مسقط –
«وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا» مصداقـــاً لهـــذا الأمر الرباني وعملاً بمبـــدأ الإحسان للوالدين وانسجاماً مع طبيعـــة المجتمع العُماني البار بالوالدين، تأتي فكــــرة فريق تطوعي معني بشكل كبير بالوالدين في المجالات المختلفة يسعى إلى توفير السبل كافة ليكون المسن في بيئة صالحة ومناسبة له، كما أنه فريق قرن اسمه باسم عُمان ليستمد منها القوة والعطاء.
تقول رئيسة فريق عُمان لرعاية الوالدين جوخة الفارسية، وهي بمثابة الأم الروحية لجميع أعضاء الفريق: إن فريق عُمان لرعاية الوالدين مشروع تطوعي تحت مظلة جمعية المرأة العُمانية بالسيب، يضم أكثر من 150 متطوعاً من فئات المجتمع المختلفة، وتأسس في 2013، ولم يظهر بهذا المسمى إلا في العام 2015، ويهدف إلى توعية المجتمع وتدريبه على كيفية العناية بكبار السن، وذلك من خلال تدريب الأبناء على كيفية العناية بمسن مقعد.
وتضيف جوخة الفارسية أن أهمية الفريق تكمن في تشجيع الأبناء على الاعتناء بأهلهم، ولا يقتصر على جمع التبرعات وتوزيعها فقط، فالفريق لا يسعى فقط إلى سد حاجة المسن بإعطائه بعض المال أو الهدايا، وإنما يسعى بشكل كبير إلى تأصيل قيمة البر بالوالدين، ومشروع الإفطار الجماعي وهو إفطار يتم من خلاله دعوة كبار السن إلى الإفطار مع أعضاء الفريق، وإعداد برنامج ترفيهي خاص لكبار السن وهي دعوة من الفريق إلى المجتمع لاحتواء كبار السن ومشاركتهم في معظم المناسبات والأوقات.
مركز للرعاية النهارية
وفيما يتعلق بطموح فريق عُمان لرعاية الوالدين، تقول رئيسة الفريق جوخة الفارسية: نطمح لإنشاء مركز للرعاية النهارية للمسنين بالتعاون مع القطاع الخاص، يعمل على استضافة المسن خلال فترة النهار بحيث يعد لكل مسن برنامج خاص له، وتعليم وتدريب كبار السن على بعض المهارات البسيطة، ومساعدتهم على تعلم القرآن الكريم والأذكار، وتصميم بعض البرامج الترفيهية لهم.
حرص كبير
وعن أهمية تخصيص جائزة للعمل التطوعي تحمل اسم جلالة السلطان قابوس، إذ بدأت اللجنة الرئيسية للجائزة في استقبال مشاريع الدورة الخامسة حتى الـ30 من أغسطس، تعرب الفارسية عن سعادتها بهـــذه الجائزة، مؤكدة على أن الجائزة لا بد أن تتوّج مشاريع لها أثر على المجتمع والفرد، كما أنها مدعاة للفخر والامتنان أن تكون هناك جائزة تحمل اسم الرجل الذي أفنى عمره إحساناً بأرض عُمان، كما تدل على الحرص الكبير الذي يوليه عاهل البلاد المفدى للعمل التطوعي ورسالة منه لكل المتطوعين بأن جهدهم مقدر وسعيهم مشكور في سبيل الارتقاء بعُمان في المجالات والمستويات كافة.
الاتجاه نحو التخصص
وفيما يتعلق بوضع الحراك التطوعي في السلطنة بعد الإعلان عن تخصيص جائزة للعمل التطوعي تقول الفارسية: من أفضل الأهداف التي حققتها الجائزة على مستوى العمل التطوعي في السلطنة تحفيز الشباب على الانخراط في مجال العمل التطوعي، والعمل على ابتكار مشاريع وطرق تطوعية بشكل مختلف عمّا هو سائد، فالجائزة حفّزت هؤلاء الشباب نحو العمل التطوعي وأتاحت الفرصة لهم للإبداع في هذا المجال.
الغرفة النموذجية
وقبل الانتهاء من الحوار عرجنا سوياً إلى غرفة داخل مقر فريق عُمان لرعاية الوالدين، إذ تعتبر الغرفة النموذجية التي يجب أن يحظى بها كل مسن داخل البيت، وأهم الاحتياجات التي يحتاجها المسن في غرفته كوجود جلسة مريحة حول سرير المسن، وهي دعوة إلى الأبناء لأن تكون غرفة كبار السن مكاناً يتجمعون فيه وليس مكاناً يُترك فيه المسن وحيداً بدون جليس ولا ونيس.