جامعة الدول العربية.. 70 عاما من أحلام الوحدة

الحدث الأربعاء ١٧/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٥٠ ص

القاهرة –

قال وزير الثقافـــة المصري حلمـــي النمنم مساء أمس الأول الأحد إن مناسبة ذكري تأسيس جامعة الدول العربية «عزيزة علينا، وإن أمامنا ذكريات كثيــــرة تقتضي مـــن الباحثيـــن والمحققين الاحتشاد والبحـــث مثل معاهـــدة سايكس بيكو التي مر عليها مائة عام، ووعــــد بلفور، وغيرها من الأحداث التي مرت علينا وكانت علامة فارقة في تاريخ الوطن العربــــي، فضلا عن متابعة تاريخ الجامعة التي مر على تأسيسها 70 عاماً، حيث شهدت كثيرا من الأحداث، وهو ما يدفعنا إلى دراسة دور الجامعة العربيـــة وتطلعاتنا وطموحاتنا لهذا الدور المهم».

وشهد الوزير حلمي النمنم احتفالية المجلس الأعلى للثقافة، بمناسبة مرور 70 عاماً على تأسيس جامعة الدول العربية تحت عنوان « آلام الماضي وأحلام المستقبل» بحضور الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية والسيد عمرو موسي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأسبق والدكتورة أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وعدد من أعضاء المجلس الأعلى للثقافة والسفراء.

وقال الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية إننا نحتفل بالذكري السبعين للجامعة ومن المفيد أن نقول إن الجامعة نتاج فكري وثقافي وأن الميثاق كتب العام 1944 وكان قبل أي ميثاق آخر وقبل أن تضع الحرب العالمية أوزارها كانت الدول العربية سباقة في الاجتماع والاحتشاد.
وتابع العربي إن مكافحة الإرهاب تتطلب أيضا مواجهة فكرية وثقافية شاملة تتمكن من الإجابة بصراحة على الأسئلة الصعبة التي تعيشها الأمة، وأشار إلى اجتماع وزراء الخارجيـــة العرب في القاهرة واتفاقهم على مواجهة الإرهاب بكافة السبل، سياسيا وفكريا وثقافيا، مشيرا إلى أن الأمر يتطلب ثورة ثقافية وفكرية وتعليمية تعيد للدول العربية فكرها وثقافتها.
وقال عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية إنه كان يتمنى أن يصبح عنوان الندوة أحلام الماضي وآمال الحاضر واستشراف المستقبل، فقد كان هناك حلم عربي كبير وكان هناك فشل صارخ ولولا جامعة الدول العربية لانفكت الروابط والكيانات.
وأضاف موسى أنه « أخطر ما واجهنا النظرية الشيطانية التي طرحت وتسمى بالفوضى الخلاقة، وعند النظر إلى الخريطة العربية نجد المتغيرات الكثيرة التي تتم الآن والتي ستحدث من كيانات جديدة وتحديات زرعت حتى يتم هذا الفصل الكبير بين المجتمعات العربية من نزاع بين الشيعة والسنة، وأمور أخرى تتعلق بالحكم ومصير بعض الدول العربية، وأن هذه المنطقة تحتاج إلى نظام جديد»، مؤكدا أن الحالة العربية تستدعي الحفاظ على الجامعة العربية مع دعمها ودفعها إلى الأمام.

نشأتها

تعد جامعة الدول العربية أول منظمة عربية يتم إنشاؤها في التاريخ العربي المعاصر، وقد تم الإعلان عن قيامها في 22 مارس 1945، ويرجع الفضل في ذلك إلى الجهود الكبيرة التي قام بها مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر وقتذاك.

