باريس -
سجلت السلطنة اسمها بأحرف من ذهب في سجلات سباق الطريق إلى لومان - كأس ميشلان لومان البطولة الداعمة لسباق لومان العالمي الشهير للسيارات لمدة 24 ساعة، بعدما خطف فريق عمان لسباقات السيارات بقيادة متسابقنا العالمي أحمد الحارثي الأضواء أمام أكثر من 200 ألف متفرج ليظفر بالمركز الأول في سباق فئة جي تي 3 للمرة الثانية على التوالي عقب فوز الفريق بالكأس الأولى قبل يومين فقط من هذا السباق.
سباق للتاريخ
هذا الإنجاز والمسجل باسم سلطنة عمان عبر عمان لسباقات السيارات يعدُّ الأول من نوعه بالنسبة للسلطنة والأبطال العرب عامة في هذه البطولة العريقة التي تمتد جذورها لعشرات السنين والتي تستضيفها سنويًا فرنسا، فلم يسبق لأي فريق أو سائق عربي الفوز بسباق كأس ميشلان لومان لمرتين متتاليتين ليعدَّ الحدث بمثابة تقدير لمسيرة هذا البطل العماني وزميله بالفريق البريطاني توم جاكسون بعد قيادة موفقة وأكثر من رائعة طوال السباق الذي استمر لمدة 55 دقيقة على المضمار الطويل البالغ طوله 13.5 كيلومتر وأمام مرئ مئات الآلاف من المتابعين الذين حضروا إلى موقع السباق والجلوس على المدرجات وكذلك الاصطفاف على جنبات مسار السباق لمشاهدة أقوى سباقات السيارات على مستوى أوروبا والعالم.
المنافسة القوية
فرحه غامرة وسعادة كبيرة رسمت على وجوه وشفاه الثنائي أحمد الحارثي وتوم جاكسون عقب نهاية السباق، فقد جمع سباق الطريق إلى لومان نوعين من السيارات، الأولى سيارات أل أم بي 3 والتي تشبه سيارات الفورمولا والثانية سيارات فئة جي تي 3 والتي يتسابق فيها بطلنا أحمد الحارثي وعمان لسباقات السيارات، وكان الحارثي من جلس أولًا خلف المقود في النصف الأول من السباق الممتد لـ 55 دقيقة، واستطاع الاحتفاظ بمركز المقدمة التي انطلق منها عند بداية السباق رغم الضغوط الكبيرة والمنافسة الشرسة التي واجهها من قبل بقية السيارات والتي قدرت بحوالي 15 سيارة من فئة جي تي 3.
الحارثي والذي قاد سيارة أستون مارتن فانتاج جي تي 3 التي تحمل الرقم 97 وبعد مرور حوالي نصف مدة التسابق والتي قدرت بحوالي 28 دقيقة ضد أفضل السواقين من مختلف الفرق العالمية والمتمسك بمركز الصدارة قام بالتوجه لمرآب الصيانة لتسليم السيارة إلى زميله البريطاني توم جاكسون والذي كان في الانتظار لتكملة مشوار التألق وتحقيق هدف الفريق بالفوز للمرة الثانية في هذا السباق، ودخل جاكسون المضمار وهو في المركز الخامس، وبعد قيادة احترافية وعدم ارتكاب أخطاء أخذ جاكسون موقعه في صدارة الصدارة قبل نهايته بعدة لفات، ومع الضغط الذي تلقاه السائق البريطاني من بقية المتسابقين تراجع مركزًا واحدًا وقرر عدم المجازفة والاحتفاظ بالمركز، لكن سائق المقدمة والذي كان يقود سيارة بورش تلقى جزاء من اللجنة المنظمة بالسباق لارتكاب فريقه خطأ أثناء مغادرة مرآب الصيانة ليتويج عمان لسباقات السيارات بالمركز الأول في يوم تاريخي لسباقات السيارات للسلطنة على المستوى العالمي وعلى حلبة تعدُّ من أشهر حلبات العالم وفي أحد أفضل البطولات العالمية على الإطلاق.
