مسقط - سعيد الهاشمي
قال مدير دائرة الشؤون الفلكية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية م.عمار بن سالم الرواحي: إن الحسابات الفلكية التي أُجريت حول رؤية هلال شهر شوال للعام 1438هـ توضح أن الهلال سيكون في مسقط في يوم السبت 29 رمضان 1438هـ الموافق له 24 من يونيو 2017م في مرحلة الاقتران عند الساعة 6:31 مساءً بالتوقيت المحلي للسلطنة، وسينزل القمر عند الساعة 7:15 مساء وتغرب الشمس عند الساعة 6:57 دقيقة، أي أن القمر سيمكث بعد غروب الشمس بحوالي 18 دقيقة. وفي صلالة سيمكث القمر بعد الغروب قرابة 22 دقيقة، وهذه المعطيات توضح أن رؤية هلال شهر شوال ستكون صعبة جدًا وتكاد أن تكون غير ممكنة لكن لا نقول إنها مستحيلة.
وأضاف المهندس الرواحي أن هناك أرقامًا قياسية عالمية من المشروع الإسلامي لرصد الأهلة تبيِّن أن أقل مُكث جرت رؤيته بالتلسكوب بلغ 20 دقيقة وكانت الأجواء صافية ومثالية واستثنائية، أما الرؤية بالعين المجردة فكانت أقل فترة مُكث له 29 دقيقة وأيضًا كانت الأجواء صافية جدًا، أما في أجواء السلطنة فلم يسبق أن رأينا الهلال بالتلسكوب قبل مرور 35 دقيقة على غروب الشمس قبل نزوله، وبالتالي فإن رؤية هلال شوال ستكون صعبة.
وعن مدى جودة ودقة المراصد الموجودة في السلطنة قال: إذا تكلمنا عن التقنية بشكل عام فالتقنيات الحديثة تتجدد بشكل مستمر، ولكن يوجد لدينا في السلطنة ولله الحمد منذ سنوات ما يقرب من 25 منظارًا متنقلًا في 25 ولاية من ولايات السلطنة، واللجان الميدانية المشكلة هي 25 لجنة ميدانية بإشراف دائرة الشؤون الفلكية، وفي كل لجنة يوجد جهاز بالإضافة إلى الأجهزة الموجودة لدى دائرة الشؤون الفلكية والمرصد الفلكي بجبل شمس، وهي أجهزة حديثة ومزودة بتقنيات عالية الدقة، ولكن في نهاية المطاف هي أداة بصرية مثل العين لكنها تقرب الصورة بشكل أكبر، ومع ذلك فإن فترة أقل من 20 دقيقة أو 25 دقيقة تجعل الرؤية صعبة حتى لو كانت بالمناظير.
أهمية التقرير العلمي
وقال الرواحي: إن المعطيات الموجودة في التقارير العلمية توضح للجمهور وتوضح لأهل الفقه من العلماء مدى إمكانية الرؤية وهل هي سهلة أم صعبة أم مستحيلة قطعًا، أم أنها غير ممكنة.
ووفقًا للمصطلحات العلمية فإن هناك 4 تصنيفات أو مصطلحات بالنسبة لرؤية الهلال وهي: الاستحالة: وهي أن القمر يغرب قبل غروب الشمس أو في الوقت نفسه مع الشمس. المصطلح الثاني: رؤية غير ممكنة، وهذا ما يُحدث خلطًا لدى الناس بين الإمكانية والاستحالة، فالناس تتصور أنها رؤية مستحيلة ولكن في مصطلح علم الفلك هي غير ممكنة، إذ يغرب القمر بعد غروب الشمس بفترة قصيرة تصعب معها الرؤية جدًا. التصنيف الثالث: صعوبة الرؤية: أي أن الهلال موجود والشمس موجودة ولكن تصعب الرؤية بناء على المعطيات العلمية. التصنيف الرابع: سهولة الرؤية: وبعض الأحيان تتفاوت فتكون سهلة لحد ما وقد يُرى الهلال بالعين المجردة وبعض الأحيان تكون سهلة جدًا.
أهمية التقرير العلمي
ويكتسب التقرير العلمي أهمية لأن علم الفلك أصبح من العلوم اليقينية وليس من العلوم الظنية أو ليس هناك مجال للشك فيه، وفي نهاية المطاف فإن الفلكيين هم فقط من عليهم استخراج المعطيات الفلكية والحسابية، أما فيما يتعلق بمسألة معيار دخول الأشهر الهجرية فهذا يعتمد على أهل الشرع والعلم (الفقهاء)، فعدما يقول الفقيه إن دخول الشهر يكون عن طريق الرؤية فنحن نكيِّف المعطيات العلمية والحسابية بناء على المعيار الذي يذكره الفقيه، فمعيار السلطنة هو الرؤية والاستئناس بعلم الفلك في استخراج المعطيات العلمية والحسابية والأخذ بعلم الفلك في حالة النفي فقط، بمعنى أن يؤخذ بعلم الفلك بشكل يقيني في حالة الاستحالة ففي حالة الاستحالة يغرب القمر قبل غروب الشمس.
جدير بالذكر أن الجهة المخولة بالإعلان عن دخول الأشهر القمرية هي اللجنة الرئيسية برئاسة معالي الشيخ وزير الأوقاف والشؤون الدينية وعضوية كل من سماحة الشيخ المفتي العام للسلطنة وبعض أصحاب السعادة والفضيلة القضاة.