والسبب الذي دفع النحاس للقيام بذلك هو أنه أثناء الحرب العالمية الثانية، وعدت بريطانيا وفرنسا قادة الدول المستعمرة بالاستقلال عقب انتهاء الحرب، وأعربت عن تشجيعها لأي اتجاه نحو الوحدة العربية كما جاء على لسان وزير خارجيتها أنتوني إيدن العام 1941.
ومع وجود رغبة دائمة لدى الدول العربية لعمل كيان موحد لهما، استغل مصطفى النحاس ذلك وألقى خطابا في مجلس الشيوخ المصري العام 1942 ، أعلن فيه رغبة مصر في عقد مؤتمر للقادة العرب لبحث هذا الأمر.
وفي سبتمبر 1943 بدأت المشاورات الثنائية بين مصر وكل من الأردن والعراق وسوريا، وكانت خلاصة المشاورات مع تلك الوفود الوصول للاتفاق بعمل اتحاد يعمل على التعاون والتنسيق بين الدول العربية بعضها بعضًا مع احتفاظ كل دولة باستقلاليتها.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء على دول المحور، حاولت الدول الغربية المحتلة التخلي عن وعودها بمنح الاستقلال للدول العربية، ولكن وكان الرأي العام العربي قد تهيأ لقيام وحدة عربية، وبدأ يضغط عن طريق الأحزاب والصحف في هذا الاتجاه، فوجه مصطفى النحاس في 12 يوليو 1944 الدعوة إلى الحكومات العربية التي شاركت في المشاورات التمهيدية لإرسال مندوبيها للاشتراك في اللجنة التحضيرية للمؤتمر العربي العام، التي ستتولى صياغة الاقتراحات المقدمة لتحقيق الوحدة العربية.
«بعد ثماني جلسات من النقاش تم الاتفاق على وجود اتحاد كونفدرالي لا تنفذ قراراته إلا الدول التي توافق عليه».
واجتمعت تلك اللجنة في الإسكندرية في 25 سبتمبر 1944 بحضور مندوبين عن مصر وسوريا ولبنان والعراق وشرق الأردن والسعودية واليمن وعن عرب فلسطين.
وأقرت اللجنة التحضيرية في قصر الزعفران بالقاهرة في 17 مارس 1945 الصيغة النهائية لميثاق جامعة الدول العربية.

أمناء جامعة الدول العربية

رأس أمانـــة جامعـــة الـــدول العربيــــة منـــذ إنشائها إلى الان 7 أمنـــاء منهم ستة مصريين وواحد منهم تونسي.

 عبد الرحمن عزام (1945-1952) : هو أول أمين عام لجامعة الدول العربية ولد بمحافظة الجيزة شارك في ثورة التحرير الليبية ضد الاحتلال الإيطالي، وانتخب عضواً في أول مجلس نيابي مصري (1924)، وله عدة مؤلفات ومقالات كثيرة في مختلف الصحف العربية توفي في 2 يونيو 1976.

 محمدعبد الخالق حسونة (1952 -1972) : ولد بمدينة القاهرة نال ماجستيرا في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة كامبردج بإنجلترا، وعمل في وزارة الخارجية، قبل أن ينتخب أمينا عاما للجامعة، وقد استمر في منصبه هذا عشرين عاما، توفي في 20 يناير 1992.

محمود رياض (1972 -1979) : ولد في عام 1917 وتخرج ضابطا من الكلية الحربية، ورأس الوفد المصري في لجنة الهدنة المشتركة المصرية-الإسرائيلية، عمل سفيرا لمصر في دمشق، اختير أمينا عاما للجامعة في يونيو واستقال في مارس 1979 من أهم مؤلفاته : «البحث عن السلام والصراع في الشرق الأوسط» وله مقالات كثيرة في الصحف العربية، توفي في 24 يناير 1992.

الشاذلي القليبي (1979-1990): ولد بمدينة تونس وحصل على الإجازة في اللغة والآداب العربية من جامعة السوربون بباريس، وأسس وزارة الثقافة وتولى شؤونها وشؤون وزارة الإعلام في فترات مختلفة ومتعددة، واختير أمينا عاما للجامعة (1979) واستقال في أغسطس 1990، من أهم مؤلفاته «العرب أمام قضية فلسطين»، و»من قضايا الدين والعصر». وله مقالات ومحاضرات كثيرة منشورة في الصحف العربية، وهو عضو في مجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ العام 1970.

أحمد عصمت عبد المجيد (1991-2001): ولد بمدينة الإسكندرية وبعد أن تخرج من كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، حاز من جامعة باريس على دبلومات الدراسات العليا في القانون العام والاقتصاد والقانون المقارن والعلوم السياسية، ونال شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة باريس، عمل في وزارة الخارجية المصرية وتولى عدة مناصب في الإدارة المركزية والسفارات، انتخبه مجلس الجامعة بالإجماع أمينا عاما لجامعة الدول العربية في 15 مايو 1999.

 عمرو محمود موسى (2001 - 2011 ): من مواليد 3 أكتوبر 1936 بالقاهرة، وحصل على ليسانس الحقوق جامعة القاهرة وقد التحق بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية وعمل مديرا لإدارة الهيئات الدولية بوزارة الخارجية المصرية، ومندوبا دائما لمصر لدى الأمم المتحدة العام 1990 ، ووزيرا للخارجية العام 1991، وأمينا عاما للجامعة العربية العام 2001.

 نبيل العربي: ولد بالقاهرة في 15 مارس 1935، وحصل على ماجستير في القانون الدولي، ثم على الدكتوراه في العلوم القضائية من مدرسة الحقوق بجامعة نيويورك، وتولى منصب وزير الخارجية المصرية و منصب أمين عام جامعة الدول العربية في 15 مايو 2011 وحتى الآن.