قلق تركي من تقدم القوات الكردية في سوريا

الحدث الأربعاء ١٧/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٤٥ ص
قلق تركي من تقدم القوات الكردية في سوريا

عواصم –– وكالات

تعكس تصريحات رئيس وزراء تركيا أحمد داوود أوجلو يوم أمس الاثنين قلق أنقرة حيال التطورات الأخيرة التي شهدت تقدماً عسكريا للقوات الكردية في شمال سوريا، قرب الحدود التركية، الأمر الذي دفعَ أنقرة لاستخدام طيرانها الحربي لوقف هذا التقدم، الذي يحقق أهدافه إلى الآن.

تهديدات أوجلو

وهدد أوجلو القوات الكردية في سوريا التي وصفها بـ «المليشيات» بمواجهتها ومنعها من إحكام السيطرة على البلدات والمدن السورية الحدودية مع تركيا.
وتتحالف فصائل كردية مقاتلة مع أخرى عربية في سوريا، وتحقق تقدما ملحوظا في محافظة حلب في شمال البلاد رغم القصف المدفعي التركي المتواصل ضد مواقعه لليوم الثالث على التوالي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الاثنين. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «الاشتباكات مستمرة منذ الاحد بين قوات سوريا الديموقراطية والفصائل المتشددة والمقاتلة في الحي الغربي لمدينة تل رفعت»، أبرز معاقل تلك الفصائل في ريف حلب الشمالي إلى جانب مارع وإعزاز.
وقوات سوريا الديموقراطية عبارة عن تحالف لفصائل كردية وعربية أبرزها وحدات حماية الشعب الكردية، وقد اثبتت فعالية في قتال تنظيم داعش في سوريا.
وبحسب المرصد، أسفرت الاشتباكات في تل رفعت عن «مقتل 26 عنصرا من الفصائل المقاتلة، بينهم قياديان من حركة أحرار الشام». وتسيطر فصائل متشددة ومقاتلة منذ العام 2012 على تل رفعت التي تبعد مسافة عشرين كيلومترا عن الحدود التركية. وتقاتل فيها حاليا حركة احرار الشام ولواء الفتح والجبهة الشامية.

استمرار القصف

كما افاد المرصد السوري أمس الأول عن دخول 350 مقاتلا من فصيل «فيلق الشام» المدعوم من تركيا إلى ريف حلب الشمالي وتوزعوا بين اعزاز وتل رفعت. وواصلت المدفعية التركية قصفها لمواقع قوات سوريا الديمقرطية لليوم الثالث على التوالي ويتركز القصف على الطريق بين مطار منج العسكري ودير الجمال باتجاه تل رفعت في محاولة لقطع طريق التعزيزات عن تلك القوات.

وتستهدف المدفعية التركية ايضا مناطق تواجد الأكراد بين اعزاز وعفرين وتحديدا قريتي قطمة ومريمين. وبالرغم من القصف التركي، نجحت قوات سوريا الديمقراطية الاثنين في السيطرة على بلدة كفرنايا التي تقع على بعد كيلومترين فقط إلى الجنوب من تل رفعت، وفق المرصد. وبالتالي اصبحت قوات سوريا الديموقراطية على بعد 8 كيلومترات من مناطق وجود تنظيم داعش في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي. وقال المسؤول الكردي عبدو ابراهيم الذي يشغل منصب رئيس هيئة الدفاع في مقاطعة عفرين الكردية، لوكالة فرانس برس ان احد اهداف تقدم قوات سوريا الديموقراطية في ريف حلب الشمالي هو «مواجهة تنظيم داعش وتحرير الريف الشمالي منه».

تعطيل المواجهة مع داعش

واضاف ان «القصف التركي خلال الايام الفائتة أخر تلك المواجهة، ودونه لكنا اصبحنا في مواجهة داعش». وبموازاة تقدم قوات سوريا الديموقراطية في ريف حلب الشمالي، يتقدم ايضا الجيش السوري بغطاء جوي روسي منذ شن هجومه بداية الشهر الحالي، وباتت الفصائل المتشددة والمقاتلة بين فكي كماشة قوات النظام والمقاتلين الأكراد.
من جانبها؛ أعربت روسيا أمس الاثنين عن «قلقها الشديد» لعمليات القصف التي تنفذها المدفعية التركية لمواقع كردية في سوريا، منددة بسياسة تركية «استفزازية» تشكل «خطرا على السلام». واعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان «موسكو تعرب عن قلقها البالغ حيال الاعمال العدوانية للسلطات التركية»، معتبرة ان هذه السياسة التركية تنم عن «دعم فاضح للارهاب الدولي». وتابع البيان ان روسيا ستضغط من اجل رفع المسالة إلى مجلس الامن الدولي حتى يجري «تقييم واضح لسياسة انقرة الاستفزازية هذه التي تشكل خطرا على السلام والامن يتجاوز حدود الشرق الاوسط».
ولليوم الثالث على التوالي قصفت المدفعية التركية الاثنين مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا مؤكدة أن هذا القصف هو رد على قصف مصدره سوريا. وتتهم تركيا حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي وجناحه المسلح بالارتباط بمتمردي حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره انقرة «ارهابيا».

كذلك اتهمت الخارجية الروسية انقرة بـ»مواصلة تسهيل دخول العديد من مجموعات المرتزقة المسلحين بصورة غير شرعية إلى الاراضي السورية» عبر حدودها.