تعرّف على المأساة بالأرقام.. 3 آلاف إصابة بالكوليرا يومياً في اليمن

الحدث الأحد ١١/يونيو/٢٠١٧ ١٨:٢٨ م
تعرّف على المأساة بالأرقام.. 3 آلاف إصابة بالكوليرا يومياً في اليمن

صنعاء - ش
اجتاح وباء الكوليرا 20 محافظة يمنية ليحصد أرواح اليمنيين بلا هوادة، رغم التدخلات الواسعة للمنظمات الدولية وتسيير كميات من الإمدادات الطبية، إلا أن الوقائع على الأرض أظهرت عجزاً للمنظومة الصحية المتهالكة في محاصرة الوباء، ليحصد 827 شخصاً، فيما كان أكثر من 111 ألف شخص عُرضة للإصابة بالمرض.
وبعد أكثر من أسبوعين على استقرار المرض في 19 محافظة يمنية، انضمت محافظة "المهرة"، شرقي البلاد، إلى قائمة المحافظات الموبوءة بالمرض، فيما ظلت محافظتا حضرموت وسقطرى فقط، بعيدتين عنه، وفقاً لمعلومات حصلت عليها الأناضول، من منظمة الصحة العالمية، نقلاً عن وكالة الأناضول.

حصد الأرواح بلا هوادة
وعجزت تدخلات المنظمات الدولية والمراكز الخليجية كافة عن السيطرة على وباء الكوليرا حتى الآن، ويوماً بعد آخر، يحصد الوباء عشرات الأرواح، كقاتل صامت، لم ينتبه له العالم بالشكل المطلوب.
ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية باليمن، حصلت عليه الأناضول، فقد تم تسجيل 827 حالة وفاة، منذ 27 أبريل الفائت، وحتى مساء أمس السبت.
وسُجلت أغلب الوفيات في محافظة حجة، شمالي البلاد، بواقع 133 حالة وفاة، تليها محافظة إب (وسط)، بواقع 119، ثم محافظة عمران (شمال)، بواقع 100 حالة.
وخلافاً لباقي المحافظات النائية التي يواصل فيها الوباء حصد الأرواح بشكل مفزع، استطاعت التدخلات الصحية محاصرة الوفيات بالعاصمة صنعاء عند 40 حالة وفاة، رغم أنها كانت السباقة في تسجيل أول حالة إصابة بالمرض أواخر أبريل الفائت.
وبحسب التقرير، فقد شهدت جميع المحافظات الموبوءة تسجيل حالات وفاة، باستثناء صعدة، معقل الحوثيين شمالي البلاد، ومحافظتي المهرة وشبوة، شرقي البلاد.

3 آلاف إصابة يومياً
لا يمر يوم دون أن تتلقى غرفة الطوارئ في وزارة الصحة اليمنية معلومات عن تسجيل قرابة 3 آلاف حالة بشكل يومي، ليرتفع عدد الحالات المشتبه إصابتها بالكوليرا حتى أمس السبت، وفقاً للتقرير، إلى 111 ألفاً و65 حالة، وذلك بزيادة قرابة 10 آلاف حالة عن التي كانت مسجلة يوم 7 يونيو الجاري بواقع 101 ألف حالة.
وانضمت محافظة المهرة، شرقي البلاد، إلى قائمة المدن المصابة بالمرض، وذلك بتسجيل 38 حالة إصابة، كآخر المحافظات التي تفشى فيها المرض، فيما ما زالت العاصمة صنعاء الأكثر تعرُّضاً لحالات الإصابة وذلك بواقع 200 ألف حالة، تليها محافظة حجة، بواقع 12 ألفاً و176 حالة.

موسم الأوبئة
التسارع المخيف في تزايد أعداد الضحايا، شكّل علامة استفهام كبيرة في الشارع اليمني ولدى المراقبين للوضع الصحي في اليمن، مع تساؤلات عن جدوى الإمدادات الطبية التي بعثتها المنظمات الأممية إلى اليمن، بالإضافة إلى مراكز خليجية، منها مركز الملك سلمان السعودي والهلال الأحمر الإماراتي، واللذان أرسلا عشرات الأطنان من المستلزمات الطبية.
وأرجع مسؤول الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، د.عمر صالح، أسباب التفشي السريع للكوليرا؛ لكون اليمن يعيش حالياً موسم الأوبئة.
وقال صالح للأناضول: "البنية التحتية الصحية متأثرة جراء النزاع، وكذلك نظام الصرف الصحي، ونظام الحصول على المياه الصحية النظيفة، وفوق ذلك هذا هو موسم الأوبئة".
وأضاف المسؤول الصحي، أن "الجهود متواصلة لمحاصرة الوباء والسيطرة عليه، والمراقبة تتركز حالياً على المديريات المتأثرة، وذلك بدعم مراكز العلاج الفموي، والعلاج السريري وفرق الاستقصاء السريع".

نقص التمويل يفاقم الوباء
وتسعى الأمم المتحدة إلى استغلال جائحة الكوليرا في اليمن من أجل دعوة المجتمع الدولي للمسارعة بتقديم التعهدات المالية المنعقدة في جنيف أواخر أبريل الفائت من أجل تغطية أنشطتها الإنسانية ووقف تفشي المرض، لكنها لا تجد الاستجابة المطلوبة.
وطيلة الأسابيع الفائتة، وجهت الأمم المتحدة ومنسقها الإنساني في اليمن، أكثر من نداء استغاثة لدعم مواجهة الكوليرا، وتقول إن نقص التمويل، يتسبب في تفاقم المرض، دون تحديد حجم التمويل المطلوب لذلك.
وتقول الصحة العالمية واليونيسيف، إن حجم التمويل المطلوب لأنشطة "الاستجابة المشتركة لشركاء الصحة والمياه والإصحاح البيئي 66.7 مليون دولار تغطي 6 أشهر، والحاجة ما زالت ملحة إلى مزيد من التمويل خصوصاً للتدخلات المتعلقة بالمياه والصرف الصحي".
وقال المتحدث الرسمي لليونيسيف باليمن، محمد الأسعدي، للأناضول: "لدينا مخاوف كبيرة أن يخرج الوضع عن السيطرة خصوصاً إذا تأخر التمويل بالتوازي مع تسارع الانتشار لهذا الوباء الممكن الوقاية منه".
وأضاف: "هناك تفشٍّ متسارع للوباء في ظل تدهور المنظومة الصحية في البلاد ومنظومتي شبكات المياه والصرف الصحي، واستمرار الحرب وتأخر الحلول لأزمة الرواتب المتراكمة والتي دخلت الشهر التاسع".