الفقر يقضي على عادات رمضانية مسـاجد اليـمن مليـئة بالمحـتـاجين

الحدث الخميس ٠١/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
الفقر يقضي على عادات رمضانية

مسـاجد اليـمن مليـئة بالمحـتـاجين

عدن - إبراهيم مجاهد

ما أن تنقضي الصلاة في أي مسجد من المساجد إلّا ويقف عشرة أو خمسة عشر شخصاً، كلٌ يشكو حالته وحال أسرته التي لا تجد ما تأكل، وآخر يقول إنه بات يسكن هو وعائلته في خيمة في إحدى المناطق البعيدة عن الأحياء السكنية بعد أن عجز عن دفع الإيجار، وثالث يجهش بالبكاء ويحلف إيماناً مغلّظة أنه لا يوجد لدى أسرته ما يفطرون به في المنزل سوى الماء وبضع تمرات تصدّق بها فاعل خير.. هكذا بدت المساجد في العاصمة اليمنية صنعاء مع أول أيام رمضان المبارك.

يقول أحمد صالح إنه لم يشهد كثرة المتسولين في المساجد بهذه الصورة التي باتت عليها اليوم مساجد صنعاء، فحالة الناس في هذا البلد الذي تعصف به الحرب منذ أكثر من سنتين، قد تجاوزت البؤس والمعاناة والفقر، لقد وصل الناس إلى حالة من العوز والجوع إلى درجة لم يكن المواطن اليمني البسيط يتوقعها. ويضيف أحمد لـ»الشبيبة»: عادة ما يكون اليمنيون أكثر تكافلاً وتراحماً، وكل شخص يتفقّد جاره أو يسأل عن حال الناس الذين لا يوجد لديهم دخل ثابت. إلّا أن توقف صرف مرتبات الموظفين الحكوميين منذ ثمانية أشهر جعل معظم اليمنيين يعشون المعاناة نفسها ويشربون من كأس الوجع والألم الذي أوجدته الحرب وأوصلت الناس إلى حالة فقر وعوز شديدين وجعلت كل أسرة تنكفئ على نفسها.

صنعاء.. عادات رمضانية اختفت

حافظ محمد، يسكن في مديرية شعوب- إحدى مديريات العاصمة صنعاء ذات الكثافة السكانية العالية- يقول هو الآخر إن مظاهر رمضان التي اعتاد أن يراها بين الناس في منطقتهم تكاد تكون اختفت تماماً هذا العام؛ نظراً للأوضاع الاقتصادية التي بات الناس يعشونها، فالجيران الذين كانوا عادة ما يتبادلون أطباق الطعام المليئة كهدايا يتبادلون بها معظم أيام الشهر الفضيل، كل بالصنف الذي ترى ربة البيت أنها تجيد طبخه أو تعرف أنه لا يوجد في سفرة منزل جيرانهم فترسل أبناءها الصغار إلى جيرانهم بشيء مما طبخت في رمضان، وفي اليوم التالي يقوم جيرانهم بإعادة ذلك الطبق قبل أذان المغرب وفيه شيء من الأكل كرد جميل وهكذا.. إلّا أنه بسبب انعدام الدخل لدى غالبية السكان، توقفت تلك الأطباق في منازل أصحابها لأنها باتت فارغة أصلاً- بحسب ما يعتقد حافظ، الذي قال أيضاً: عادة ما كانت تشهد مساجد صنعاء في صلاة المغرب حضور معظم السكان القريبين من المساجد وكلٌ يأتي بشيء من الأكل معه إلى المسجد كإفطار ويشكلون مجموعات على شكل حلقات دائرية في صرح المسجد وينتظرون أذان المغرب ويتشاركون في الإفطار. لكن هذا العام يقول حافظ إن هذه العادة تلاشت بشكل كبير فالناس الذين كانوا يأتون بما تجود به منازلهم من الأكل، معظمهم من الناس البسطاء أو ممن كانوا من ذوي الدخل المحدود. إلّا أنهم اليوم باتوا بلا دخل أصلاً فالحرب سرّحت كثيراً من العمّال وأغلقت كثيراً من الشركات وتوقفت حتى مرتبات الموظفين الحكوميين، الأمر الذي جعل معظم الأسر بالكاد تغطي احتياجاتها الأساسية وبأقل شيء إن تمكنت في ذلك أو إن حصلت على شيء من المساعدات المقدمة من منظمات الإغاثة العاملة في هذا المجال رغم شحة ما يتم توزيعه.

جلسة سياسية وإنسانية
بشأن اليمن

إذن هكذا بدت الأيام الأولى من رمضان في اليمن، في ظل استمرار الصراع المسلح الذي قضى على مظاهر الحياة بشكل شبه كلي في المناطق التي ما زالت تشهد حصاراً ومواجهات بشكل يومي.

وفي ظل هذا الوضع عقد مجلس الأمن الدولي يوم أمس الأول الثلاثاء، جلسة سياسية إنسانية مشتركة بشأن الوضع في اليمن، إذ استمع إلى إحاطتين من المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، ومن رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين.
وسيستمع المجلس من أوبراين حول الوضع المالي بشأن اليمن، إذ اعتبرت الأمم المتحدة أن مؤتمر إعلان التبرعات الذي عُقِد في جنيف في 25 أبريل، كان ناجحاً نسبياً في رفع التعهدات بمبلغ 1.1 بليون دولار، وهو الرقم المطلوب لخطة الاستجابة الإنسانية اليمنية لعام 2017.

خطة لإدارة الميناء والبنك تتعثر

ومن أهم ما سيستمع إليه المجلس، جهود ولد الشيخ خلال الأسابيع القليلة الفائتة للتوصل إلى اتفاق يحول دون وقوع هجوم محتمل من قِبل التحالف على مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون.وكانت مصادر سياسية قد توقعت في وقت سابق أن ما يهم أعضاء مجلس الأمن في الجلسة سيتمثل في 3 محاور: الهجوم على موكب ولد الشيخ أحمد ومناقشاته في صنعاء، والخطة التي اقترحها لمدينة الحديدة، فضلاً عن الوضع في عدن. وفيما يخص الخطة المقترحة لمدينة الحديدة الساحلية التي تسعى الأمم المتحدة تجنيبها أي عملية عسكرية، ذكرت مصادر مطلعة لـ»الشبيبة» أن الخطة تقترح أن تتولى الأمم المتحدة الإشراف والإدارة المباشرة لميناء الحديدة- غربي اليمن- وتقوم بتوريد الدخل الوارد من الميناء إلى البنك المركزي بصنعاء بعد أن تخصص له إدارة محايدة تعمل تحت إشراف الأمم المتحدة بصورة مباشرة أيضاً وتتولى هذه الإدارة تجميع الموارد الممكنة من الجمارك والضرائب وصرفها كمرتبات للموظفين، بدلاً من إنفاقها لما يُسمى المجهود الحربي من قِبل سلطة الأمر الواقع بصنعاء.
المصادر ذاتها أوضحت لـ»الشبيبة» أن هذه الخطة لم تلقَ أي قبول من قِبل جماعة الحوثي، في حين أبدى حليفهم ممثلاً بحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، موافقة على هذه الخطة.

الانهيار الكامل ... المصير الذي ينتظر اليمن إذا لم يتحرك العالم لإنقاذه

ملف كامل عن مأساة اليمن
زوروا موقعنا