لندن - ش
أشادت الصحافة ووسائل الإعلام في بريطانيا بالدور اللافت الذي لعبه شباب عرب ومسلمون من أجل تقديم المساعدات العاجلة وأعمال الإغاثة لضحايا البرج السكني الكبير الذي التهمته النيران في غربي مدينة لندن فجر الأربعاء الفائت، فيما انشغل الكثيرون على شبكات التواصل الاجتماعي أيضاً بتداول أخبار الشبان العرب والمسلمين الذين رابطوا في المكان لتقديم المساعدة.
وتداول آلاف البريطانيين تسجيلات فيديو لأعمال إغاثة يقوم بها الشبان المسلمون في بريطانيا، فيما ظهرت واحدة من الضحايا في أحد تسجيلات الفيديو وهي تصرخ: «شكراً رمضان... شكراً رمضان» في إشارة إلى أن وقوع الحادث في هذا الشهر الفضيل الذي يُكثر فيه المسلمون من عمل الخير هو الذي ساهم في تخفيف مصابهم وألمهم في الحريق.
إلى ذلك فان العديد من وسائل الإعلام والصحف قالت إن استيقاظ المسلمين في منتصف الليل لأداء صلاة التراويح وتناول طعام الإفطار حال دون وقوع كارثة أكبر بكثير من تلك التي وقعت، إذ إن وجود عدد كبير من الناس المستيقظين جعل التنبيه عن الحريق مبكراً، وقلل من عدد الضحايا وأتاح لعدد أكبر الهروب من البرج.
وكانت بريطانيا استيقظت يوم الأربعاء الفائت على حريق ضخم التهم برجاً سكنياً من 27 طابقا يُدعى «غرينيفيل» في منطقة «وايت سيتي» غربي العاصمة لندن، وهو ما أدى إلى مقتل 17 شخصاً إضافة إلى 30 جريحاً، والحريق أشعل موجة تضامن كبيرة في أوساط البريطانيين وأثار جدلاً كبيراً في البلاد.
وانشغلت العديد من محطات التلفزيون والإذاعة والصحف ومواقع الانترنت بالإشادة بالدور الكبير الذي لعبه المسلمون في عمليات الانقاذ والمساعدة، في حالة لم يسبق أن شهدتها بريطانيا من قبل، كما أن اعتراف وسائل الإعلام البريطانية بذلك يُشكل أمراً غير مسبوق أيضاً.
ونقلت قناة «سكاي نيوز» البريطانية عن إحدى الناجيات من الحريق وتُدعى رشيدة قولها إن استيقاظ الصائمين لتناول السحور لفت الانتباه للحريق، وأدى إلى إبلاغ السلطات بسرعة أكبر.
وقالت رشيدة: «معظم الصائمين لا يذهبون للنوم قبل الساعة الثانية صباحاً»، وأضافت:» هناك عدد كبير من السكان المغاربة في المنطقة، بالإضافة إلى عدد من الجنسيات الأخرى من مختلف الأديان».
وخصصت جريدة «دايلي تلغراف» غلاف صفحتها الأولى في اليوم التالي للحريق، وكتبت فوق صورة البرج الملتهم: «المسلمون الذين كانوا مستيقظين من أجل رمضان كانوا من بين الأبطال الذين ساعدوا في الحفاظ على حياة الناس».
وأطلقت عدة مؤسسات إسلامية حملة تبرعات لمساعدة الناجين من الحريق، إذ أطلق مسجدا «المنار» و«فينسبيري بارك» حملة إغاثة للضحايا، كما شكلت الرابطة الإسلامية في بريطانيا فريقاً لنجدة المصابين.
وتداول آلاف البريطانيين على شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت فيديو تظهر فيه امرأة وهي تتحدث عن بطولات عدد من الشبان المسلمين الذين كانوا عائدين من المسجد بعد انتهاء صلاة التراويح لحظة اندلاع الحريق، وقالت: «الإعلام يظهرهم وقتما يرتكبون الأخطاء فقط، لكن لا يظهرهم حينما يظهرون الشجاعة ويساعدون الآخرين، هم أول من حمل أكياس الماء لإنقاذ الناس»، وأضافت: «لو لم يكن كل هؤلاء الشباب قادمين من المسجد لمات الكثير... الكثير منهم».
وقالت جريدة «دايلي تلغراف» البريطانية في تقرير لها إن المسلمين فتحوا أبواب مساجدهم ومراكزهم الدينية لايواء المنكوبين في حادث حريق برج «غرينيفيل» وتقديم المساعدة الانسانية لهم، مشيرة إلى أن «بعض المسلمين خاطر بنفسه من أجل إنقاذ الآخرين».
وتأتي هذه الإشادة بدور المسلمين في عمليات الإغاثة والإنقاذ بعد فترة وجيزة فقط من العمليات الإرهابية التي شهدتها بريطانيا والتي أثارت موجة من الغضب بعد أن تبين أن شبان مسلمون هم الذين نفذوها ثم تبناها تنظيم داعش وهو ما دفع الكثير من المعلقين على الإنترنت للقول إن تدافع المسلمين لإنقاذ ضحايا البرج دليل على أن العمليات الإرهابية لا تمثل المجتمع المسلم في بريطانيا، وإنما هي استثناء ونشاز فقط.