مسقط -
بعد الإعلان الرسمي عن بطولة «تحدي الخليج للراليات الصحراوية» والتي تم الكشف عنها السبت الفائت، صرّح رئيس مجلس إدارة الجمعية العُمانية للسيارات العميد سالم بن علي بن خليفة المسكري أن السلطنة جاهزة لاستضافة الحدث الأول من نوعه في رياضة المحرّكات «تحدي الخليج»، إذ من المقرر أن تُقام جولة عُمان في 7-8 من سبتمبر المقبل، وأكد أن الجمعية لديها نخبة من الكفاءات العُمانية الذين استطاعوا خلال فترة بسيطة وضع السلطنة على خريطة العالم الرياضي المعني برياضة السيارات والدرّاجات، وأشار إلى أن فريق العمل في الجمعية يتمتع بخبرات متراكمة بفضل ممارستهم لهذه الرياضة سواء على الجانب الفني والإداري، وهذا ما يعزز فرص نجاح جولة عُمان بفضل هذه المعطيات.
وأشار المسكري إلى أن «الجمعية لديها تواصل مستمر مع اتحادات دول الخليج للتنسيق في ما بينهم لوضع الخطط والبرامج التي من شأنها تطوير رياضة المحرّكات، وننتهز الفرصة في هذا الجانب لنشكر عبدالله باخشب أحد الأسماء اللامعة في رياضة المحرّكات ومسوّق تحدي الخليج، على وجوده في السلطنة ومشاركته في المؤتمر الصحفي للإعلان عن البطولة».
وأوضح عن تفاصيل «تحدي الخليج» في الموسم الأول، الذي سيتكوّن مبدئياً من سلسلة خمس جولات مخصصة لسيارات الدفع الرباعي، والتي ستفتح آفاقاً أوسع لمُستقبل مشرق لرياضة السيارات والدرّاجات في المنطقة. وعبّر عن هذا الجانب قائلاً: يسعدنا أن نكون جزءاً من هذا الحدث، الذي يُعد الخطوة الأولى على طريق التعاون المشترك لتطوير رياضة السيارات والدرّاجات النارية في دول مجلس التعاون الخليجي.
كما أكد المسكري أن «تحدي الخليج» سيساهم في تعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي وذلك في تطوير الرياضة الخليجية واستدامة ما تحقق من نجاحات في هذا المجال حتى الوقت الراهن، بالإضافة إلى توفير الفرصة للشباب الخليجي للمشاركة في بطولة إقليمية كبيرة والاحتكاك بمتسابقين عالميين واكتساب الخبرة والمهارة التي تؤهلهم للمشاركة في بطولات عالمية.
وأردف المسكري أن الجمعية سعت منذ تأسيسها للعمل الدائم على رفع ورقي رياضة السيارات والمحرّكات بالسلطنة من خلال تنظيم مسابقات رياضة السيارات وتوفير الإمكانات والسبل المتاحة كافة بهدف تطوير رياضة السيارات والعمل على توفير الرياضة الآمنة التي تتوافر فيها جميع المتطلبات الضرورية من إجراءات الأمن والسلامة لحماية المتسابقين والمشاركين بها ومراعاة الوسائل الوقائية كافة وفقاً لنظام قانوني.
وأكد العميد رئيس مجلس إدارة الجمعية العُمانية للسيارات على أن الجمعية تشجع إقامة وتنظيم «تحدي الخليج» كونه سيفتح المجال أمام المتسابقين الخليجيين ويفتح الباب أمام جميع المتسابقين من مختلف أنحاء العالم للمشاركة والتنافس وإطلاق مهاراتهم في مضامير السباقات الخليجية.
وأشار المسكري إلى أن السلطــــنة تحظى بتاريخ عريق في مجال تنظيم مسابقات رياضة المحرّكات منذ العام 1978، والسلطنة تواصل مسيرتها محافظة على سمعتها الطيبة في أوساط المهتمين بهذه الرياضة، كما تتمتع المنافسات التي تنظمها الجمعية بمتابعة خليجية وعربية وأجنبية.
