هل يمكن علاج الأسنان أثناء الصيام؟

مزاج الاثنين ٠٥/يونيو/٢٠١٧ ٠٣:٢٠ ص
هل يمكن علاج الأسنان أثناء الصيام؟

مسقط - زينب الهاشمية

إن العناية بصحة الفم والأسنان خلال شهر رمضان لا تختلف كثيراً عمّا هي عليه بقية أشهر السنة، فمن الضروري تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون بشكل منتظم على أن يكون من بعد الفطور وقبل النوم وبعد السحور؛ وذلك للحفاظ على رائحة نفس طيبة، إذ إن تراكم بقايا الطعام بين الأسنان يتسبب في تغيّر لونها وانبعاث رائحة كريهة من الفم تعتبر شيئاً مزعجاً للصائم وتسبب له الإحراج والقلق.

ولكن.. هل يمكن معالجة الأسنان أثناء الصيام؟ وهل يؤدي ذلك إلى الإفطار؟ وكيف تجب العناية بالأسنان في الشهر الفضيل؟ تجيب على هذه التساؤلات أخصائية طب وجراحة الفم والأسنان بعيادة العيسى للأسنان د.نورما نصر.

في بداية الأمر تقول د.نورما نصر: يمتنع الكثير من الناس عن زيارة طبيب الأسنان في نهار رمضان ظناً منهم أن علاج أسنانهم قد يفسد صيامهم، إذ يفضّلون تأجيل العلاج لما بعد الإفطار، وهو ما يتسبب في استمرار الألم لدى الصائم فترة طويلة أثناء النهار وازدحام عيادات الأسنان أثناء الليل. لذا فإنه من الضروري جداً توضيح بعض الالتباسات التي يقع بها الكثيرون فيما يتعلق بعلاج أسنانهم والبقاء على الصيام خلال فترة النهار.

وتضيف: إن مراجعة طبيب الأسنان خلال شهر رمضان تعتبر ضرورية ولا تفسد الصوم، وإذا احتاج الصائم إلى علاج أسنانه أثناء الصيام فلا بأس بذلك مع التحفظ على وصول شيء إلى الجوف من الأدوية أو آثار العلاج، وإن وصل شيء إليه بغير قصد فلا حرج عليه.

تخدير الأسنان

وحول سؤالنا لها عن تخدير الأسنان هل تفطر الصائم؟ تقول د. نورما: أولاً يتم التخدير عن طريق الحقنة، وبما أن حقنة «البنج» يتم وخزها بالعضلات وليس بالأوعية الدموية وهي ليست مغذية فهي لا تفطر الصائم، بينما الحقن التي يتم وخزها في الأوعية الدموية للتغذية فهي تؤدي إلى الإفطار؛ لأنها بمنزلة الأكل والشرب.

قلع الأسنان

وماذا بالنسبة لقلع الأسنان وسيلان الدم؟ تجيب قائلة: هي ليست من مبطلات الصيام، خاصة أن الحديث هنا يدور عن بضع مليمترات قليلة من الدم تسيل أثناء القلع وتتم السيطرة عليها وإيقافها بسرعة عن طريق الضغط على مكان القلع، لذا فمن الممكن قلع الأسنان والقيام بعمليات جراحية صغيرة بدون أن يفطر الصائم.

كما أن الأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب ما بعد العلاج يمكن برمجة مواعيدها على أن يتم أخذها بعد الإفطار وقبيل الإمساك بقليل بما يتناسب مع نوع العلاج. ويستثنى من ذلك مرضى السكري والفشل الكلوي والمسنين، إذ إنه يتوجب عليهم الإفطار عند إجراء المعالجات أو القيام بجراحة للفم والأسنان واتباع إرشادات الطبيب بدقة متناهية.

رائحة الفم

ينزعج الصائم من انبعاث رائحة كريهة تخرج من الفم.. فما هي الأسباب برأيك؟ تقول د.نورما: ترجع أسباب هذه الرائحة إلى طول الفترة بين السحور والإفطار، مما يعطي فرصة لتكاثر البكتيريا في الفم والتي تحلل بقايا الطعام الموجودة بين الأسنان، بالإضافة إلى قلة إفراز اللعاب أثناء الصيام، وقلة الاهتمام بنظافة الفم وعدم غسل الأسنان بعد السحور.

وللتخلّص من هذه المشكلة لا مانع من استعمال معجون الأسنان أثناء الصيام، ولكن يجب لفظ ما تحلل منه في الفم، وإن ذهب منه شيء إلى الحلق من غير تعمد لا يضر الصائم، وكذلك يجوز استعمال غسول الفم وينصح الصائم بغسل فمه وترطيبه مرات عدة خلال النهار بما لا يفسد صيامه.
أما الأشخاص الذين يستعملون السواك، فاستعمال السواك سنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن يُنصح بقص شعيراته بعد مرور 24 ساعة من الاستخدام، مع التنويه أنه لا يغني عن الفرشاة والمعجون، وبالنسبة لما تفتت من السواك وجب لفظه وإخراجه من الفم.
كما ينصح الصائم بشرب كمية وفيرة من الماء بين الفطور والسحور للتقليل من البكتيريا اللاهوائية المسببة لرائحة الفم الكريهة، وهذه أفضل طريقة للقضاء على هذه البكتيريا.

ابتسامة صحية

في الختام تؤكد د.نورما نصر: إن علاج الأسنان حاجة ضرورية لا يمكن الاستهانة بها لما فيها من ألم وضرر قد يصيب الإنسان نتيجة إهماله لها، لذا تجب المحافظة على الأسنان بصيام أو غير صيام، وينصح بالكشف الدوري قبل حلول شهر رمضان للتعرُّف على المشاكل الصحية التي تواجه أسنانك، ومن الضروري إزالة الجير المتراكم على الأسنان لحمايتها من التسوس ورائحة الفم الكريهة لنستقبل شهر رمضان المبارك بابتسامة صحية خالية من أي مشاكل.