يوم تاريخي
فريق عمان لسباقات السيارات والمدعوم من وزارة الشؤون الرياضية والطيران العماني والبنك الوطني العماني وبر الجصة وعمانتل وأمواج للعطور وبعد نجاحه في الوصول إلى القمة عقب فوزه بالمركز الأول لكأس ميشلان لومان للسيارات في سباقه الأول، كان يبحث عن إنجاز آخر يثبِّت به أقدامه ويسجل اسمه في سجلات هذه البطولة بأحرف من ذهب، وعمل الثنائي الحارثي وجاكسون ومعهم الفريق الفني تي أف بقيادة توم فيرر على وضع التكتيك المناسب لاتباعه أثناء السباق وبالفعل كانت المعنويات عاليه لدى الجميع وأُنجزت المهمة حسب المخطط له قبل السباق وجرى الوصول إلى الهدف والغاية التي جرى رسمها قبل السباق والتتويج بمركز أول جديد ليكتمل الإنجاز العماني في الحلبات الفرنسية عبر بطولة عالمية كبطولة لومان.
البطل العماني أحمد الحارثي لم تسعه الفرحة عقب ختام السباق ووصول سيارة الفريق أستون مارتن فانتاج تي تي 3 إلى خط النهاية إذ قام بمعانقة زميله البريطاني توم جاكسون وتهنئته بهذا الإنجاز الذي حققه الفريق العماني، وبعد استلام كأس البطولة صرح الحارثي قائلًا: «في الحقيقة لا تسعني الفرحة اليوم بالفوز وللمرة الثانية بالمركز الأول لسباق كأس ميشلان لومان للسيارات والذي يعدُّ إنجازًا كبيرًا لي ولرياضة السيارات العمانية، وأنا فخور جدًا بهذا الفوز وأهديه لفئات الشعب العماني كافة والمسؤولين والرعاة والداعمين والمتابعين للفريق».
وأضاف الحارثي: «كل الأمور التي خططنا لها قبل السباق مضت بكل سلاسة فقد كانت السيارة بقمة عطائها وكلمة شكر يجب أن أوجهها لفريق أف تي لدوره الكبير والبارز في تجهيز السيارة بطريقة مثلى، كما أننا لم نرتكب أية أخطاء أثناء السباق وحاولنا الابتعاد قدر المستطاع وقدر الإمكان من الالتحامات أو التجاوزات الخاطئة التي قد تفقدنا فرصة المنافسة على لقب السباق، والحمد لله توجت جهودنا بالفوز بالمركز الأول ويجب أن أرفع كلمة تقدير وشكر لزميلي توم جاكسون على قيادته الموفقة إذ ينتظره مستقبل واعد في عالم سباقات السيارات وكل الشكر له على مساهمته بفوز الفريق بالمركز الأول، وأتمنى له التوفيق في مشاركاته المقبلة في عالم سباقات السيارات».
واختتم الحارثي حديثه قائلًا: «كان هناك دعم كبير لنا من السلطنة مما شكل حافزًا معنويًا لتقديم الأفضل في هذا السباق، هذا الأمر أيضًا زاد من رغبتنا في الاحتفاظ باللقب وتسجيل هذا الإنجاز باسم السلطنة، ورغم شدة المنافسة داخل المضمار الطويل إلا أن طموحاتنا كانت كبيرة لرفع اسم السلطنة، وفي النهاية نجحنا في مسعانا وتحقق الهدف وأرجو أن يتقبل الجميع هذه الهدية مني عرفانًا على الدعم المتواصل لي وللفريق طوال السنوات الفائتة، متمنيًا أن يستمر هذا الدعم مستقبلًا».
العودة لبلانك بان
ومع نهاية مشاركته في هذا السباق يكون الحارثي قد طوى صفحة السباقات القصيرة هذا العام ليبدأ من جديد مشواره مع السباقات الطويلة، وسيتجه نحو الجنوب الفرنسي وعلى بعد حوالي ألف كيلومتر بالقرب من مدينة مرسيليا الساحلية فهناك تنطلق منافسات الجولة الثالثة لبطولة بلان بان الأوروبية التي تستضيفها حلبة بول ريكارد الفرنسية بتاريخ 24 يونيو الجاري بمشاركة زميله الإسكتلندي جوني أدام.
ويتصدر عمان لسباقات السيارات بطولة بلانك بان الأوروبية للتحمل برو أم بعد تحقيقه المركز الأول في السباق الأول الذي جرى في إيطاليا على حلبه مونزا، وتسجيله المركز الثاني الوصيف في السباق الثاني على حلبه سلفرستون البريطانية الشهيرة، ويسعى هذه المرة إلى العودة من جديد إلى المقدمة والظفر بالمركز الأول على حلبة بول ريكارد الفرنسية في السباق الذي سيستمر لثلاث ساعات متواصلة.