هل يملك ترامب فرصة للإفلات من إجراءات عزله؟

الحدث الأربعاء ٠٧/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
هل يملك ترامب فرصة للإفلات من إجراءات عزله؟

مسقط - محمد البيباني

هل سيتمكن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي السابق جيمس كومي من الوقوف أمام لجنة مجلس الشيوخ، غداً الخميس للإدلاء بشهادته عن الرئيس الذي أقاله، أم إن ترامب سيمنعه من ذلك؟

وهل يملك ترامب صلاحيه منع كومي من الإدلاء بشهادته؟ وفي حالة امتلاكه إياها هل ينوي استخدامها؟ أسئلة يطرحها مواطنو الولايات المتحدة ويسعى المراقبون إلى الإجابة عليها في سياق تطورات التحقيق في تدخل روسيا لدعم الحملة الانتخابية للرئيس ترامب بالتعاون مع أفراد من حملته، إذ من المقرر أن يدلي كومي بشهادته يوم غد الخميس أمام لجنة المخابرات التابعة لمجلس الشيوخ في إطار تحقيق تجريه بشأن التدخل الروسي المحتمل في انتخابات الرئاسة، ويمكن أن تثير شهادته مشاكل للرئيس الجمهوري. ومن المتوقع سؤال كومي عن حوارات تردد أن ترامب ضغط عليه خلالها لوقف تحقيق في علاقات مستشار ترامب السابق للأمن القومي مايكل فلين مع روسيا. وقال البعض إن مثل هذا الضغط ربما بلغ حد عرقلة سير العدالة.

ماذا قد يفعل ترامب؟

يمكن للرؤساء استخدام حق يتيح لهم منع موظفي الحكومة من تقديم معلومات للآخرين. ولكن ثمة رأي آخر قانوني أيضاً يؤكد أن أي محاولة لمنع كومي، الذي أصبح الآن مواطناً عادياً، من الشهادة يمكن الطعن فيها أمام المحكمة.

من جانبهم بعث أعضاء ديمقراطيون في الكونجرس رسالة إلى المستشار القانوني بالبيت الأبيض دونالد مجان يحذرونه من استخدام هذا الامتياز وقالوا إنه «سيعطل كشف الحقيقة أمام الكونجرس والشعب الأمريكي». في مقابلة مع شبكة (إيه.بي.ٍسي نيوز) بدت مستشارة البيت الأبيض، كيليان كونواي، وكأنها تشير إلى أن الرئيس سيسمح لكومي بالإدلاء بشهادته. وقالت: «سنتابع نحن وبقية العالم المدير كومي وهو يدلي بشهادته». ولكن عندما تلقت سؤالاً مباشراً عمّا إذا كان ترامب سيستخدم هذا الحق قالت: «ذلك القرار سيتخذه الرئيس».
وقال مسؤولون بالبيت الأبيض إنهم لا يعلمون ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب سيسعى لمنع مدير مكتب التحقيقات الاتحادي السابق جيمس كومي من الإدلاء بشهادته أمام الكونجرس في خطوة قد تثير رد فعل سياسياً.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين، شون سبايسر: «لم أتحدث مع المستشار القانوني بعد. لا أعرف كيف سيردون». ولكن البيت الأبيض نفسه، أعلن صراحة في وقت لاحق أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «لن يستخدم صلاحياته»، لمنع المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، جيمس كومي من الإدلاء بشهادته، أمام لجنة الاستخبارات بالكونجرس. وقال البيت الأبيض في بيان، إنّ ترامب لن يعيق حضور كومي، في جلسة الكونجرس، «رغم صلاحياته الإدارية، التي تخوّله منع الأخير من الإدلاء بشهادته أمام أعضاء اللجنة». وأوضح أنّ «بإمكان رئيس البلاد، استخدام صلاحياته الإدارية، وعرقلة انعقاد جلسة في الكونجرس».
في حال ثبوت اتهام عرقلة سير العدالة
كان ترامب، أقال كومي، من منصبه وسط تضارب الأنباء عن سبب إقالته بين «سوء تعامله» مع ملف المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون، لاستخدامها بريدها الشخصي في التعامل مع ملفات رسمية، بحسب البيت الأبيض، وبين قضية التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية. ويربط سياسيون أمريكيون بين إقالة كومي، وقيادته للتحقيقات التي تبحث مدى التدخل الروسي في نتائج الانتخابات الرئاسية، التي فاز بها ترامب.
من جانبها نشرت وكالة «رويترز» تقريراً عن آخر تطورات التحقيق في تدخل روسيا لدعم الحملة الانتخابية للرئيس ترامب بالتعاون مع أفراد من حملته.
وسلطت الوكالة الضوء على قيام «ترامب» بعزل «جيمس كومي» الذي كاد يتوصل لأدلة مهمة في هذا الجانب، مؤكدة أن ثبوت تهمة من هذا القبيل يعني أن يُتهم ترامب بعرقلة سير العدالة.

ترامب.. هل هو في خطر؟

من جانبها قالت صحيفة الجارديان إنه حتى في فضيحة قبة إبريق الشاي التي هزَّت إدارة الرئيس وارن هاردينج مطلع العشرينيات من القرن الفائت على خلفية تورّط وزير داخليته في بيع الاحتياطي النفطي الأمريكي لحسابه الخاص، وفي فضيحة ووترجيت بعد ذلك بنصف قرن، لم يُزعَم أنَّ الرئيس الأمريكي نفسه آنذاك حاول تخويف أحد المحققين.

وذلك فضلاً عن أنَّ السياق في هذه القضية، وهو احتمال التواطؤ مع الكرملين في التأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية، أخطر بكثير من قضايا الرشوة والحيل السياسية القذرة التي أحاطت بتلك الوصمتين التاريخيتين الأُخريين في الديمقراطية الأمريكية الحديثة.
ونظراً إلى كل هذه الأسباب، فإنَّ ما سيقوله كومي يوم غد الخميس قد يساعد في تحديد مدى إمكانية استمرار ترامب في منصبه خلال ولايته الأولى من عدمه. وهو أمرٌ أصبح محل شكٍ بالفعل منذ تعيين مستشارٍ قانوني خاص لتولِّي التحقيق الواسع في علاقات حملة ترامب بالكرملين.