بعد معاناة ثمانية أشهر رعباً وموتاً أو نزوحاً هل تنعم الموصل بعيد فطر بلا داعش ؟

الحدث الأحد ١١/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:١٦ ص
بعد معاناة ثمانية أشهر رعباً وموتاً أو نزوحاً

هل تنعم الموصل

بعيد فطر بلا داعش

؟

مسقط - محمد البيباني

أكثر من ثمانية أشهر والموصل العراقية تعيش حربا لتطهيرها من مخالب تنظيم داعش، دفع مدنيوها الجزء الأكبر من ثمنها بين قتل وتنكيل ونزوح.. بدأ هجوم الموصل في أكتوبر بدعم جوي وبري من تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة. واستغرقت الحملة أطول من الوقت المتوقع بسبب قتال داعش من بين المدنيين مما أبطأ من تقدم القوات.

وستمثل السيطرة على الموصل بشكل فعلي، سقوط الشطر العراقي من دولة «خلافة» أعلنها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في 2014 على أجزاء من العراق وسوريا من على منبر جامع أثري في المدينة القديمة.
إلى أين وصلت تلك الحرب بعد كل تلك المدة؟ وهل تطول وتطول معها معاناة المدنيين أم أنها أوشكت على نهايتها؟
ثمة مؤشرات عديدة تدفع إلى التفاؤل باقتراب نهاية تنظيم داعش من الموصل وأن المدينة على وشك أن تتنفس بالتخلص من ذلك التنظيم الإرهابي.

عودة النازحين

أعلن وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد الجاف، من أيام قليلة فائتة، عودة 95 % من النازحين إلى مناطقهم المحررة في شـــمال مدينة الموصــــل وجنوب نينوى.
وقال الجاف: «إن الوزارة ماضــــية بالعمل من أجل ضمان عـــودة جميع النازحين إلى مناطقهم المحررة في الموصل والمناطق الأخرى من خلال الخطط التي وضعتها لهذا الملف وبالتنسيق مع الجهات المعنية».
وأكد أهمية إعادة الاستقرار والخدمات للمناطق المحررة لتشجيع النازحين على عودتهم بالسرعة الممكنة.

ما الذي بقى تحت قبضة داعش؟

استعادت قوات الحكومة العراقية الشطر الشرقي من الموصل في يناير، وبدأت مرحلة جديدة في 27 مايو للسيطرة على الجيب المتبقي، إذ يعتقد أن نحو 200 ألف مدني محاصرون فيه في ظروف معيشية مروعة.
منذ أيام فائتة قال بيان للجيش العراقي إن القوات المدعومة من الولايات المتحدة سيطرت على حي من بين 4 أحياء في جيب لا يزال خاضعا لسيطرة تنظيم داعش في الموصل.
وسيطرت قوات مكافحة الإرهاب على حي الصحة بعد أسبوع من بدء عمليات لطرد المتشددين من الجيب وإنهاء حملة استعادة السيطرة على الموصل التي دخلت الآن شهرها الثامن.
وتقلص بذلك الجيب الذي لا يزال خاضعا لسيطرة داعش إلى ثلاثة أحياء على الضفة الغربية لنهر دجلة وهي المدينة القديمة والمدينة الطبية والزنجلي.

كم تبقى من مقاتلي داعش؟

خوض القوات العراقية منذ نحو ثمانية أشهر معارك عنيفة مع التنظيم المتطرف الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، بحسب مراقبين في المدينة القديمة.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت أن عدد عناصر داعش المحاصرين في الجانب الأيمن لا يتجاوز 1000 عنصر. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت: إن قوات الشرطة الاتحادية تواصل التقدم ولكن بحذر بسبب تلاصق المباني وشوارعها الضيقة، وتواجه القوات المهاجمة صعوبة في التوغل، فضلا عن وجود العديد من السكان في المناطق التي لا تزال تخضع لسيطرة داعش.
في إحصاء آخر قدرت الشرطة الاتحادية العراقية عدد مسلحي تنظيم داعش في آخر معاقلهم في الموصل بنحو 500 شخص يتمركزون في المدينة القديمة وسط آلاف السكان والأزقة الضيقة.
وقال المقدم في الشرطة الاتحادية عبدالله طه وفقا لراديو (سوا) الأمريكي: «إن التنظيم يتبع أسلوب التنقل السريع بين البيوت، لإيهام القوات أن عدد مسلحيه أكبر من حقيقته».

