نزوى - سالم بن سليمان المسروري
تتواصل الفعاليات الاحتفالية بعيد الفطر السعيد والتي تشهدها العديد من القرى والأحياء التابعة لولاية نزوى، إذ تقام فعاليات العيود أو العزوة وكذلك فن الرزحة وفعاليات الفرق التابعة لنادي نزوى الخاصة بالأطفال والكبار والتي تتنوع بين الرياضية والثقافية والتي تجمع بين التسلية والمرح.
العيود
تأتي فعالية العيود أو العزوة كما يطلق عليها محليا في مقدمة مظاهر الاحتفال فهي مظهرا فريدا يستقطب الناس خصوصا الأطفال من القرى والأحياء حتى من الولايات المجاورة والذين يخرجون للبيع أو الشراء للحلوى واللعب وهو مكان فسيح يكون أغلب الباعة فيه من الأولاد والذين يبيعون اللعب والحلوى وكل ما يدخل البهجة والسرور إلى قلوب الأطفال ويوجد 3 أماكن لهذه الفعالية أولها في علاية نزوى، إذ بلغت خلال هذه العام ذروتها من حيث الأعداد الكثيرة الذين زاروا العيود في هذه المنطقة كما أن المكان الثاني هو عيود سوق نزوى الذي يستقطب العديد من الناس من القرى المجاورة ومن ثم عيود حي المدة الذي يقتصر على هذه المنطقة فقط دون أن يستقطب المناطق الأخرى لكون موقعها في وسط الولاية.
فعاليات الفرق
تتواصل فعاليات ملتقى العيد للأطفال بنزوى والذي ينظمه سنويا فريق المدة التابع لنادي نزوى بالجهود الذاتية من أعضاء الفريق والداعمين وأهالي منطقة المدة، إذ شهد الملتقى العديد من الفعاليات والتي تأتي في مقدمتها فعاليات الفنون العمانية وفعالية الفروسية كما حشد الملتقى العديد من ألعاب التسالي للأطفال والمعارض فيما شهدت الأركان الأخرى للملتقى نشاطا لافتا للأنظار من خلال مسابقات الأطفال وذلك في مسرح الطفل وركن بيع الحلويات ولعب الأطفال كما شهد العديد من المسابقات والألعاب الخفيفة.
كما نظم فريق تنوف هو الآخر فعالية أهلا بالعيد لمدة 3 أيام والتي جاءت بهدف رسم البهجة والسرور في نفوس الأطفال وذويهم فتنوعت الفعاليات بين فعالية العيود والعروض والمسابقات الخفيفة للأطفال كلعبة البالونات والكراسي ونقل الكرات وتقليد الأصوات وألعاب التسالي المختلفة كما كانت هناك مسابقات ثقافية للكبار.
الرزحة
يكتسب فن الرزحة والعازي حضورا لافتا في هذه المناسبة، إذ تحيي فرق الفنون العمانية بالولاية أهازيج خاصة بهذه المناسبة، إذ إن فن الرزحة يعد الفن العماني الأول بالولاية ويسجل حضوره الدائم في جميع المناسبات وخصوصا عند الاحتفال بالعيد، وتعبر الرزحة عن فرحة الشباب وكبار السن الذي يمارسون هذا الفن بمناسبة العيد وتقام بالأهازيج والكلمات الشعرية الملحنة والمصحوبة بقرع الطبول بألحان متناسقة مع الكلمات وهز السيوف المتناغمة مع حركة الجميع في الرزحة أو عند المنازلة بالسيف والترس كما تكتسب الرزحة خاصية أخرى وهي عند النهاية والذي يختمها كلمات العازي الذي اكتسب شهرة واسعة في الآونة الأخيرة وذلك بالكلمات المعبرة والأداء الراقي، إذ اشتهرت به الولاية. ويوجد ثلاث مناطق مخصصة لأداء الرزحة في الولاية وهي منطقة السوق والمدة والعلاية وتستقطب هذه المناطق الناس من الأحياء المجاورة بحسب المسافة كما أنها تمارس في القرى في أي وقت وذلك في الجبل الأخضر وقرية تنوف ونيابة بركة الموز وطيمسا وغيرها من القرى في ولاية نزوى.
