ظهور باهت وأداء «مترهل»والنتيجة خسارة مستحقة «فيربك»يرسب في أول اختبار رسمي مع «منتخبنا الوطني»

الجماهير الخميس ١٥/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:٢٥ ص
ظهور باهت وأداء «مترهل»والنتيجة خسارة مستحقة

«فيربك»يرسب في أول اختبار رسمي مع «منتخبنا الوطني»

مسقط - وليد العبري

ليس هذا ما كانت تنتظره الجماهير من الأحمر في موقعة “فلسطين”، فلم يكن أسوأ المتشائمين بالفريق يتوقع ذلك السوء الذي ظهر به نسيج الفريق “ككل”، فلم تكن أي هوية واضحة للفريق بل كان “حملاً وديعاً” لفدائي فلسطين وخرج من اللقاء خاسراً كل شيء، خاسراً الأداء والنتيجة وأيضاً ثقة الجماهير التي صبت جام غضبها على مسيري الفريق في مواقع التواصل الاجتماعي، وفيما يبدو أن فيربك رسب في أول اختبار.

البداية اختصرت النهاية

بالعودة لمجريات المباراة فالبداية لخّصت النهاية وهذا كل ما حدث في المباراة، فمنذ أن أطلق الحكم التايلاندي سيفاكورن صافرة البداية ظهرت نوايا المنتخب الفلسطيني جيداً بالضغط على دفاع منتخبنا الوطني وذلك عبر الثلاثي جوناثان سوريا في الطرف الأيمن وتامر صيام في الجهة اليسرى وسامح مراعبة خلف رأس الحربة المحترف في ماليزيا ياسر إسلامي، وهذا ظهر جلياً في الاعتماد على الأطراف والعمق في آن واحد.
لا يمكن الجزم بنوايا فيربك من خلال التشكيلة التي اختارها فقد اعتمد على لاعبين اثنين في الارتكاز الدفاعي هما “كانو” وعبدالله فواز عرفة، ولاعبي الطرف قاسم سعيد وجميل اليحمدي، ولكن هؤلاء الأربعة بالذات وخلال الشوط الأول بأكمله لم يكونوا في الملعب للتخفيف من وطأة الضغط على مناطق منتخبنا الدفاعية، وما زاد الأمر تعــــــقيداً هو تواضع مستوى الدفاع بل وافـــــتقاد البعض لحساسية الدفاع أساساً.
رأسية هيثم ذيب في الدقيقة السادسة كانت إنذاراً مبكراً ولكن لم يسمعه فيربك ولا المنتخب أحس به أصلاً، الأحمر ما زال تائهاً وفلسطين تواصل الضغط بدون أدنى ردة فعل، وفي الدقيقة الـ13 وعبر رأسية جوناثان سوريا وقعت فلسطين على التدوينة الأولى في اللقاء والأحمر ما زال في غيبوبة يرفض الاستفاقة بل حتى “المدرّب” الجالس على الدكة لا يقوى على إفاقته، لا ردة فعل ولا حماس ولا رغبة ولا أي شيء من هذا أظهره المنتخب بعد هذا الهدف، بل إن فلسطين أضاعت فرصة وسجلت بعد ذلك الهدف الثاني عبر ياسر إسلامي مستغلة ما يمكن أن يُسمى “الفوضى الدفاعية” في مناطق الأحمر. انتهى شوط كئيب بهدف “كانو” الذي قلّص به الفارق، والجماهير توقعت أن هذا الشوط سيكون للنسيان إذ ستبدأ مباراة “الأحمر” الحقيقية في الشوط الثاني.