ما هي حصيلة الضربات التي

تلقاها داعش؟

قالت السفارة الأمريكية في بغداد بمناسبة مرور 100 يوم على انطلاق عملية تحرير غرب الموصل: إن القوات العراقية وبدعم من التحالف الدولي، تواصل التقدم على حساب داعش، الذي بات يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وكشف بيان للسفارة الأمريكية أنه ومنذ بدء عملية تحرير الموصل، نفذت قوات التحالف أكثر من 26 ألفاً و100 ضربة ضد أهداف لداعش.
وفي سياق متصل وفي إطار عملية واسعة، بحسب وزارة الدفاع العراقيـــة، فإنّ تقدّم القوات المشتركة العراقية كبّدت عناصر داعش خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

تنظيم بلا قيادة أو انتحاريين

بدأ تنظيم داعش بإحراق أرشيفه وسجلاته، التي كان يعتمد عليها في الموصل القديمة (وســـط الساحل الأيمن)، بحسب ما أكده مصدر أمني في جهاز مكافحة الإرهاب، مؤخرا، معتبراً أن حرق الأرشيف دليل واضح على انهيار كبير في التنظيم.
وقال المصدر الأمني إن «تنظيم داعش بدأ بإحراق كميات كبيرة من أرشيف دواوينه الرئيسية، ومنها الحسبة والأمن وديوان الجند وديوان الزكاة والمال وغيرها في داخل مقرات قريبة من المناطق السكنية، بعد إخلاء مقراته من المقاتلين وحرق الأماكن».
وأضاف المصدر أن «حرق الأرشيف من قبل داعش يأتي لمنع كشف جرائمه الكبيرة بحق المدنيين، إضافةً إلى محاولة طمس هوية مؤيديه وداعميه ممن ساندوا التنظيم في ارتكاب جرائمه بحق الأبرياء»، مؤكداً أن «حرق الأرشيف مؤشر واضح على انهيار كبير في صفوف داعش».
وأكد المصدر أن «معركة تحرير الموصل القديمة ستنتهي قريبا جدا خاصة بعد الهزائم التي يمنى بها التنظيم في كل يوم، وكذلك موجات الهروب للقيادات البارزة في داعش من العراق إلى سوريا وغيرها، قبل انطلاق معركة تحرير غرب الموصل».
ويعاني عناصر التنظيم الآن من عدم وجود قادة بارزين نتيجة قتلهم في المعارك أو هروبهم، مما أوجد حالة من الارتباك وعدم السيطرة على العناصر، وبالتالي خسارة المناطق والفرار من أحياء الموصل نحو المدينة القديمة.
في سياق خسائر التنظيم الموجعة أعلنت مصادر في قيادة العمليات المشتركة العراقية خططاً جديدة لدحر ما تبقى من مقاتلي تنظيم داعش، عبر فرض حصار كامل على أحياء المدينة القديمة، في وقت خســـر التنظيم فيه عدداً كبيراً من انتحارييه.
وتعد المعارك في المدينة القديمة الأكثر شراسة وصعوبة، نظـــراً لشـــوارعها وأزقتها الضيقة وكثافتها السكانية العالية، والتي يستغلها داعش للاحتماء بين المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية. وبعد أن طال أمد معارك القسم الغربي واشتدت وطأتها، أكدت مصادر عسكرية عراقية أن الهدف الرئيسي الحالي هو تطويق المـــدينة القديمـــة، وإطباق الحصار عليها.

مأدبة إفطار تؤجج الأزمة بين

أنقرة وتل أبيب

تعرف على القصة بزيارة موقعنا