قالت مجلة "ذي ناشونال إنترست" الأمريكية، إن اعتراف المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "اف بي آي" جيمس كومي أمام مجلس الشيوخ، بأنه كان وراء التسريبات، التي وصلت إلى صحيفة نيويورك تايمز عن طريق أحد أصدقائه، وهي المتعلقة بما دار بينه وبين الرئيس دونالد ترامب من نقاشات في البيت الأبيض، كان بمثابة "فخ كبير" ابتلعه ترامب فيما يبدو، بحسب تعبيرها.
وأضافت المجلة في مقال لها في 12 يونيو، أنه رغم أن الكثير مما ورد في شهادة كومي كان يصب في صالح ترامب وتبرئته فيما يتعلق بقضية التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016، إلا أنه سرعان ما ابتلع ترامب ما سمته "الطعم"، الذي نصبه كومي له.
وتابعت "ترامب رد على اعتراف كومي بأنه هو الآخر يحتفظ بتسجيلات لما دار بينه وبين كومي، وأنه مستعد للشهادة تحت القسم".
واستطردت المجلة "في حال تمت المطالبة من قِبل الكونجرس بأن يدلي ترامب بشهادته تحت القسم في قضية التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، فلا بد أن يتم سؤاله عن التسجيلات، التي أعلن أنه يحتفظ بها، وأن هذه التسجيلات قد تكشف عن الكثير، وهذا ما كان يريده كومي بالأساس من اعترافه".
وخلصت "ذي ناشونال إنترست" إلى القول: "إن كومي، من خلال اعترافه بالتسريبات، وضع طعماً لترامب، للوصول إلى رد الفعل الذي أقدم عليه الرئيس الأمريكي".
وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية، قالت أيضاً إن شهادة المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "اف بي آي" جيمس كومي أمام مجلس الشيوخ، قد تشكل تهديداً للرئيس دونالد ترامب، في حال ثبتت عليه تهمة "عرقلة سير العدالة".
وأضافت الصحيفة في تعليق لها في 9 يونيو، إن هذه الشهادة ستحدد ما إذا كانت النقاشات التي دارت بين ترامب وكومي قبل عزل الأخير، مجرد "ثرثرة" أم تضمنت شيئاً يعتبر تجاوزاً القانون.
ونقلت الصحيفة عن أستاذ القانون بجامعة "ديوك" الأمريكية صامويل بويل، قوله: "إن السؤال المهم الذي يحاصر ترامب بقوة بعد هذه الشهادة ويهدد رئاسته، هو: هل حاول الرئيس الأمريكي استغلال منصبه لعرقلة تحقيق جنائي لحماية أحد أصدقائه أو حماية نفسه على حساب المصلحة القومية؟".
وكانت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ عقدت الخميس 8 يونيو جلسة استماع أدلى خلالها مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي، بشهادته حول التحقيقات الجارية بشأن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وقال كومي إن الرئيس دونالد ترامب طلب منه وقف التحقيق بشأن مستشاره السابق مايكل فلين، فقد كان كومي يحقق في علاقات فلين المحتملة بروسيا من أجل التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وبحسب كومي، قال ترامب له في 14 فبراير الفائت في البيت الأبيض: "آمل أنك ستتمكن من إيجاد طريقة لوقف هذا، لترك فلين وشأنه. إنه رجل صالح".
وأضاف كومي: "لقد فهمت أن الرئيس يطلب مني وقف أي تحقيق حول فلين وإجرائه محادثات مع السفير الروسي في ديسمبر الفائت".
وتحدّث كومي أيضاً عمّا جرى خلال عشاء مع ترامب في البيت الأبيض في 27 يناير الفائت، إذ سأله خلاله ترامب عمّا إذا كان يريد البقاء في منصبه، وقال كومي إنه لم يشعر بالارتياح فقال لترامب إنه "لا يُعتمد عليه. بالطريقة المعروفة لدى السياسيين، ولكن يمكن الاعتماد عليه في قول الحقيقة له".
وتابع كومي أن ترامب قال له: "أنا أحتاج للولاء. أتوقع الولاء"، وعندئذ لم يبد كومي أي رد فعل خلال لحظات الصمت المحرجة، بحسب تعبيره.