عضو مجلس الدولة د. إسماعيل الأغبري: التراث المغمور بالمياه يمكن أن يشكل موردا اقتصاديا

بلادنا الاثنين ٢٩/مايو/٢٠١٧ ٠٤:٣٥ ص
عضو مجلس الدولة د. إسماعيل الأغبري: 

التراث المغمور بالمياه يمكن أن يشكل موردا اقتصاديا

مسقط - سعيد الهاشمي

أشار عضو لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الدولة المكرم د. إسماعيل بن صالح الأغبري إلى أن التراث الثقافي ينقسم إلى قسمين مادي وغير مادي، فالمادي يتمثل في القلاع والحصون والأسوار والأبراج وهندسة الأفلاج، وأما التراث غير المادي فيتمثل فيما يتم العثور عليه من مخطوطات وقطع معدنية وحتى أخشــاب لســفن تكســرت في المياه الإقليمية.

وقال الأغبري في تصريحات خاصة لـ «الشبيبة» إن انغمار بعض المعالم واللقى التراثية بالمياه يعود لعدة أسباب منها أن طبقات الأرض تعرضت لتغيرات فما كان يابسة أصبح بحراً وما كان بحراً أصبح يابسة وهذه تطورات أوجدت تراثا مغمورا بالمياه المحلية، كما أن هناك سفنا حربية وغير حربية تحطمت أو غرقت منذ مئات الســنين بســـبب الأعاصير أو بسبب الحروب، فإن وجدت آثارها فإنها تشكل تراثا.
وأردف الأغبري أن بعض هذه المكتشفات المغمورة بالمياه كالسفن القديمة مثلا تختلف عما هي عليه سفن اليوم، إذ إن لها مميزات خاصة لا بد من دراستها والتعرف عليها، وكذلك قد تختلف الأدوات الحربية السابقة عن الأدوات الحالية فلابد من دراستها، كما أن بعض هذه المكتشفات تحكي قصصا تراثية يجب التعرف عليها.
وحول الاستفادة من التراث الثقافي المغمور بالمياه قال عضو لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الدولة: هنالك استفادة معنوية، فهي تحكي الدور الريادي الذي كانت عليه السلطنة ولم تزل، فالسلطنة ليست وليدة اليوم أو حديثة السن إنما هي عميقة عمق هذا الوجود وهي متأصلة ومتجذرة في هذا الوجود، أما من الناحية المادية فيمكن أن يجلب هذا التراث دخلا اقتصاديا فهو ينمي السياحة، وقد يكون موردا خصبا للعملات الصعبة نتيجة لاجتذابه السياح من شتى بقاع العالم، فهذه الموروثات الحضارية دافع لأن يأتي الناس إلى السلطنة ليتعرفوا من خلالها على حضارة البلاد وثقافتها، كما أن السائح سيقيم فترة من الزمن في فنادق السلطنة وسيحتاج إلى مأكل ومشرب وملبس وكل هذا يساهم في تنويع اقتصاد البلاد.
وشدد الأغبري على أن كل عماني مطالب بالاهتمام والحفاظ على الموروث الثقافي في السلطنة، وأن يسعى إلى نشره والتعريف به وهذا سيعود بالنفع على العمانيين جميعا فهو قد يتحول إلى مورد اقتصادي خصب يفيد الناس جميعا.
جهود لاكتشاف الآثار المغمورة بالمياه
وكانت وزارة التراث والثقافة قد قامت بإنشاء دائرة تُعنى بالآثار المغمورة بالمياه في عام 2012، وكان أول برنامج للبحث في الآثار المغمورة بالمياه قد تم تدشينه في عام 2009 عندما تم التعاون مع جمهورية الصين الشعبية لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع البحث عن بقايا سفن أسطول البحار الصيني المسلم (زنج هي) والتي غرقت في القرن الخامس عشر الميلادي في المياه الإقليمية بمحافظة مسندم «شمال عمان»، ولكن عام 2013 شهد انطلاقة حقيقية لأعمال المسح والتنقيب الأثري بشكل علمي كامل وبإشراف من وزارة التراث والثقافة بالتعاون مع مؤسسة بلو ووتر ركفوريز، استكملت بالقيام بعمليتي تنقيب إضافيتين في أعوام 2014و 2015 حيث تم اكتشاف نحو 2800 قطعة أثرية.