رفقا بالعمال من لهيب الحرارة

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١١/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:١٩ ص
رفقا بالعمال من لهيب الحرارة

على بن راشد المطاعني

عندما تقترب درجة الحرارة من نقطة الـ45 درجة مئوية في عز النهار في الأيام العادية أي في غير شهر رمضان، فإنه من الصعوبة بمكان العمل تحت لهيب هذه النار المحرقة، فكيف يغدو الحال إذا كانت درجة الحرارة متمترسة عند هذه النقطة في شهر رمضان المبارك؟وفي هذا الشأن لنا كلمة أو هي رجاء لأصحاب العمل أن لا يعمدوا لتشغيل العمال في أوقات الظهيرة على الأقل في نهارات الشهر الفضيل أو على الأقل تغيير أوقات الدوام إلى ما بعد الإفطار وإلى وقت السحور في ظل توافر كل الإمكانيات لذلك.هذا النداء هو في الواقع إنساني بحت إذ الأمل كبير في أن ينظر إليه أصحاب العمل بعين الرأفة والعطف على أولئك الذين كتبت لهم الأقدار أن يعملوا تحت سياط هذا الهجير وفي شهر الرحمة والغفران، إذ نحسب أنهم يتطلعون، أي أصحاب العمل، إلى نيل ثواب الدنيا المفضي لنعيم الآخرة، وليس هناك أفضل من رمضان لحصد الحسنات كما نعلم جميعا.

فعلى الرغم من التحذيرات الصادرة من الجهات المختصة التي تحض على وقف العمل في أشهر الصيف ما بين الساعة الثانية عشرة إلى الثالثة ظهرا، وتحذيرات منظمات العمل الدولية والصحة العالمية بعدم تعريض العمال لأشعة الشمس المحرقة، إلا أن بعض أرباب العمل يتجاوزون هذه التعليمات الإنسانية التي تهدف إلى الرفق بهذا الكائن الذي كرمه رب العزة في محكم كتابه، وبالتالي ليس أقل من أن نحافظ على إنسانيته وآدميته هذا ما يمليه علينا الضمير الإنساني الحي ما في ذلك شك.

فعندما نمر على بعض مواقع العمل ونحن داخل سياراتنا والتكييف يعمل بأقصى طاقته، نرى المأساة على الجانب الآخر مؤلمة وقاسية على كل صاحب ضمير حي، نرى عمالا يعلمون تحت أشعة الشمس اللافحة وفي درجة حرارة تصل إلى 45 درجة وقد تصل إلى 50 درجة مئوية، عليه فإننا يجب أن نقف ضد كل من ينتهك حقوق هذه الفئات من البشر، والتبليغ الفوري لدى الجهات المختصة عندما نتيقن من وجود هكذا انتهاكات.

الواقع الأليم يشير إلى أن معظم الشركات تدار من قبل أجانب ضمن ممارسات التجارة المستترة، وهؤلاء يمارسون أبشع صور القسوة على العمال لتحقيق أرباح شخصية لهم ومنح الكفلاء الفتات ولذلك يستغلون أوضاع العاملين تحت مظلتهم كإجبارهم على العمل في تلك الظروف.

نأمل أن يتوقف هؤلاء عن تعريض صحة العمال للخطر عبر التقيد بالاشتراطات والنواهي التي أشرنا إليها تعزيزا لآدمية الإنسان وسعيا صادقا لمرضاة الله عز وجل.