أمين الفتوى الشيخ إبراهيم الصوافي: الرابطة الزوجية رابطة مقدسة ينبغي الحفاظ عليها

بلادنا الأحد ١٨/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:٥٠ ص
أمين الفتوى الشيخ إبراهيم الصوافي: 

الرابطة الزوجية رابطة مقدسة ينبغي الحفاظ عليها

مسقط - سعيد الهاشمي

قال أمين الفتوى بمكتب سماحة المفتي العام للسلطنة الشيخ إبراهيم بن ناصر الصوافي: إن الحياة الزوجية السعيدة هي الحياة المبنية على تقوى الله عز وجل، فقد جعل الله عز وجل الطمأنينة والسعادة في العمل بما أمر به عباده، وإذا استوعب الزوجان الأمر حرص كل واحد منهما على أداء الحقوق الواجبة عليه، ليس مراعاة لظرف الآخر وإنما مراقبة لله عز وجل، فإن ذلك يؤدي إلى أن يحاسب كل من الزوجين نفسه على الحقوق الواجبة عليه وسيبذلها كاملة غير منقوصة بل سيتطوع بغير اللازم عليه، وسيولّد ذلك الصبر والتضحية لأنه استوعب أحكام الله عز وجل وما يجب على المسلم أن يكون عليه في هذه الحياة الدنيا.

وأضاف الصوافي في حديث مع «الشبيبة» أن الله عز وجل جعل الرابطة الزوجية رابطة مقدسة وسماها ميثاقاً غليظاً أي شديداً ومؤكداً تترتب عليه حقوق كثيرة؛ لأن الرجل والمرأة ينصهر كل واحد منهما في الآخر ليكونا شخصية واحدة بعضها مكون من الرجل والبعض الآخر من المرأة، وذلك يقتضي اتحاد الأفكار والآراء ووجود التعاون والمحبة بينهما وجعل الله عز وجل هذه المحبة آية من آياته، بل إن الله عز وجل اعتبر كل واحد من الزوجين لباساً للآخر وذلك لشدة التصاقه به كما يلتصق اللباس بصاحبه أو جعل الله عز وجل كل واحد منها لباساً للآخر لأن الإنسان يكون كالعاري فيستره زوجه، وهذا من دقة التعابير القرآنية التي توضح طبيعة العلاقة بين الزوجين.

وأشار الصوافي إلى أن الواجب على كل واحد من الزوجين أن يسأل نفسه هل أدى الحقوق الواجبة عليه للآخر؟ فإن وجد تقصيراً حاسب نفسه وصحح المسيرة واعتذر إلى الطرف الآخر، وإن حصلت مشاكل وخلافات في الحياة الزوجية ينبغي أن يعلم الزوجان أنه أمر وارد جداً، إذ لا يخلو بيت من البيوت من اختلاف في وجهات النظر أو حدوث بعض المشاكل الطارئة، ولكن ينبغي أن نعي كيفية علاج تلك المشاكل، فإن المشاكل وقعت حتى في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو أطهر بيت من البيوت، ومن هنا لا بد أن تشيع بين الزوجين الصراحة، بحيث يصرّح كل واحد منهما للآخر عن رغباته ووجهة نظره وبما ينتقده على الآخر، فمن الخطأ الفاحش أن يكتم أي واحد من الزوجين ما يجده في نفسه من ملاحظات على الآخر ولا يصارحه ولا يبيّن أخطاءه ثم ينفجر في لحظة واحدة لأن هذا الانفجار قد يؤدي إلى فساد العلاقة الزوجية، فعلى سبيل المثال إذا لاحظ الرجل على زوجته سلوكاً خاطئاً أو لم يعجبه تصرفاً منها أو قولاً منها فعليه أن يكلمها في جو هادئ وبعبارات حسنة وبطريقة إصلاحية لا يقصد بها النيل من شخصيتها بمقدار ما يريد أن يصلح ما فسد، وكذلك المرأة إذا لاحظت على زوجها ملاحظات في دينه أو في أخلاقه أو في تعامله معها أو في سلوكه فلا تكتم هذه الأشياء في نفسها حتى تمتلئ بها النفس ثم تنفجر مرة واحدة إنما تسعى إلى علاجها أولاً بأول والعلاج يكون في جو هادئ تشيع فيه المحبة والعبارات الحسنة التي ليس فيها تجريح ولا نيل من الشخص الآخر.
وأوضح أمين الفتوى بمكتب سماحة المفتي العام للسلطنة أنه يجب أن يكون هنالك تعاون بين الزوجين، فينبغي أن يعين كل واحد منهما الآخر على الخير وعلى القيام بواجباته ويعينه في المهمات، ولا يكون كل واحد منهما غير مكترث بالآخر. أيضاً من النقاط المهمة التي تؤدي إلى الحياة الزوجية السعيدة وإلى استمرارها هو قبول النصح من الطرف الآخر فلا يتعالى الرجل على المرأة ويرفض نصيحتها أو تترفع المرأة عن قبول النصيحة من زوجها أو أن يتعالى أحد على الآخر بسبب مستوى تعليمي أو بسبب نسب أو بسبب مستوى من الذكاء أو غير ذلك من الفوارق التي جعلها الله عز وجل بين العباد. وعند ملاحظة أحد الزوجين انحرافاً في الطرف الآخر فيجب أن يكون لديه طول نظر وهدوء بال وصبر ويعلم بأن علاج المشاكل يحتاج إلى وقت وإلى صبر وإلى تنويع في الوسائل ويجب أن يعي كذلك أن النتائج غير مضمونة فالأمر كله بيد الله عز وجل، فلا يضيق الإنسان ذرعاً بنصيحة الآخر وإنما على الإنسان أن يسعى إلى إصلاح الآخر وينوع بالنصيحة فتارة تكون مباشرة وتارة بالتلويح وتارة بالقصة أو المثل أو أن يستعين بوسائل التواصل الحديثة، كما ينبغي على الزوجين أن يغيرا دائماً في حياتهما الزوجية تغييراً إيجابياً ويشتركا في اقتراح هذا التغيير بقدر المتيسر والممكن، وإن حصل فتور أو شيء من النفور فلا يتأخرا في علاجه والقضاء على أسباب هذا النفور؛ لأن التأخر في العلاج قد يؤدي إلى اتساع الفجوة ما يصعّب علاجها.