الحرب تضيع فرحة العيد باليمن

الحدث الأحد ٠٢/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
الحرب تضيع فرحة العيد باليمن

عدن - إبراهيم مجاهد

بطعم الكوليرا ورائحة البارود والموت معاً، قضى الكثير من اليمنيين عيدهم، الفارط قبل أيام، خاصة الأطفال منهم في المناطق التي تشهد مواجهات مسلحة أو في أرياف معظم المحافظات اليمنية التي تسلل إليها وباء الحرب «الكوليرا» وقضى على عدد منهم في حين ما زال البقية ينتظرون الشفاء أو أن يقضوا نحبهم لعدم وجود كميات كافية من المحاليل الخاصة بعلاج هذا الوباء ولعدم وجود مراكز وفرق صحية وأخرى وقائية تتولى مكافحة هذا الوباء الذي بات ينتشر بشكل مخيف في «20» محافظة يمنية، ويواصل حصد أرواح اليمنيين دون توقف، خاصة مع استمرار الحرب في أفقر بلد عربي في منطقة الشرق الأوسط.

الكوليرا يقضي على

العيد والبشر أيضاً

يقول «عبدالله» مواطن يمني يسكن في مديرية «شهارة» إحدى مديريات محافظة عمران الواقعة شمال العاصمة صنعاء، إنه وأطفاله الثلاثة وزوجته لم يعرفوا العيد هذا العام، ففي آخر ليلة من رمضان أصيب هو بإسهال مائي حاد وما هي إلا ساعات إلا وأبلغته زوجته بأن أحد أبنائه قد أصيب هو الآخر بالإسهال، وفي صباح يوم عيد الفطر المبارك أصيب جميع أفراد الأسرة بالإسهالات المائية الحادة، مشيراً إلى أن أقربائها تكفلوا بنقل أولاده وزوجته إلى المركز الصحي الواقع في مركز المديرية لتلقي العلاج اللازم في حين اكتفى هو بشرب محلول الإرواء والإكثار من السوائل، وظل على هذا الحال لمدة أربعة أيام وظل أبناؤه يترددون على مدى الأيام الأربعة على المركز الصحي لأخذ جرعات العلاج.

يشير عبدالله إلى أن العيد جاء هذا العام وغادر ولم يشعر به في البيت؛ فالجميع كان طريح الفراش ومنشغلاً بمواجهة وباء الكوليرا الذي تسلل إلى بيتهم وأصابهم جميعاً بصورة مفاجئة، مما تسبب لهم بالخوف الشديد رغم أنهم ولله الحمد قد تماثلوا للشفاء بنسبة كبيرة لكنهم يخشون عودته مرة أخرى إليهم، خاصة أنهم يسمعون الأخبار القادمة من محافظة حجة القريبة من محافظة عمران، بأن هناك أشخاصاً أصيبوا بالكوليرا وتعافوا منه إلّا أنهم أصيبوا مرة أخرى بهذا الوباء نتيجة انتشاره بصورة كبيرة في حجة التي احتلت المرتبة الأولى في عدد الوفيات بسبب الكوليرا والتي تجاوزت الـ«168» حالة وفاة وفقاً لإحصائيات منظمات محلية وأخرى دولية تعمل في المجال الصحي.

وكانت منظمة الصحة العالمية، قد قالت إن حالات الوفاة جراء وباء الكوليرا في الشهرين الأخيرين باليمن، ارتفعت إلى 1400 حالة، وإن السلطات الصحية تواجه أسوأ حالة تفشي للكوليرا في العالم.

وذكرت المنظمة الدولية، في تقرير صحفي وزعته على وسائل الإعلام أواخر الأسبوع الفائت، إنّ عدد الحالات المشتبه إصابتها بالمرض بلغت حتى يوم الأربعاء الفائت، 218 ألفاً و798، بالإضافة لألف و400 حالة وفاة مرتبطة بالوباء في 20 محافظة يمنية.

وأشارت إلى أن الحالات المشتبه إصابتها بالمرض شهدت انخفاضاً نسبياً في اليمن خلال الأسبوع الفائت.
ورغم تلك الإحصائية المرتفعة، إلا أنه من المرجح أن العدد أعلى بكثير، إذ إن العشرات من المصابين بالوباء، تُوفوا دون أن يصلوا إلى مراكز صحية أو مستشفيات تابعة للمنظمة العالمية.
وبحسب المنظمة فإن وباء الكوليرا يمكن الوقاية منه ومعالجته، ولا ينبغي وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بسبب هذا المرض، وإن كل تأخير في الدعم يؤدي إلى إصابة المزيد.
ويسبب الكوليرا إسهالاً حاداً يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وتقل أعمارهم عن 5 سنوات هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة.

استغلال الأطفال

في القتال والاتجار بهم

الأطفال في اليمن ليسوا ضحايا الحرب والكوليرا فحسب، فثمة عدو ثالث استغل الوضع المضطرب في هذا البلد الفقير ورفع من وتيرة استغلاله باستهداف شريحة الأطفال والمتاجرة بهم، فقد وضعت وزارة الخارجية الأمريكية ثلاث دول عربية، هي اليمن والصومال وليبيا، ضمن فئة «الحالات الخاصة» في تقرير الاتجار بالبشر لهذا العام، والذي صدر يوم الثلاثاء الفائت. واحتفظ اليمن بتصنيف «الفئة الخاصة»، أي المقلقة للغاية، للسنة الثانية على التوالي، إذ رأى تقرير هذا العام أن الدولة اليمنية لم تبذل أي جهود ملموسة لمكافحة الاتجار بالبشر، ولا سيما في ما يتعلق بتجنيد الأطفال.

ومنذ تصاعد وتيرة الحرب في اليمن، أكدت تنظمات حقوق الإنسان على زيادة تجنيد الأطفال. وعلى ضوء ذلك، ينوّه التقرير إلى أن الحكومة اليمنيّة لم تنفّذ خطة الأمم المتحدة المقرّة العام 2014 لإنهاء تجنيد واستخدام الجنود الأطفال.
وخلال هذا العام تحديداً، زادت الجماعات المسلّحة في اليمن من وتيرة تجنيد الأطفال وتدريبهم ونشرهم في ساحات القتال ووفقاً لإحدى المنظمات الحكومية، يوضح التقرير أن الجماعات المسلّحة جنّدت واستخدمت 168 طفلاً، على الأقل، بين شهري أبريل ويونيو من العام الفائت، مقارنة بـ140 طفلاً خلال الفترة المشمولة في التقرير السابق، وسُجّلت غالبيّة عمليات التجنيد تلك لدى جماعة الحوثي تحديداً، تليها القوات المسلحة اليمنية، واللجان الشعبية، و«القاعدة في جزيرة العرب».