علي بن راشد المطاعني
أحسنت شرطة عُمان السلطانية صنعا عندما أوقفت بعض المستهترين من الشباب أصحاب السيارات الفارهة وهم يعيثون في الشوارع العامة فسادا بمركباتهم وينشرون الرعب في قلوب المارة بدم بارد، فيما يسمى بظاهرة (التفحيط) الفوضوية، ويشكلون بجرأة لا يحسدون عليها دوائر من التخميس أمام إشارات المرور في أحد أحياء مسقط.
الواقعة أحدثت حالة من الرعب والذهول لمستخدمي الطريق إذ هم يشاهدون بأعينهم هذا المقطع المخيف كأنه جزء من أحد أفلام الرعب الهوليودية، وقد أعيد تمثيله هنا في شوارع العاصمة العُمانية.
الظاهرة تلقى بظلال قاتمة على خلل اجتماعي فادح، بدءا من البيت وانتهاء إليه، فالسيارات الفارهة ربما اشترتها الأسرة لمن لا يستحقها من أفرادها، وربما الرقابة الأسرية منعدمة بالطبع، والمتابعة التربوية لا وجود لها حتما، وفي هكذا حال فإن للدولة ممثلة في شرطة عُمان السلطانية ما تقوله وبلسان عربي مبين تلك هي العقوبات الرادعة والحاسمة لا لهذه الفئة في حد ذاتها بل لكل من تسول له نفسه العبث مستقبلا بأرواح الأبرياء.
صحيح أن هناك من يولدون وفي أفواههم ملاعق من ذهب وبالتالي تمكنوا من امتطاء صهوات السيارات الفارهة، غير أن ذلك لا يعطيهم الحق في إهلاك الناس بسوء استخدام هذه النعمة التي لم يقدروها حق قدرها.
وبما أن هذه الفئة قد خرجت عن جادة الصواب أصلا فإن منهم من يحاول فعلا إعادة مقاطع لأفلام العنف العالمية على حساب سلامة الأبرياء.
إن الحفاظ على سلامة المرور في شوارعنا وأحيائنا هي مسؤوليتنا نحن كمواطنين في المقام الأول وليست مسؤولية الأجهزة الأمنية فحسب، التي تقوم بدور كبير للغاية تشكر عليه، إذ هي تحتاج إلى تضافر الجهود لمساندتها في أداء دورها، إذ إن هؤلاء وكما أشرنا قد فقدوا البوصلة التربوية انطلاقا من داخل بيوتهم، إذ لم يتم تلقينهم ومنذ البدء بأن من حق الذين لا يملكون الفارهات أن ينعموا بالأمن وبالسلام وبالسلامة، فكان أن ظنوا ظن السوء بأنهم هم الذين يستحقون الحياة وما دونهم ليسوا إلا سقط متاع، تلك هي الطامة الكبرى.
ونحن إذ نتوجه بالشكر الجزيل لشرطة عُمان السلطانية على جهودها في القبض على هؤلاء المستهترين، فإننا ننتظر العقوبات التي سوف تصدر من الجهات المختصة والتي ستعيد الأمور لنصابها الصحيح.
نأمل أن تغلظ العقوبات على كل من يسيء استخدام الطريق، ويستعرض بمركبته بذلك النحو المريع ليبدد أمن الناس إلى خوف، وطمأنينتهم إلى جزع، واستقرارهم إلى رعب من خلال هذه الحركات البهلوانية الدخيلة على مجتمعنا، ونحن على ثقة أن الجهات المختصة ستجتث الظاهرة من جذورها وإلى الأبد.