وأوضح قائلاً إن الجمعية استحدثت منذ 2013 روزنامة متكاملة بها أكثر من 45 مسابقة موزعة على عدد من البطولات والهادفة إلى تطوير هذه الرياضة وإيجاد بيئة آمنة لممارسيها وذلك لاحتوائهم والتطوير من قدراتهم وهو ما تحقق على أرض الواقع، فالعديد من المتسابقين العُمانيين في رياضة المحرّكات يقدّمون خلال الفترة الراهنة أداءً مميزاً ويمثلون السلطنة في العديد من المحافل الإقليمية والدولية، وما نشاهده اليوم يُعد مفخرة للمستوى المشرّف والذي وصلت إليه الرياضة العُمانية في جميع الأصعدة.
وبالعودة إلى تاريخ رياضة السيارات في السلطنة، قال العميد سالم: ظهرت أولى بوادر وملامح ممارسة رياضة الراليات في عُمان مع نهائيات القرن الفائت وخاصة في العام 1977 بعد قيام مجموعة من هواة الراليات بتجهيز بعض السيارات الخاصة بهم رغم قلة خبرتهم في هذا المجال ومحدودية تـــــوفر قطع الغيار اللازمة، وشكّل ذلك النــــــواة الأولى لرياضة الراليات والسيارات بصفة عامة في السلطنة حتى تم رسمياً تنظيم أول بطولة على مستوى الشرق الأوسط في العام 1979 باســــــتضافة السلطنة لإحدى جولات بطولة الشرق الأوسط للراليات بمشاركة عدد جيّد من أبطال الراليات في الشرق الأوسط».
وذكر قائلاً: «تتميّز السلطنة بعناصر عدة تجعلها مقصداً دائماً لتنظيم واستضافة العديد من البطولات الرياضية وخاصة في رياضة السيارات وبأنواعها المختلفة، إذ توفر المسارات والطرق المتعددة والمتنوعة في تضاريسها الجغرافية إضافة إلى وجود طاقم بشري مؤهل تأهيلاً مناسباً لإدارة أية بطولات على المستوى الإقليمي والدولي، وتشكل هذه العناصر اللبنة أو الركيزة لإنجاح أية أحداث في مجال سباقات السيارات.
وأضاف: تعتبر السلطنة من أكثر دول المنطقة الخليجية والشرق الأوسط تنوعاً في التضاريس الجغرافية من جبال وأودية وسهول وصحاري مما يسهل عملية تنظيم واستضافة مختلف أنواع سباقات السيارات، لذا فقد نجحت السلطنة وخلال السنوات الفائتة وبشهادة المسؤولين في الاتحاد الدولي، في استضافة البطولات الإقليمية ومن أهمها بطولة الشرق الأوسط للراليات، وقد ساهم توفر الأرضية المناسبة والطرق والمسارات المتنوعة والطويلة في مساعدة السلطنة في الحصول على حق استضافة رالي الشرق الأوسط.
وأردف قائلاً: توجد في السلطنة مسارات ما بين الجبلية والصخرية والترابية الأمر الذي يسهل من السيطرة على هذه المراحل ويمكن استخدامها لأكثر من مرة، وقد سبق أن أشادت فرق المراقبة من الاتحاد الدولي بالطرقات ومــــــسارات الرالي في السلطنة وتنـــــــوعها الجغرافي الذي يضفي نوعاً من التحدي للسائق طوال الرالي.
وأكد المسكري أن الشاب العُماني يعتبر من ضمن أكفأ الشباب العاملين في رياضة السيارات والراليات؛ نظراً لتراكم الخبرات لديهم لكثرة مشاركاتهم الداخلية والخارجية، إذ إن بعض جهات التنظيم الخارجي تستعين بهم في تنظيم بطولاتها. وتم تدريب الشاب العُماني الذي يعمل على إدارة وتنظيم الرالي في السلطنة من قِبل خبراء سابقين وزملاء لهم سبقوهم في هذا المجال، لذلك فإنك تجد معظم العاملين في رياضة المحرّكات في السلطنة هم من أبناء البلد وحاصلين على تدريب مثالي ودورات تخصصية في مجال إدارة السباقات.