داعش.. هل يكثف عملياته في أوروبا؟

الحدث الأربعاء ٣١/مايو/٢٠١٧ ٠٤:١٠ ص
داعش.. هل يكثف عملياته في أوروبا؟

مسقط – محمد البيباني

منذ العام 2015 شهدت العديد من العواصم الأوروبية أعمال عنف دامية، اهتز على إثرها العالم أجمع، والتي كان بطلها داعش وذئابه المنفردة.

قد تكون المرحلة المقبلة أكثر دموية في القارة العجوز، خاصة في ظل الهزائم المتكررة التي يلاقيها التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق وخسارته معاقله الأساسية مما يُنذر بعودة مقاتليه الأجانب إلى بلادهم وهو الأمر الذي يُرعب القارة الأوروبية في ظل وجود أوروبيين بأعداد لا يُستهان بها من المنتظر عودتهم.

مخاطر ومخاوف

منذ أيام قليلة استيقظت مدينة مانشستر البريطانية- التي ما زالت في أحضان الاتحاد الأوروبي- على عملية انتحارية نالت من العديد من المراهقين والأطفال في حفل غنائي، وتسببت في مقتل 22 وإصابة العشرات، وهي ليست العملية الأولى التي تستهدف بلدان القارة العجوز، بل بدأت منذ نحو عامين، واشتدت الهجمات ضدهم في الفترة الأخيرة بعدما شارك بعضهم في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.
من جانبها أخلت السلطات في مطار لشبونة، مساء أمس الأول الاثنين، قاعة الوصول بعد العثور على حقيبة مهجورة، كما نقلت وكالة الأنباء البرتغالية عن متحدث باسم المطار.
وقال المتحدث، روي اوليفييرا، إنه فور رصد هذه الحقيبة قررت السلطات إخلاء قاعة الركاب وفرض طوق أمني حولها. وأضاف: «هذه هي الآلية المتبعة عادة عندما يتم رصد حقيبة متروكة».
وبعدها تولي فريق من وحدة إزالة الألغام في الشرطة البرتغالية تدمير الحقيبة عن طريق تفجيرها وقرابة منتصف الليل عادت الحركة في المطار إلى طبيعتها. في الوقت نفسه اشتبهت الشرطة الألمانية، الاثنين أيضاً في سيارة مفخخة خارج أحد المباني في برلين، ووصل خبراء المفرقعات بسرعة إلى المكان للتعامل مع السيارة، بحسب صور نشرتها وكالة رويترز للأنباء.

رقم صادم

أفادت صحيفة ديلي ستار، بوجود 23 ألف متطرّف في بريطانيا، وذكرت أنهم على استعداد لتنفيذ هجمات إرهابية هناك، وقالت الصحيفة، إن 3 آلاف شخص من هذه المجموعة يخضعون لمراقبة شديدة من جانب الهيئات الأمنية المختصة.
وأشارت إلى أن المتطرّفين المذكورين قد ينتمون إلى جماعات إرهابية مختلفة ويشكّلون تهديداً قوياً خاصاً للأمن القومي البريطاني، وأما البقية «20 ألف إرهابي» فهم قيد التمحيص وربما يشكّلون خطراً على أمن البلاد، بحسب ما نشرته روسيا اليوم. وقالت قناة «روسيا 24» التلفزيونية، إن الهيئات الأمنية المختصة في دول أوروبا المختلفة تقوم بشكل مستمر بملاحقة الإرهابيين والقبض عليهم بسبب تزايد التهديدات الإرهابية هناك.

هجوم على المنازل

نشر تنظيم داعش الإرهابي فيديو حرّض فيه على شن «حرب شاملة» على الغرب الذي وصفه بـ«الكفار» وذلك في بداية شهر رمضان المبارك، بحسب ما جاء في قناة بلجيك 24 البلجيكية.
وحمل الفيديو عنوان «أين هم أسود الحرب؟»، وقال التنظيم الإرهابي فيه: «إخواننا في أوروبا يجب أن تهاجموا الناس في منازلهم وأسواقهم وطرقهم ومنتدياتهم». ووفقاً للقناة البلجيكية نفسها، أشاد الفيديو بالهجوم الإرهابي الدامي الأخير في قاعة أرينا للحفلات في مانشستر، والذي نفّذه الانتحاري سلمان عبيدي، إذ فجّر نفسه وقتل 22 شخصاً وجرح العشرات.
وأيّد داعش الهجوم قائلاً: «استهدافكم محبوب من قِبلنا، وهذا العمل فعّال جداً، إذ يمكننا الحصول على مكافأة كبيرة أو أن ننال الشهادة في رمضان».
وفي العالم الفائت قُتل أكثر من 400 شخص في أنحاء العالم، من خلال فظاعات إرهابية نفّذها داعش خلال شهر رمضان.

