ظاهرة التسوُّل في رمضان.. محاولات لاستدرار عطف الناس دون حق

بلادنا الخميس ٠٨/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:١٥ ص

مسقط -
تنشط ظاهرة التسوُّل خلال شهر رمضان المبارك، وبخاصة عند المساجد والمحلات التجارية، وقد يلجأ بعض المتسوِّلين إلى التحايل بهدف استعطاف الآخرين وإيهامهم بأنهم يستحقون الصدقة والمساعدة، وهناك العديد من الآثار المترتبة على انتشار ظاهرة التسوُّل على الفرد والمجتمع في آن واحد، منها تفشي الجريمة إذ إن المتسوِّل يحصل على الأموال بدون مشقة وعناء وبالتالي فمن السهل عليه أن يصرفها على الشهوات والرغبات التي تكون عواقبها وخيمة، بالإضافة إلى آثار أخرى مثل عدم وصول الزكوات والصدقات إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل، ذلك لأن المتسوِّل يأخذ حق المستحق دون وجه حق، كذلك فإن استمرار هذه الظاهرة على المدى البعيد قد يشكل خطراً اجتماعياً وصحياً وأمنياً إذا لم ننتبه لها ونتعاون للقضاء عليها خاصة أن هناك بعض الممارسات الخاطئة التي تمارس تحت غطاء التسوُّل.

جرى خلال السنوات الفائتة رصد تعرض العديد من الأشخاص لحوادث سرقة ونصب واحتيال من قِبل متسولين، ويجب على الجميع أخذ الحيطة والحذر وبالأخص ربات البيوت لكونهن موجودات في المنزل في الفترة الصباحية التي تبرز فيها هذه الظاهرة، ولا يجب السماح للمتسولات بالدخول إلى المنزل، بل يجب الإبلاغ عنهن.

تقوم بعض الأسر باستغلال الأطفال في عملية التسوُّل إذ يطلبون منهم بيع بعض أنواع البضائع في محطات تعبئة الوقود، وعليه يجب تضافر جهود قطاعات المجتمع كافة للحد من انتشار هذه الظاهرة الحديثة التي قد تشكل في المستقبل مشكلة خطيرة بحق هذا النشء، ويجب على الأسر أن تزرع في أبنائها حب العمل والكسب الشريف واحترام الذات.
يقع على عاتق المجتمع العبء الأكبر في محاربة ظاهرة التسوُّل، وذلك لأن هذه الظاهرة تنتشر بتجاوب وتعاون الناس معها وتختفي بكف الناس عن إعطاء هؤلاء المتسوِّلين المال، فيجب على جميع أفراد المجتمع التعاون مع الجهات المختصة للحد والقضاء على هذه الظاهرة السلبية الدخيلة على مجتمعنا العماني الأصيل، وذلك من خلال التبليغ عن أية حالات سواء كانت عمانية أو وافدة. ومن جهة أخرى يجب على المجتمع أن يتكاتف ويتعاون لحماية أبنائه من الوقوع في هذه المشكلة، وأن توجَّه هذه الحالات وبالأخص العمانية منها إلى جهات الاختصاص مثل وزارة التنمية الاجتماعية أو لجان التنمية الاجتماعية بالولايات أو أي جهة ذات علاقة بالمساعدات.