ارتفاع الأسعار.. هاجس المصريين قبيل «رمضان»

الحدث الأربعاء ٢٤/مايو/٢٠١٧ ٠٥:٠٧ ص
ارتفاع الأسعار..
هاجس المصريين قبيل «رمضان»

القاهرة- خالد البحيري

لم تفلح الجهود الحكومة والاجتماعات الوزارية المكثفة في بث الطمأنينة في نفوس ملايين المصريين حول انخفاض الأسعار في شهر رمضان، كما فشلت الآلة الإعلامية الضخمة وعشرات البرامج من العيار الثقيل «التوك شو» في إقناع الفقراء بأن الحال سيتبدل وأن السلع الضرورية على الأقل ستكون في متناولهم مع قدوم الشهر الفضيل، بما لديهم من جنيهات معدودة تبقت من الرواتب التي يذهب معظمها إلى سداد فواتير الخدمات «كهرباء، غاز، مياه» وإيجار السكن، وتذاكر المترو ومصاريف المدارس والدروس الخصوصية.

من جانبها تسابق حكومة المهندس شريف إسماعيل الزمن من أجل طرح مبادرات نوعية بالاتفاق مع كبار التجّار وأصحاب السلاسل الغذائية الكبرى، لخفض جزئي في الأسعار يتراوح بين 10-15 % وذلك عبر منافذ بيع تتوزع على القاهرة والمحافظات.

جهود حكومية

محافظ الجيزة اللواء كمال الدالي قال لـ«الشبيبة» إن المحافظة وفّـــرت 22 قطعة أرض لإقامة المعرض عليها تخفيفاً على المواطنين وتوفير السلع الضرورية من أرز وسكر وزيت وخضار وفاكهة ولحوم حمراء ودواجن وأسماك، وذلك بالتعاون مع اتحاد الغــرف التجارية والذي قام بتوفير الثلاجات ووسائل العرض، والمصنعين والتجّار لعرض بضائعهم بعد تقليل هامش الربح.
وأضاف: «أهلاً رمضان» مبادرة تُنظم لأول مرة في مصر وتحظى بدعم الرئيس عبدالفتاح السيسي وتحت رعايته، وهدفها بالأساس الوصول بالسلعة من المصنع والمنتج إلى المستهلك دون وسيط أو تجّار تجزئة يضع كل منهم هامش ربح فوق السعر الأصلي لتصل محمّلة بضعف ثمنها، وهذه المبادرة تُعرف في علم الاقتصاد بالبيع المباشر.
واستطرد: فضلاً عن توفير السلع الأساسية توفر المعارض البالغ عددها 22 معرضاً فرص عمل للشباب خلال شهر رمضان بأجور مجزية وتصل إلى نحو ألف وظيفة، بالإضافة إلى أثرها الإيجابي في نفوس المواطنين الذين يشعرون أن القيادة السياسية تشعر بمعاناتهم وتقف إلى جانبهم ليمر شهر رمضان دون أعباء إضافية على ذوي الدخل المحدود.

ارتفاع الأسعار

رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن أرجع الارتفاع المفاجئ في أسعار اللحوم البيضاء إلى سلوك المواطنين ورغبتهم في التخزين قبل حلول شهر الصيام، موضحاً أن الأسعار حالياً للكيلو في المزرعة 28 جنيهاً (1.5 دولار أمريكي) وتصل إلى المستهلك في المحلات بنحو 33 جنيهاً في حال بيعها حية، أما الدواجن المبرّدة التي تُباع في المحلات فسعرها يقترب من 40 جنيهاً.
وقال إن زيادة حلقات التداول هي السبب في الأزمة حيث تاجر الجملة ومنه إلى تاجر نصف الجملة ثم تاجر التجزئة، وكل واحد من هؤلاء يضع هامش ربح لا يقل عن جنيهين في الكيلو، وهنا تأتي فكرة «المزرعة إلى المستهلك» كإحدى الأفكار المهمة.
وتوقع أن تنخفض الأسعار قليلاً في الأسبوع الثاني من شهر رمضان بعد أن تخف حدة الموجة الشرائية ويطمئن المواطنون إلى استقرار الأسعار.

جولة ميدانية

ميدانياً، وفي جولة لـ«الشبيبة» بأسواق عدة على أطراف القاهرة وفي الأحياء الشعبية قال مواطنون: إن مبادرة أهلاً رمضان جيّدة لكنها لمن يمتلكون مبلغاً من المال يمكنهم من شراء السلع دفعة واحدة، أما الفقراء الذين يحصلون على رزقهم يوماً بيوم فهم لا شأن لهم بالمعرض، وليست لديهم ثقافة التخزين، وكل طموحهم أن يجد أحدهم كل صباح ما يسد رمق أسرته حتى نهاية اليوم فقط.
وأوضحوا أن الأسعار تختلف من منطقة لأخرى، وكذلك رضا المواطنين عن مستواها، ففي بعض المناطق تكون الأسعار مرتفعة لكن السكان هناك لديهم قدرة شرائية عالية وبالتالي لا يشعرون بما نشعر به، ففي الأحياء الفقيرة يمثل تحريك سعر السلعة جنيهاً واحداً أزمة لبعض الأسر التي تدبر أمورها بصعوبة بالغة.

كيف وقع هجوم مانشستر ؟..

ملابسات وأسرار ملف كامل
زوروا موقعنا