عائدات

بالتزامن مع هجوم مانشستر أرينا الإرهابي، خرجت صحيفة تليجراف البريطانية في تقرير لها تحذّر من «أرامل داعش»، في إشارة إلى العائدات من الحروب والنزاعات الدائرة في سوريا والعراق على يد التنظيم الإرهابي.
وقالت الصحيفة في تقريرها وفقاً لمصادر في مكافحة الإرهاب وعروس سابقة، غادرت ما يقرب من 10 بريطانيات وأبنائهن «الخلافة» في الشهور الأخيرة، وعادت اثنتان منهن إلى المملكة المتحدة بالفعل، مضيفة أن الأجنبيات اللاتي ينضمن إلى المقاتلين في سوريا والعراق شعرن بالإحباط حيال القيود التي تُفرض عليهن من قِبل تنظيم داعش.
ويتوقع مسؤولو الشرطة والداخلية البريطانية، أن تعود المزيد من النساء خلال الأشهر المقبلة، ولكن سيتعيّن عليهم الإجابة على التساؤلات المتعلقة بشأن ما يجب فعله معهن ومع أطفالهن.
وبحسب تقديرات أمنية فإن هناك 50 امرأة بريطانية ذهبن إلى العراق وسوريا في السنوات الفائتة، بعضهن ذهبن مع أزواجهن وأطفالهن، وأخريات سافرن بعد أن جذبهن مقاتلو التنظيم على وسائل التواصل الاجتماعي، والذين صوّروا لهن حياة عروس الجهاد بأنها مزيج من الرومانسية والمغامرة والتقوى.
ولكن مع الخسارة الذي يتعرّض لها التنظيم على أيدي القوات العراقية والكردية والسورية المدعومة بالغارات الجوية الدولية، أصبح «داعش» أكثر انعزالية ووحشية وتشككاً، وأصبحت الحياة أكثر صعوبة.

35 أوروبية تركن داعش

وقالت عروس ألمانية انضمت إلى التنظيم لصحيفة «التليجراف» لكنها تركته وتعيش في شمال سوريا الآن، إنها تعتقد أن ما يقرب من 30-35 أوروبية تركن الخلافة منذ بداية العام. وقالت أم عائشة -اسمها الحركي- البالغة من العمر 28 عاماً، إن عشرات النساء تركن مناطق يسيطر عليها داعش وحاولن الفرار إلى تركيا منذ بداية العام الجاري من بينهن حوالي 10 بريطانيات.
وأضافت أم عائشة، أن زوجات مقاتلي التنظيم وأطفالهن يعشن معاً في منازل آمنة بعيداً عن أزواجهن، موضحة أنه عندما يموت أزواجهن أو يصبح الموقف خطيراً، يتم وضع جميع النساء ليعشن معاً.
وأضافت: «الأمر يشبه الاحتجاز كدجاجة في قفص، وتتم معاملة النساء بشكل سيئ للغاية، وكأنهن عبيد فيفقدن حتى حرية مغادرة المنزل».
وأضافت في حديثها للتليجراف عبر «الواتس اب» أن «الرجال أصبحوا أكثر وحشية مؤخراً مع خسارة الأراضي»، متابعة: «35 % من النساء اللاتي رحلن قمن بذلك لأن أزواجهن قُتلوا، أما الأخريات فيعدن إما لأن أزواجهن يرسلوهن إلى المنازل الآمنة أو لأنهن أُحبطن، والمقاتلون الذين يرسلون عائلتهم إلى خارج يُعاقبون إما بالسجن أو الإعدام».
ومعظم النساء اللاتي غادرن، تمكنّ من الوصول إلى الحدود التركية مع سوريا بمساعدة المهربين الذين يتقاضون مئات الآلاف من الجنيهات مقابل هذه الرحلة.
وبعد وصولهن إلى تركيا، بعضهن يطلبن المساعدة من سفارات بلادهن، ولكن يتشكك المسؤولون جدياً في نواياهن.