التمر والقهوة.. رمز الكرم والضيافة

مزاج الأحد ١١/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:٥٠ ص
التمر والقهوة.. رمز الكرم والضيافة

صلالة - علي بن محمد باقي

من الضيافة العربية الأصيلة لدى معظم البلدان العربية والتي عادة ما تُقدم للضيوف عند وصولهم هي: القهوة والتمر، لذلك لا يخلو أي بيت خاصة في الجزيرة العربية من هذه العادة التي جرت عليها العرب منذ أزمنة بعيدة حتى وإن كانوا لا يجدون شيئا فلا بد من توفير القهوة والتمر في البيت لتقديمهما أثناء قدوم أي ضيف إليهم. وتتنوع القهوة مع تجهيزها نتيجة المواد التي توضع فيها من مكونات إضافية فهناك من يضيف الزعفران، والآخر يضيف الزنجبيل والهيل، وبعض المواد ذات النكهة الطبيعية، والقهوة والتمر يُعدان في شهر رمضان من المكونات الأساسية والرئيسية أثناء تقديم وجبة الإفطار، مهما تنوعت في الوجبات الأخرى، خاصة عند الكبار الذين أصبحت القهوة لديهم أمرا لا بد من توفيره.

وتُعد القهوة رمزا من رموز الكرم عند العرب، وقد حلت عند العرب محل كرم وترحيب، فباتوا يُفاخرون بشربها وصارت مظهرا من مظاهر الرّجولة في نظرهم، ويعقدون لها المجالس الخاصّة التي تُسمّى بالشبّة أو القهوة أو الدّيوانيّة أو الخيمة، وهناك العديد من المسميات المحلية لدى كل مجتمع.
وللقهوة بروتوكولات خاصّة بها، وتسمى أوانيها عند العرب الدلّة والفنجان إذ يجلبها البعض من بلدان بعيدة وبأسعار باهظة. والدلال أنواع فمنها العمانية والحساوية والرسلانية والقرشية، وأقدمها وأثمنها وأجودها البغدادية. ولكل نوع دلالة على مكان صنعها، باستثناء الرسلانية التي تنسب لأسرة رسلان في الشام، والقرشية التي تصنع في مكة المكرمة، وتشتهر بعض البلدان الإسلامية وغير الإسلامية بأنواع مختلفة من القهوة التي تختلف في تجهيزها وطريقة تقديمها.
وهناك العديد من أنواع التمور العمانية فهي من الأساسيات التي تقدم مع القهوة خاصة أن القهوة تجهز بدون سكر، لذلك أغلب الأحيان يقدم التمر مع القهوة حتى يفسر البعض أنهما الشريكان الغذائيان اللذان يقدمان مع بعضهما، لذلك تنفرد أسواق السلطنة بالعديد من أنواع التمور العمانية والعربية، وتتوفر التمور بشكل كبير وبأسعار مناسبة في الأسواق المحلية، إضافة إلى بعض أنواع التمور ذات الجودة العالية التي تستورد من بعض الدول الخليجية والعربية منها: المملكة العربية السعودية، والإمارات، وكذلك من العراق والأردن وبعض الدول التي تشتهر بأجود أنواع التمور.