فاتك بن فهر يستعرض تجربته الشعرية فـــي «ممـــلكة نمل»

مزاج الأربعاء ١٧/فبراير/٢٠١٦ ٢٢:٥٠ م
فاتك بن فهر يستعرض تجربته الشعرية فـــي «ممـــلكة نمل»

مسقط-

أصدر صاحب السمو السيد فاتك بن فهر آل سعيد (نديم السويق) ديوانه الشعري الجديد (مملكة نمل)، والذي احتوى على تجربة ثرية وممتدة لسنوات طويلة في مجال الكتابة الشعرية.

وجاء الديوان في مئتين وثماني صفحات من القطع المتوسط، واحتوى على اثنين وستين نصاً كتبها سموّه في مراحل مختلفة من تجربته الشعرية، وتنوّعت بين الوطني، والذاتي، والغزلي، والاجتماعي، وتميّزت بحس شعري، والتقاطات ذكية تحاول أن تقتنص اللحظة، بأسلوب بسيط ومباشر في كثير من الأحيان. وأهدى سمو السيد فاتك ديوانه إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة -حفظه الله-، ولروح والدته -رحمها الله-، وكتب مقدمة الديوان الشاعر مسعود الحمداني، والكاتب سالم الجهوري، والفنان الإمــــــاراتي خليفة عبدالله، والذين تناولوا بعض الإضاءات السريعة في تجربة سموّه في الحياة والشعر. كما حوى الإصدار على أسطوانة مدمجة (سي دي) توزّع مع الديوان المقروء، تضمنت أكثر من خمس عشرة قصيدة تغنّى بها الفنان الإماراتي خليفة عبدالله، وهو أحد رفقاء درب (نديم السويق)، الذين تغــــــــنّوا بكلمات سموّه على امتداد سنوات. ويقول السيد فاتك عن هذا الديوان: (هذا الإصدار عبارة عن مراحل كتابية مختلفة، فيها استحضار للطفولة، والأصدقاء، والبحر، والحياة ببراءتها، وصخبها، قمتُ بتوثيقها من خلال قصائد كتبتها على فترات مخـــــــــتلفة، متأثراً أحياناً بلحظات عفـــــــــوية رسخت في الذاكرة).

وأضاف سموّه (أن إهداء الديوان جاء ليعبّر عن امتناني لشخصيتين أثّرتا في تكوين جزء كبير من شخصيتي، وحياتي، الأولى شخصية مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - أطال الله عمره-، الذي أدين له بالوفاء والولاء والامتنان، والثانية شخصية والدتي - رحمها الله - التي كانت بمثابة المعلّمة لي، والقلب الكبير الذي لا يمكن نسيان فضلها عليّ، كما أن هناك أكثر من قصيدة إهداء لروح والدي - رحمه الله).
وتضمّن الديوان قصيدتين وطنيتين هما (عُمان) و(قابوس)، وقصيدة مهداة لوالدته هي (مملكة نمل)، إضافة إلى نصوص وجدانية وذاتية وعاطفية أخرى.
يقول السيد فاتك في قصيدة (قابوس):

قـابوس يـا غيث الديـار الـمحـيلات

الخـير مـن يمناك كالسـيل مـدرار
حققت حلم الشعب من بعد ما مات..
بنفوسهم وحي الأمل.. والزمن دار
في عـهدكم عـادت جمـيع المســـرّات
والسعد عَمّ بموطن الشعب الأبرار
يا سيّدي لك في الـمـهـمّات جــولات
وأيامنا تشـهد لك بعـزم وإصـرار
وفي قصيدة (مملكة نمل) المهداة لوالدته - رحمها الله - يقول سموه:

كثير من البشر يطغـــوا على الدنيا وهـي تطغــى

ولله مـا يشـــــأ فيهــا يقــــول إلها يكــــــون.. وكــــان

وربّ الكـــــون أول مــا خلقـنا آدم وحــــــــــــوا
من الطــــين..وتراب وذكـــرهـم في محكــم القـــــــرآن
وأنا كلّـي غـــلا لك يا أميرة شـــــعري وفكـــــــري
أقدّس كل ما قدّستي (يا أمّي) بهالوجدان
هنـيئا لك تربّعـــتي علـى صـــــــــــورة مخيّـلــتي
هنـيئا لك تبوأتــــي لحــــون الســــمع والطـــرشـــــــان
وفي نص بعنوان (وصيّة فهر) والتي يهديها لروح والده - رحمه الله - يقول

السيد فاتك:

رجّال ما يدخلني الشك والري

ولي ما عـــرف طبــعي يفكّــر بذاتـه
أبوي (فهرٍ) مطْعِم المِيت والحي
وأنا لـــزوم أني أســــوّي ســـــواته
وما دامني (فاتك) بطبعي وأنا حي
أمــوت (فهــــــر) وأقتبس من حياته
أبقى عزيز النفس وأجود وأغني
أبـوي وصّــــاني وحامــل وصــــاته
كما كانت الحكمة والتجربة حاضرتين في ثنايا الديوان، يقول في قصيدة بعنوان (يا مطيّب النية):
يا مطيّب النيّة ترى الخير بالنيّات
تنبّه وخلّك للوفـا دائــمٍ ســــاعي
ترى الوقت لحظة والزمن يمضي بلحظات
وعمر الفتى دون الوفا ما إله داعي
تبارك برب الكون لي يعلم الخصّات
وكن للزمن مستيقظٍ فاهــمٍ واعـي
تزعّم قوافل سيرتك واحسب الخطوات
توكّل على الله ومن توكل فلا ضـاعي
كما لم تغب المرأة والغزل من نصوص الديوان، ففي قصيدة (صافي غلاك) يقول سمو السيد فاتك:
من غلاك يشدّني صافي غلاك
ياسمين وزهر وردٍ في رُباك
الجنـاين يـانعــة بالـيـاســـمين
وأنت بالحســن الغنــي ربّي كساك
كم تقـــــول الناس في حســـنك قصيد
لابس مــن الحســن ثــوبٍ قد زهــاك
وأنا بك مفـتــون يا صـــوتٍ أســرني
نغمتك تجمــع دلالك مع حـيـاك.
الجدير ذكره أن هذا الإصدار جاء بعد خمسة إصدارات أصدرها السيد فاتك خلال مسيرته الشعرية هي (طير البوادي) العام 1988، و(رحماك يا رب) العام 1990، و(سهير الطرف) في العام نفسه، و(هودج الليل الستير) العام 1999، وديوان (النديم) العام 2006.

كما أن الأغاني التي يحويها الـ (سي دي) الذي يوزع مع الديوان عبارة عن أغانٍ سبق غناؤها في فترات مختلفة من تجربة السيد فاتك بن فهر (نديم السويق)، وكثير منها غير موجودة في النصوص التي يحويها الديوان المقروء.