سـائـقـو سيـارات الأجـرة يـؤكـدون عـدم زيادة الأسعار جراء رفع الدعم عن الوقود

مؤشر الأربعاء ١٧/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٠٥ ص
سـائـقـو سيـارات الأجـرة يـؤكـدون عـدم زيادة الأسعار جراء رفع الدعم عن الوقود

مسقط -
بعد شهر على تطبيق رفع الدعم عن الوقود عبّر عدد من سائقي الأجرة في محافظة مسقط عن تأثر مداخيلهم برفع أسعار الوقود الذي يعتبر التكلفة التشغيلية الأولى في مهنتهم، لكنهم أكدوا التزامهم بعدم زيادة التعرفة، وبتفهمهم للأسباب الموجبة التي أدت إلى هذا القرار.

وكان لافتاً أن الهيئة العامة لحماية المستهلك لم تسجّل أي شكوى مباشرة عن رفع أسعار الأجرة من قبل السائقين، وفق ما أكده نائب رئيس الهيئة لخدمات المستهلكين ومراقبة الأسواق عمر بن فيصل الجهضمي، رغم أنه قال إن مراقبة هذا القطاع هو من صلاحيات المجلس البلدي وليس من صلاحية الهيئة.

دور وطني

وأوضح علي بن فاضل البلوشي، الذي يعمل في هذه المهنة منذ 29 عاماً، أن ارتفاع الوقود كان بنسبة معقولة، لكن رغم ذلك فإن السائقين يتأثرون بذلك بسبب الاستهلاك الكبير للوقود. فالإضافة الجديدة تبلغ نحو 30 ريالاً شهرياً بالنسبة له، وهو مبلغ كان في إمكانه أن يصرفه لسداد بعض المصاريف. لكنه يؤكد أن الحكومة هي الأعلم والأكثر قدرة على تحديد المصلحة العامة وبهذا ليس أمام السائقين إلا الالتزام. لذلك يعتبر أن السائقين لم يخسروا جرّاء القرار لأنهم يساهمون بذلك في تأدية دور وطني من خلال تحمل بعض الأعباء الإضافية من أجل المصلحة العامة. ويدعو البلوشي المواطنين والوافدين إلى تخفيف استخدام سياراتهم الخاصة ونشر ثقافة اعتماد «النقل العام»، لأن ذلك يخفف من ازدحام السير ومن مصاريف الوقود، وهذا ما بات منتشراً في الكثير من دول العالم.

زيادة مؤثرة

وأشار يعقوب النظيري الذي يعمل سائق أجرة منذ 13 عاماً إلى أن رفع الدعم أثر فيه بشكل ملحوظ إذ «كنا نستهلك وقودا لثلاثة أيام بقيمة 5 ريالات عمانية أما اليوم فنستهلك الكمية نفسها بقيمة 7 ريالات عمانية» لكنه يؤكد أن ما يساعده على التحمل هو أنه يملك سيارة من أربعة أسطوانات، أي ذات مصروف محدود نسبياً، مؤكداً أن الأمر يختلف لدى السائقين الذين يعملون على سيارات كبيرة أي ذات 6 أو 8 اسطوانات.
ويعتبر رغم ذلك أن الزيادة كانت مقبولة ومبررة لكنه يدعو في المقابل إلى اتخاذ بعض الإجراءات التي تحسّن من وضع السائقين، كالانضباط بين سيارات الأجرة، أو حتى تخفيض سعر البنزين للسائقين، لا سيما أن السائق لا يملك غير سيارته وهو يتحمل بنفسه ثمنها ولا يحصل عليها كمنحة. ويوضح أنه أب لأسرة تتألف من 6 أفراد ما يجعله يعمل لساعات طويلة ليستطيع أن يعوّض الفارق بين التسعيرتين القديمة والجديدة.

المشكلة في الحافلات

ويقول جمعة البلوشي، أحد سائقي الأجرة منذ سبعينيات القرن الفائت، أن القرار لم يؤثر به بشكل كبير، ويعتبر أنه عندما تكون السلطنة بخير يكون السائقون بخير، موضحاً أنه لا يدفع يومياً أكثر من 500 بيسة إضافية ثمناً للوقود «وهو أمر يمكن تحمّله وليس بالزيادة الكبيرة». غير أنه عبر عن مشكلة أخرى تثقل كاهل السائقين:»إن ما يؤثر بنا هي الحافلات (حافلات النقل العام) داعياً إلى «تخفيض عدد رحلاتها اليومية، وألا تتوجه إلى بعض المناطق كوادي عدي والوادي الكبير لأن ذلك أثر بشكل كبير على عدد الركاب».
ويؤكد أن السائقين في المواقف يلتزمون بالتسعيرة الحالية ولا يفكرون بزيادتها لا سيما أنها تخضع لإشراف المجلس البلدي الذي يلتزمون بقراره.

تفهّم للقرار

ويؤكد محمد بن عبدالله المسعودي، تفهمه لقرار الحكومة برفع أسعار الوقود، لكنه يؤكد أنه خلال عمله لمدة 13 عاماً كسائق لم تمر عليه فترة أصعب من الوقت الحالي، لا سيما بسبب انخفاض عدد الركاب بشكل عام. ويقول أنه قبل الزيادة كان يتكلف على الوقود مبلغ 8 ريالات والآن تكلفه الكمية نفسها 11 ريالاً عمانيا، وإنه يعمل لساعات إضافية من دون أن يتمكن من التعويض. ورغم التزامه بالتسعيرة المعتمدة، لا ينفي أن بعض السائقين غير الملتزمين بالمواقف زادوا من تسعيرتهم، لا سيما للرحلات البعيدة. ويؤكد أن سيارة الأجرة هي المصدر الأساسي لدخل الكثير من الأسر، وأن الكثير من السائقين لا يستطيعون التخلي عن سياراتهم مهما زادت أسعار الوقود.

ضغوط متراكمة

ويعود سالم بن خلفان البريكي، بالزمن إلى العام 1988 حين بدأ بالعمل على سيارة الأجرة. ويقول إن العمل حينها كان افضل بكثير بسبب العدد القليل لسيارات الأجرة في مقابل الوفرة في الركاب. أما اليوم فقد زادت الضغوط كثيراً على السائق أكان من خلال رفع الدعم عن الوقود أو بسبب الحافلات التي ساهمت في تقليص عدد الركاب، بالإضافة إلى متغيرات أخرى كارتفاع الأسعار عامة عبر الزمن. ويوضح البريكي أنه من أكثر الذي تأثروا بالأسعار الجديدة للوقود وذلك لأن سيارته ذات محرك كبير من 6 أسطوانات، وبالتالي هي تستهلك الكثير من الوقود. وأكد أنه بدأ يتعامل مع هذه المشكلة من خلال الاعتماد على الرحلات القصيرة وداخل مسقط بدل أن يقلّ ركاباً إلى صحار وغيرها.

وشأنه شأن زملائه يتذمر البريكي من حافلات النقل العام ويدعو إلى تخفيف عدد رحلاتها مما يساعد السائقين.
سائقو الأجرة يتفهمون قرار زيادة أسعار الوقود لكن هذا لا ينفي أنهم يواجهون مشكلة بسبب تحملهم أعباء مادية إضافية تؤثر في مداخيلهم ولو بدرجات متفاوتة. لكن كما يقول البريكي أنهم ولو تحملوا بعض الأعباء فإنهم في الوطن ككتلة واحدة وعليهم أن يشتركوا في المسؤولية، وقال «إذا لم نتعاون فمن سيعاوننا»؟