القاهرة تكتسي بالأحمر في يوم الحب

مزاج الثلاثاء ١٦/فبراير/٢٠١٦ ٢٢:٥٥ م
القاهرة تكتسي بالأحمر في يوم الحب

القاهرة- خالد البحيري

اكتست شوارع العاصمة المصرية القاهرة وعواصم باللون الأحمر احتفاء بيوم الحب "الفالنتاين"، وزاد الإقبال على شراء الزهور حمراء اللون، والدُمى "الدباديب" خاصة من فئة الشباب والمراهقين، وذلك لإهدائها إلى محبوباتهم.
وبدا واضحا اهتمام الكثير من الفتيات بهذا اليوم من خلال ارتدائهن اللون الأحمر، سواء كان زيا كاملا أو أي قطعة من الملابس بها لون أحمر، قد تكون غطاء الرأس أو الحذاء.
وانتعشت المبيعات في محلات الهدايا بطريقة مسبوقة وبدأ سعر الوردة الواحدة من 15 جنيها (2 دولار تقريبا) بينما وصل سعر باقة الزهور في بعض المناطق إلى 400 جنية (50 دولار تقريبا)، وتراوح سعر "الدبدوب" من 25 جنيها (فوق ال3 دولارات) إلى نحو 250 جنيها (30 دولارا).واهتمت المقاهي والمحلات التجارية بإظهار احتفائها بهذا اليوم من خلال تقديم المشروبات والأطعمة في أواني بها لون أحمر ومرسوم بداخلها علامة القلب وبه سهم الحب "كيوبيد".كما نظمت العديد من الوجهات السياحية والفنادق حفلات غنائية احتفاء بهذه المناسبة شارك فيها مطربون عرب ومصريون.
وفي هذا اليوم يظهر تعبير "السناجل" ويعني الشباب من الجنسين غير المرتبطين single، وهؤلاء يتبادلون الهدايا والزهور فيما بينهم كأصدقاء سواء بين البنات وبعضهم البعض أو بين الذكور أيضا.
وعجت صفحات الفيس بوك ببطاقات التهنئة المصبوغة باللون الأحمر، وعبر الكثير من الفنانين عن سعادتهم بهذه المناسبة عبر حسابهم على انستجرام، مع صور فيها تهنئه لجمهورهم ومتابعيهم.
البائعون يشتكون وأكد أحد باعة محلات الهدايا بحي المهندسين بالجيزة أن الإقبال على شراء الهدايا هذا العام أقل مقارنة بالأعوام الفائتة وأرجع سبب ذلك إلى احتمالية انشغال المواطنين عن تلك النوعية من الاحتفالات في ظل الأحوال المضطربة التي تمر بها البلاد حاليا، "الأسعار السنة دي عالية جدا ويمكن دا بسبب ارتفاع مصاريف الجمارك".فيما أشار بائٌع آخر إلى اضطراره عمل تخفيضات على بعض الهدايا، بسبب ضعف الإقبال على شرائها هذا العام، متمنيا تواجد وتفاعل الناس حتى آخر لحظة.
في حين عبّر بائع عن استيائه من حالة الركود التي يشهدها السوق المصري خلال فترة الاحتفال بيوم الحب والتي أرجع سببها هو الآخر إلى الرسوم الجمركية التي تمت إضافتها مؤخرًا على بعض السلع المستوردة من الخارج، واختتم حديثه قائلًا "كان ممكن ما يبقاش فيه فلانتين السنة دي".وقال محمد سعيد صحاب محل هدايا: في كل عام وقبل 14 فبراير نتجهز ليوم الحب حيث نشتري الدباديب والورود وبطاقات التهنئة والشموع وأكواب مرسوم عليها القلوب وكل ما يتعلق بالحب وجميعها باللون الأحمر لأنه رمز من رموز الحب وقبل يومين من يوم العشاق -كما يسميه- يقبل على شرائها الكثير ومن مختلف الأعمار وكلا الجنسين، المتزوجين وغير المتزوجين لأنه يوم مميز ينتظره المحبون كل عام ونوفر هدايا يوم الحب لزبائننا بأسعار مناسبة ولا نستغل بهجتهم برفع ثمنها.."بالعكس نحن ندخل البهجة في قلوبهم وأتمنى أن يعم الحب والسلام على شعبنا لأنه عانى كثيرا ومن حقه أن يفرح ويعيش لحظات سعيدة مفعمة بالحب بعيدة عن الإرهاب.
وأضاف: لكل لون من ألوان الزهور، معنى "الورد الأحمر يُعبر عن الحب القوي وعلشان كده مطلوب خلال يوم الحب، والأبيض يعبر عن الحب الصافي ويبقى رقيق جدا لو كان هو المسيطر على البوكيه (باقة الورد)"، وعلى الرغم من أن مظهر بعض الورود يوحي بالجمال والراحة إلا أن المعنى الذي ترسله هذه الوردة يكون مختلفا عن شكلها، فالورد الأصفر والأزرق يوحي بالكراهية وبالتالي فمن الممكن أن يُستخدم بجانب بعض الورود الأخرى ولكن ليس بمفرده".وقال أحد الشباب الذي التقته "الشبيبة" بينما كان يسير في أحد شوارع العاصمة محتضنا دمية دب: إذا لم نمنح أنفسنا فسحة من الحب الذي به نعيش الأمل كيف نقاوم كل الضغوطات التي تعج بالمنطقة "الحب لا يقتصر على اثنين بل قاعدة أن نحب بعضنا لبعض رجال نساء فننشر لغة الحب والتسامح عبر تعزيز الثقة بالآخر والابتسامة الحلوة والكلام الجميل والمبادرة الطيبة للإنسان الآخر كهدية أو دعوة خروجا عن المألوف المكرر..
هذه الأشياء الجميلة تعطي للإنسانية معناها الحقيقي".وفي جانب من محلات بيع الزهور لاحظنا وجود رجل في العقد السادس من عمره يشتري باقات من الزهور، اقتربنا منه لنعرف المزيد فقال: "لم يقف الشيب الذي اصطبغت به رؤوسنا حائلا أمام احتفالنا بعيد حبنا أنا وزوجتي منذ 25 عاما ونحن نعيش هذا اليوم بكل تفاصيله حيث نتبادل الهدايا ونضع الورود الحمراء في كل ركن من أركان البيت وهذه العادة لم تغيرها السنوات حتى أولادنا ساروا على نفس المنهج فالاحتفال بهذا اليوم يضفي في نفوسنا السعادة التي نحتاج إليها باستمرار، وبها تتجدد حياتنا وبالحب نتحمل الحياة ومرارتها.
وأضاف: في هذا العام سوف يكون الاحتفال مميزا فسوف يأتي أولادي وزوجاتهم وبناتي وأزواجهن وسنقضي وقتا مميزا..
واختتم بالقول: "الحب لن يموت ولن يقف أمامه عائق ما دام القلب ينبض سيبقى الحب ينبوع الحياة وأتمنى لجميع الناس إن تتوحد قلوبهم وان ينسوا الخلافات التي أثرت على العلاقات الاجتماعية والتي سببت تباعد الناس عن بعضها البعض، وعلى السياسيين أن يفهموا معنى الحب ليس حب أنفسهم بل حب الناس وأن يزرعوا الفرح بقلوب الشعب".