يساعدنا صوت الماء على النوم؟ لماذا

مزاج الأربعاء ١٧/فبراير/٢٠١٦ ٢٢:٥٠ م

آدم هادهيزي-ترجمة: أحمد بدوي

أصوات أمواج البحر المتلاطمة وزخات المطر التي تتساقط في الخارج وعلى النافذة هي أصوات يحبها كثيرون وسرعان ما تجعلهم يخلدون إلى سبات عميق، ولكن ما سر العلاقة بين أصـــــــوات الــــــــــمياه وتأثير النعاس؟

جزء من الجواب يكمن في كيفية تفسير أدمغتنا للأصوات - سواء أثناء اليقظة أو في جوف الليل – كأصوات «مهددة» أو أصوات «غير مهددة». وبعض الأصوات مثل الصراخ والمنبهات العالية قد لا يمكننا تجاهلها بحال، أما الأصوات الأخرى مثل الرياح في الأشجار والأمواج المتكسرة على الشاطئ فتمر على الذهن مرور الكرام.

يقول أورفيو باكستون الأستاذ المشارك في الصحة السلوكية الحيوية في جامعة ولاية بنسلفانيا إن الأصوات البطيئة التي لا تحمل ضوضاء عالية يفسرها الدماغ أنها أصوات «غير مهددة» ومن ثم تثير الشعور بالهدوء كما لو أن ترجمتها في الدماغ هي:»لا تنزعج، لا تنزعج، لا تنزعج».
في حين أن الأصوات الصاخبة بشكل عام تميل إلى إبعاد ذلك الشعور الداخلي بالسكينة وتجعل النوم صعب المنال، وربما تكون نوعية الأصوات أكثر تأثيرا من درجة شدتها في كيفية تنشيطها لما يطلق عليه نظام اليقظة الذي ينشط بالتهديد ومن ثم يذهب النوم عن الجفون.
يقول باكستون: نوع الضوضاء يحدد إذا كنت سوف تستيقظ أم لا حيث يتم معالجة معلومات الضوضاء عن طريق الدماغ بشكل مختلف.
وعلى سبيل المثال، على الرغم من أن أصوات الأمواج المتلاطمة يمكن أن تختلف اختلافا كبيرا في درجة شدة الصوت إلا أن قوتها تفسر بشكل سلس على عكس الصراخ أو رنين الهاتف المفاجئ الذي يقطع الصمت ويــــــصل ذروته في لحــــــــظات معدودة.
وهذا التمييز السمعي الرئيسي بين التهديد المفاجئ والأصوات غير المهددة المتدرجة كان موضع دراسة أجراها باكستون في المستشفيات العام 2012. وتسببت أصوات أجهزة الإنذار التي تصدر من المعدات المستخدمة في المستشفى حتى في درجات منخفضة الى حوالي 40 ديسيبل (أصوات خافتة) في استيقاظ المشاركين في الدراسة من حالة النوم الخفيف بنسبة 90 في المئة و50 في المئة من النوم العميق، في حين أن أصوات الطائرة المروحية وحركة المرور لم توقظ المشاركين حتى عندما وصلت إلى درجة 70 ديسيبل مثلما حدث مع أجهزة الإنذار ورنين الهواتف والمحادثات بين أفراد حتى الهادئة نسبيا. وعلى ما يبدو فنحن البشر مجبولين بالسلوك البيولوجي على الاستجابة للضوضاء مجهولة المصدر لأنها قد تحمل أخبارا سيئة للغاية.
وسبب آخر أن أصوات الماء تساعد على النوم لأنها ضوضاء غير مهددة، وخصوصا عندما تحدث بصوت عال نسبيا، حيث يمكن أن تطغى على تلك الأصوات التي قد تؤدي إلى استثارة نظام اليقظة في الدماغ الذي ينشط مع التهديدات.
ويفيد ذلك في فهم الشعبية الكبيرة التي اكتسبتها مساعدات النوم التي تحاكي أصوات الماء على مدى عقود طويلة سواء من خلال أشرطة الكاسيت أو الأقراص المدمجة أو مشغلات أم بي ثري إلى تطبيقات الهواتف الذكية التي تقوم على أساس استخدام الأصوات الطبيعية المساعدة على النوم الهادئ.

عن موقع لايف ساينس