رمضان يجمعنا بالحب

مزاج الأحد ٢٨/مايو/٢٠١٧ ٠٤:٤٠ ص
رمضان يجمعنا بالحب

مسقط – لورا نصره

رمضان شهر الرحمة والإيمان والمغفرة.. شهر تطهير القلوب والتقرب إلى الله عز وجل. وكما يعرف الجميع لهذا الشهر الفضيل عادات وممارسات اجتماعية وله طقوسه الرمضانية التي اختلفت كثيراً عن السابق، إذ كان الناس يستقبلون الشهر ببساطة شديدة .. تجمعهم المحبة قبل أن تجمعهم موائد الطعام العامرة. كان الناس يجتمعون لتبادل الزيارات والتسامر والدعاء، ولكن اليوم اختلفت الحياة وتغيّرت طبائع الناس وعاداتهم، إذ يبرز مشهد يتكرر سنوياً كل عام وهو مشهد عربات التسوق المدججة بالمؤن والطيبات في مشهد غريب ومنفر يجعلنا نتساءل أين هي قيم رمضان التي تربينا عليها منذ نعومة أظفارنا.

يجب أن نتذكر أن أيام رمضان تشكل فرصة حقيقية للصائم للإحساس بالفقراء ومعاناتهم، وأن إحساسنا بالجوع والعطش هو نوع من المشاركة الوجدانية مع هؤلاء الذين لا يجدون ما يسدون به رمقهم طوال أيام السنة، وإذا كانت هذه هي معاني وقيم رمضان أفلا يجب أن تتسم تصرفاتنا بشيء من المنطق عبر عدم المبالغة في تناول المأكولات والأطعمة والمشروبات خلال هذا الشهر، وتوفير ما أمكن لمساعدة الجياع.
أنا على ثقة بأن جميع الصائمين يعرفون هذا ويعونه تماماً، إلا أنهم لا يتصرفون وفق هذه القيمة الإنسانية الرائعة فمجرد أن نقول أمامهم كلمة رمضان فإن ذاكرتهم لا تنصرف إلا لتخيل عربة مليئة بالمأكولات ومائدة شهية عامرة، وكأن الساعات القليلة التي سيتوقف فيها الصائم عن الطعام تشكل نهاية العالم بالنسبة إليه ويجب تعويضها بكل ما لذ وطاب!.
تصرف غريب ويتناقض مع أبسط مبادئ وأهداف الصيام بحد ذاته، ويجب فعلاً التفكير بعمق بجدوى هدر كل هذه الكميات من الطعام على «كروشنا»، فيما هناك أناس يباتون ليلهم، وهم يحلمون بقطعة خبز لا غير. لنستقبل الشهر المبارك بالتغيير في عاداتنا ولنجعل موائدنا عامرة بمحبة الناس ومساندتهم.. لنتكاتف معاً ونعيد لشهر العطاء أجمل معانيه بعيداً عن عربات الطعام.