المظاهر الفريدة للعيد بنزوى
تبدأ مظاهر الاحتفالات بالعيد والتي تعد موروثا تعود عليه الناس وتوارثوه أبا عن جد من خلال القيام بالزيارات بين الأهل والأقارب وتناول وجبة الإفطار التي غالبا ما تكون العرسية أو الهريس وهي السائدة والموروث الذي حافظ عليه الجميع في أول أيام العيد ثم تناول الحلوى العمانية والقهوة مع ما يتوافر من فواكه ومواد غذائية مصاحبة ثم يتم توزيع العيدية على الأطفال الذين ترتسم الفرحة على وجوههم وهم يلبسون الملابس العمانية الجديدة الزاهية كما ترتسم عليهم السعادة والبهجة عند توجههم إلى المخرج (العيود) لشراء اللعب والحلويات والمكسرات فيما يقوم الأهالي بعد ذلك بذبح المواشي من أغنام وأبقار وتجهيز اللحوم لوجبة المقلي للغداء والذي يقدم مع الخبز العماني المعروف بالرخال أو القرم مع العسل بعدها يتم تجهيز خصفة الشواء استعدادا لرميها في التنور في الفترة المسائية من أول يوم في احتفالية اجتماعية تشهد تجمع أهل الحارة والأقارب وفق تقليد متبع منذ القدم بالإضافة إلى تقديم الأهازيج والرزحات الشعبية العمانية التي يحرص الشباب على الحفاظ عليها ومهرجان الفنون التقليدية في كل قرية وبخاصة التجميع الرئيسي أمام ساحة سوق نـزوى، إذ يحرص الجميع من الأهالي والسياح والزائرين للولاية لمتابعة ومشاهدة تلك الفنون التي تغنى بحب الوطن وقائده المفدى والإنجازات التي تحققت في هذا العهد الزاهر من خلال فني الرزحة والعازي.
أول مظاهر الاحتفال بالعيد
ويأتي المخرج كأول المظاهر الفريدة التي تعبر عن فرحة الناس بالعيد ويخرج إليه الأطفال مع ذويهم بعد صلاة العيد وهو مكان فسيح يكون أغلب الباعة فيه من الأولاد والذين يبيعون فيه اللعب والحلوى وكل ما يدخل البهجة والسرور إلى قلوب الأطفال ويوجد مكانان في الولاية مخصصان لهذه الظاهرة الأول في سوق نزوى والثاني في منطقة الرويشية واللذان يستقطبان الناس من المناطق المجاورة بحسب المسافة فيما تبدأ كذلك بعد صلاة العيد مظاهر الزيارات العائلية والتي تعبر عن أصالة الترابط الاجتماعي وفرحة الجميع بهذه المناسبة الغالية على كل مسلم.
مظاهر الذبائح والشواء
لقد اعتاد الناس مظاهر الذبائح والشواء والتي ورثوها أبا عن جد إذ تعكس مدى تأصل الموروث الشعبي من حيث الاحتفالية بالمناسبات والترابط الاجتماعي الذي يجمع بين أفراد هذا المجتمع المسلم، إذ تبدأ الزيارات العائلية والتي تعبر عن فرحة الجميع بهذه المناسبة الغالية، كما أن مظاهر الذبائح وما يتعلق بها تعد من المظاهر الفريدة للعيد والتي كثيرا ما نشاهدها في أيام العيد فقط فمنذ أن يقوم الشخص بذبح رأس الغنم أو البقر في اليوم الأول أو الثاني ترى الجميع يعدون لحوم ذبائحهم إلى شواء التنور والتي تعد من أهمها وأكثرها شيوعا إذ يتجمع الكثير منهم ليقوموا برمي لحومهم بعد أن وضعوها في ظروف من سعف النخيل أو الخيش في حفر تسمى التنور، كما أن المشاكيك هي الأخرى تكتسب خاصية لدى البعض والتي غالبا ما تكون في اليوم الثاني كما أنها تنحصر فقط في حيز الحي الواحد ولا تتعدى ذلك إذ يتجمع من 3-6 أفراد ليقوموا بشواء المشاكيك.