلس ا لامن الدولي يشمل عقوبات قاسية على بيونغ يانغ.

- المشكلة الصينية
- غير ان خطاب بارك فشل في التطرق الى المشكلة التي يواجهها مجلس الامن في صياغة مسودة قرار تلقى دعم الدول الخمس الاعضاء التي تتمتع بحق النقض (الفيتو).
وبالرغم من انزعاج بكين ازاء طموحات كوريا الشمالية وزعيمها الشاب كيم جونغ اون النووية، منحت الاولوية لتجنب الفوضى على حدود الصين. لذلك قاومت الاجراءات العقابية التي قد تدفع الى انهيار نظام كيم.
لكن بارك اشارت في خطابها الى ضرورة استعداد بلادها للتحرك احاديا ان تلكأت الدول الاخرى. وقالت "علينا التخلص من الشعور بالعجز الناجم عن الاعتماد على عقوبات المجتمع الدولي (...) وتعبئة جميع الوسائل الممكنة لحل المشكلة بانفسنا".
ومن المقرر بدء محادثات بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة هذا الاسبوع حول امكانية نشر نظام اميركي للدفاع الصاروخي حذرت روسيا والصين من انه كفيل بنسف الاستقرار في شرق اسيا.
ويؤكد مسؤولو الدفاع في سيول وواشنطن ان نشر النظام في الجنوب اصبح حاجة واضحة نظرا الى التطور الذي يحرزه الشمال في برنامجه البالستي.
لكن الصين تعتبر النظام الصاروخي خطرا على ردعها النووي حيث كرر نائب وزير الخارجية زانغ ييسوي مخاوف بكين في لقاء الثلاثاء مع نظيره الجنوبي في سيول.
وقال زانغ للصحافيين "تبادلنا وجهات النظر حول مسألة النظام الصاروخي واعرب الطرف الصيني عن معارضته". واضاف "نامل ان تتصرف الجهات المعنية بحذر".