النفط يتراجع والغاز في قفص الاتهام

مؤشر الأحد ١١/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:٥٠ ص
النفط يتراجع والغاز في قفص الاتهام

مسقط - فريد قمر

كان متوقعاً أن يساهم الاتفاق النفطي في تحقيق ارتفاع ملحوظ في الأسواق أو على الأقل استقرار في الأسعار، غير أن السوق استوعبت تمديد الاتفاق لتتجه الأسعار انخفاضاً إلى أدنى مستوى لها منذ الإعلان عن الاتفاق بنسخته الأولى نهاية السنة الفائتة. وعلى غير العادة، لم تنجح التطورات السياسية في الخليج في إثارة مخاوف جدية حول الإمدادات النفطية، بل على العكس من ذلك ساهمت في مزيد من انخفاض الأسعار مع تصاعد تساؤلات حول التزام الأطراف كافة في الاتفاق بعد تلك التطورات. كل ذلك أدى إلى هبوط سريع في أسعار النفط، ليصل خام برنت إلى نحو 47 دولاراً قبل أن يصعد إلى 48.18 دولار نتيجة لتسرب للنفط في نيجيريا، بينما انخفض سعر خام عُمان إلى 46.72 دولار.

دور أساسي للغاز

ويقول الخبير النفطي الجزائري عبد الرحمان عيّة لـ«الشبيبة» إنه في بداية التطورات السياسية في الخليج «ارتفعت الأسعار ارتفاعاً طفيفاً، قبل أن تستوعب الأسواق تلك التطورات». ويعتبر أنّ من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انخفاض الأسعار هو صعود الغاز لاسيما بعدما أُشيع عن «اتفاق إيراني قطري حول إنتاج الغاز من المنطقة المشتركة بينهما والتي تمثل نحو 20 في المئة من الاحتياطي العالمي»، ويعتبر عيّة أن ذلك ساهم في تراجع سعر البترول لأنه سيكون هناك فائض في عرض الغاز الذي يعتبر بديلاً للنفط التقليدي.
ويعتبر عية أن اتفاقية تخفيض النفط من الصعب تطبيقها ومراقبتها من الجانب العملي و«لكن لديها بعداً دبلوماسياً أكثر يدل على أنه لا توجد نية لإغراق السوق».

تخمة في الأسواق

وبحسب وكالة رويترز، تتعرّض المعركة التي تخوضها منظمة أوبك في مواجهة تخمة المعروض من النفط، لتهديد مع إغراق حوض الأطلسي بالخام غير المُباع من نيجيريا وليبيا وهما عضوتا أوبك المعفيتان من الاتفاق عالمي لخفض الإنتاج.
ويقول تجّار يتعاملون في نفط نيجيريا إن لديها أكثر من 60 مليون برميل من النفط غير المُباع، وهو يتجاوز المستوى الذي جرى تسجيله عندما بلغ فائض الإنتاج العالمي مستوى الذروة قبل عامين. وهناك المزيد من خطط التصدير لأسبوع قادم من المرجح أن تضيف ما يربو على 50 مليون برميل. في الوقت نفسه تضخ ليبيا كميات من الخام في الأسواق العالمية تقترب من ثلاثة أمثال المستويات التي كانت تضخها قبل عام.
وكان القليل يتوقعون تعافي إنتاج البلدين بهذه السرعة. وقد تفسد تلك الزيادة خطط أوبك لرفع أسعار النفط بعد الهبوط الذي سجلته على مدار نحو ثلاث سنوات.
ومما يزيد الطينة بلة زيادة المخزونات الأمريكية، إذ أظهرت بيانات أمريكية الأسبوع الفائت زيادة مفاجئة في مخزونات النفط الخام التجارية قدرها 3.3 مليون برميل لتصل إلى 513.2 مليون.
وزادت مخزونات المنتجات المكررة أيضاً رغم بداية موسم الصيف الذي يرتفع فيه الاستهلاك إلى الذروة.