السقوط بأول اختبار

فيربك غاب عن الجولة الأولى لهذه التصفيات بالتالي كان يتوجب عليه أداء اختبار فلسطين، ولكن الهولندي المحنّك لا يبدو أنه استعد جيداً مهما قيل لنا إن فترة التحضير كانت كافية وكانت في ظروف مشابهة لموقعة الشهيد فيصل الحسيني. فيربك فلتت منه المباراة في شوطها الأول وكان أمامه وقت كافٍ للحاق بها في الشوط الثاني ولكن أيضاً لا شيء من هذا حصل، فظل المنتخب على حاله فلم يُوجِد فرصاً حقيقية منظمة مواتية للتسجيل، فقط ما حدث هو ارتفاع نسبة امتلاكه الكرة ولعل هذا راجع لتراجع فلسطين للدفاع عن مناطقها وتدخلات فيربك عبر إشراك رائد إبراهيم ومحسن جوهر، ولكن الخطر لم يداهم مرمى رامي حمادة، ومدرّب فلسطين عبدالناصر بركات نشّط أكثر من وسطه بإشراك محمد يامين وأليكسس نصار لإضفاء توازن في خطوطه.
عجز فيربك عن تغيير نسق المباراة طوال الـ90 دقيقة أمر لا يمكن تفسيره، وإن كان الحديث عن سوء أرضية الملعب فالمنتخب تدرّب وعلى مدار سبعة أيام كاملة على عشب صناعي في الأردن ولكنه عذر لا يمكن أبداً استصاغته. عجز المنتخب عن إيجاد فرصة منظمة طوال المباراة أمر قوبل بالاستغراب من قِبل الجماهير العُمانية، خصوصاً أن معظم العناصر تمتلك خبرة وتجربة مثل هذه المباراة.

علامات استفهام

المدرّب الهولندي بيم فريبك أخذ الوقت الكافي للتحضير لهذه المباراة وكان أمامه شهران للتحضير منذ عودته من هولندا، ولكن ما رأيناه في أرضية الملعب وطوال الـ90 دقيقة أمر مستغرب يوحي بأن الفريق لم يستعد إطلاقاً للمباراة. المنتخب الفلسطيني معروف أنه من نوعية المنتخبات الشرسة والصعبة على أرضية ميدانها وهو منتخب متطور وصاعد في السنوات الأخيرة ولكن ليس بالشكل الذي رأيناه، إذ ظهر منتخبنا وكأن يتقمص شعار ولون منتخب “المالديف” الطرف الآخر في المجموعة. لماذا هذا السوء الذي ظهر به الفريق؟ لا أحد من الممكن أن يجيب على هذا التساؤل سوى القائمين على الفريق؛ لأن ما شاهدناه في ملعب الشهيد فيصل الحسيني لا يجب أن يمر مرور الكرام.
المباراة كانت أكثر من مجرد خسارة نقاط وفقدان الصدارة، ما حدث خيبة كروية وعلقم شربته الجماهير في وقت “السحور” خلال هذا الشهر الفضيل، وهذا يفسّر حجم الهجوم اللاذع الذي تعرّض له الفريق تحديداً في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” الذي أصبح المتنفس الأول، لماذا ذهبت الليالي السبع التي قضاها المنتخب في الأردن هباءً منثوراً؟

تدهور متواصل للتصنيف

التأهل لنهائيات كأس أمم آسيا “الإمارات 2019” يراه الكثيرون مسألة وقت ليس إلا؛ بسبب ضعف المنافسين في المجموعة وبسبب تأهل منتخبين بشكل مباشر للنهائيات، هذا الأمر ربما من الطبيعي حتى قبل أن تُسحب مراسم قرعة هذه التصفيات في أبوظبي 23 يناير من بداية العام الجاري بسبب تفاوت المستويات بين المنتخبات صاحبة التصنيف الأول وبقية التصنيفات الثلاثة الأخرى.

تأهل المنتخب لكأس آسيا لرابع مرة سيكون طبيعياً هذه المرة وبالتالي لا يجب أن يصاحب هذا التأهل أي ضجيج يذكر؛ فهناك ما هو أهم في الفترة الحالية وهو التصنيف العالمي للمنتخب والمكانة الدولية للأحمر التي باتت لا تتلاءم مع منتخبنا الوطني.

المنتخب حالياً في التصنيف 118 عالمياً وهو سيئ منذ مرحلة لوجوين الأخيرة، وحمل الاتحاد الحالي على عاتقه تحسين التصنيف لاستعادة السمعة المفقودة للأحمر، وبالفعل جاءته الفرصة على طبق من ذهب هذه المرة فقد لعب ودياً مع سوريا ورسمياً مع فلسطين وكان الفوز على هذين المنتخبين سيُكسب المنتخب 69 نقطة دفعة واحدة في التصنيف الذي سيُصدر 6 يوليو المقبل، ولكن بدلاً من كل هذا سيخسر المنتخب 14 نقطة وبالتالي ينتظره تصنيف أسوأ من الحالي. ختاماً لا أحد يعلم أي طريق نحن ماضون فيه؟!