علي بن راشد المطاعني
الاهتمام الذي توليه أجهزة البلديات في الدولة بتجهيز المسالخ استعدادا لعيد الفطر المبارك وتحديد أماكن الذبح في كل الولايات هو أمر جدير بالاهتمام والتقدير، لاسيما عندما يقترن بتعاون يستحق الإشادة من جانب المواطنين والمقيمين على حد سواء عبر الالتزام بالذبح في المسالخ والاستفادة من الخدمات المهمة التي توفرها حفاظا على صحة الجميع من خلال الفحص الطبي للمواشي والأبقار من قبل أطباء بيطريين، إضافة لتوفر خدمات الذبح والسلخ والمياه النظيفة بأعلى المواصفات، والأهم من كل ذلك تصريف الفضلات بطرق سليمة تضمن عدم حدوث أي تلوث في أي مرحلة من المراحل.
فهذه الجوانب الطيبة التي تجسدها بلديات السلطنة في مختلف الولايات تعد خدمات كبيرة ومقدرة من المجتمع بأسره، ثم هي مثمرة إذا تضافرت الجهود المجتمعية في الالتزام بالتعليمات بدءا، وإتباع سلوكيات سليمة تسهم في إصحاح البيئة عبر التخلص الأمثل من كل المخلفات ومن بينها مخلفات الأضاحي التي لا تذبح في المسالخ وترمى في الطرق وأزقة الأحياء السكنية وفي نقاط تجميع الأوساخ فينتج عن ذلك روائح كريهة تؤذي الجميع وتلقي بظلال قاتمة على مبدأ الشفافية البيئية واجبة الاحترام.ففي هذا الصدد أعلنت وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه عن تحديد نقاط تجميع مخلفات الذبح في ولايات السلطنة التي تقع في نطاق عملها خلال أيام العيد، إيمانا منها بأهمية تجميع هذه المخلفات في أماكن يسهل الوصول إليها ونقلها إلى مرادم النفايات والتخلص منها بطرق علمية سليمة لما فيه تحقيق الأمن الصحي للفرد والمجتمع داعية المواطنين والمقيمين للتعاون معها في هذا الصدد.بل هي أشارت في إعلانها أنه وفي بعض المحافظات هناك شركة بيئة تدير قطاع النفايات ستعمل هي الأخرى على إدارة هذا الجانب في بعض المحافظات كجنوب الباطنة والشرقية في إطار الجهود الرامية للاستفادة من النفايات وتدويرها بشكل يسهم في بلورة قيمة مضافة من النفايات.فهذه الجهود يجب أن يواكبها تعاون مثمر وبناء من الجميع في تعزيز الصحة والسلامة في المجتمع بالالتزام بالجوانب الصحية المثلى وهذا أمر لا خلاف حوله.بالطبع هناك من يذبح في مسالخ البلديات خاصة في محافظتي مسقط وظفار، إلا أن السواد الأعظم ونتيجة للازدحام بالمسالخ يضطر للذبح في المزارع وعلى حواف الأفلاج والبيوت، ومن ثم الرمي بالمخلفات كيفما اتفق.
نأمل أن نفرح جميعا بأيام عيد الفطر المبارك، ونسأل الله عز وجل أن يجعل أيامنا كلها أعيادا مكللة بالأفراح والأهازيج ومضمخة بعبق التحايا العطرات النابعة من نياط القلوب، ثم الحرص كل الحرص على النظافة والالتزام بصرامة بأماكن رمي مخلفات الذبائح ففي ذلك سلامتنا وسلامة بيئتنا المصون.