سفير السلطنة في كوريا لـ«الشبيبة»: نتطلّع للتعاون بين الدقم وأكبر الموانئ الكورية

مؤشر الثلاثاء ٢٣/مايو/٢٠١٧ ٠٤:٣٨ ص
سفير السلطنة في كوريا لـ«الشبيبة»: 

نتطلّع للتعاون بين الدقم وأكبر الموانئ الكورية

سول - كاظم العجمي

يؤكد سفير السلطنة المعتمد لدى كوريا الجنوبية، رئيس الجمعية الكورية العربية سعادة محمد بن سالم الحارثي أن السفارة العُمانية في كوريا شاركت في عدد من الملتقيات الاستثمارية في كوريا للتعريف بالفرص والحوافز الاستثمارية، ولمست رغبة الشركات الكورية للمشاركة في ذلك.

وقال سعادته في تصريح خاص لـ«الشبيبة»: «لا شك أن الفرص مواتية لكلا الجانبين، كوريا بإمكاناتها وخبراتها في العديد من المجالات، والسلطنة بالفرص والحوافز الاستثمارية المتاحة في العديد من المناطق الصناعية والمناطق الاقتصادية الحرة لاسيما منطقة الدقم الاقتصادية الحرة، والمشاريع والفرص الاستثمارية المتاحة كذلك في صحار وفي صلالة وغيرها من المناطق».

تعزيز العلاقات

ويوضح أن السفارة تحرص على تعزيز وتوسيع العلاقات لتشمل المجالات المختلفة كالتعليم، والصحة، والطاقة، والتكنولوجيا، والصناعات، واللوجستيات والسياحة وغيرها من المجالات. ويأتي تصريح الحارثي خلال فعاليات النسخة الأولى لملتقى الشباب العربي-الكوري الذي أُقيم في العاصمة الكورية سول، برعاية المؤسسة الكورية للتبادلات الدولية والجمعية الكورية العربية، وبمشاركة نحو 50 شخصاً يمثلون قطاعات مختلفة في اثنتي عشرة دولة عربية من بينها السلطنة.

ويضيف سعادته أن العلاقات العُمانية الكورية تعود لمئات السنين، «حينما التقى التجّار العُمانيون بنظرائهم الكوريين إبان طريق الحرير. وفي العصر الحديث، تأسست العلاقات الدبلوماسية بعد مطلع النهضة المباركة وتحديداً في العام 1974، ويرتبط البلدان بعلاقات ودية ومتينة، وقد توسعت وتشعبت لتشمل مجالات عديدة في الأعوام الفائتة».
ويؤكد سعادته الريادة الكورية التي يجب على الدول العربية الاستفادة منها، فهي رائدة في العديد من الصناعات، إذ تعدّ الأولى في صناعتي السفن والسيارات، ومجالات أخرى كالحكومة الإلكترونية، والتعليم والصحة، والطاقة المتجددة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وغيرها من المجالات.

التعاون بين الموانئ

وحول التعاون القائم بين موانئ السلطنة والموانئ الكورية، خصوصاً أنها تمتلك واحداً من أكبر موانئ الحاويات في العالم، يقول سعادته: «هناك خطوط تعاون ملاحية بين ميناء صحار وميناء بوسان، ونتطلع لأن يكون هناك تعاون بين ميناء الدقم وميناء بوسان في الأعوام المقبلة».

أما عن أبرز مشاريع الشركات الكورية في السلطنة يؤكد سعادته أن كوريا دخلت في المساهمة في تطوير العديد من المشاريع في مختلف المجالات كالإنشاءات والطرق والجسور ومجالات الطاقة والمصافي والبتروكيماويات ومحطات المياه والكهرباء والموانئ والمطارات، مؤكداً الريادة والخبرات الواسعة للشركات الكورية في عديد المجالات.

الترويج للسلطنة

وعن الترويج للسلطنة يكشف سعادته أن السفارة «أطلقت برنامج «مرحباً بكم في عُمان»، وهو عبارة عن سلسلة من الفعاليات الترويجية، التي تنظمها السفارة في مقرها كملتقى شهري يتم من خلاله دعوة طلبة المدارس والجامعات لزيارة السفارة، والتعريف بالسلطنة والنهضة الحديثة والمعالم السياحية والاطلاع على المعروضات التراثية من مختلف بيئات السلطنة». موضحاً أن البرنامج يخصَص أحياناً للمكاتب السياحية بكوريا للترويج السياحي وأحياناً أخرى للشركات الكورية ورجال الأعمال للترويج الاستثماري والتعريف بالحوافز والفرص الاستثمارية المتاحة في السلطنة.

ويشير سعادته إلى أن «ملتقى قادة الشباب العربي الكوري يُعد فرصة للمشاركين لكسب المعارف والخبرات من كوريا من جهة، وفيما بينهم من جهة أخرى، لاسيما أنهم من مختلف الدول العربية ومن مجالات وخبرات متعددة».
ويؤكد سعادته مشاركة السفارة في مختلف الفعاليات الثقافية والفنية المقامة في جمهورية كوريا، وغالباً ما تنظم معرض الصور «ملامح من عُمان» في عدد من المدن الكورية، بالإضافة إلى زيارة الجامعات والمدارس لإلقاء المحاضرات التعريفية عن السلطنة، بالإضافة إلى إقامة معرض أو متحف مصغر في مقر السفارة، يتضمّن معروضات تراثية مختلفة وأركاناً متعددة تعريفية عن تاريخ وثقافة وفنون السلطنة ونهضتها الحديثة، وكذلك تأسيس ركن عُمان في عدد من الجامعات والمراكز الثقافية في كوريا والذي يضم بعض الكتب المختارة عن السلطنة.

الجمعية الكورية العربية

ويترأس سعادة محمد بن سالم الحارثي الجمعية الكورية العربية باعتباره عميداً للسلك العربي، وهي مؤسسة أُنشئت في العام 2008 برعاية وزارة الخارجية الكورية وعضوية رؤساء البعثات العربية المعتمدة في جمهورية كوريا، وممثلين من بعض الشركات الكورية سيما العاملة في الدول العربية.

ويتم انتخاب أمين عام للجمعية العربية الكورية من قِبل الأعضاء بتوصية من وزارة الخارجية الكورية وبموافقة الأعضاء، ويكون عادة بدرجة سفير أو سفير سابق في إحدى الدول العربية. أما رئيس الجمعية ونائبه فيتم بالتناوب بين الجانبين العربي والكوري، فإذا كان الرئيس من الجانب العربي يكون نائبه من الجانب الكوري وهكذا.
وتهدف الجمعية للتفاهم والتقارب بين الشعبين العربي والكوري من خلال الفعاليات الثقافية والفنية العربية التي يتم تنظيمها في كوريا وكذلك في الدول العربية.

زيارات ميدانية

يُذكر أن ملتقى الشباب العربي الكوري انطلق في الخامس عشر من الشهر الجاري واستمر خمسة أيام وحوى العديد من الفعاليات والأنشطة والزيارات لعدد من المواقع التاريخية واللوجستية وبعض المنشآت الحديثة بالإضافة إلى تنظيم زيارات لشركات كورية كشركتي هيونداي وسامسونج. ويهدف الملتقى إلى تعزيز وتنشيط التبادل والتعاون بين كوريا والعالم العربي في المجالات المختلفة.

وخلال أيام ملتقى الشباب العربي الكوري زار المشاركون عدداً من الأماكن الثقافية والمنشآت الصناعية واللوجستية. ومن أبرز الأماكن التي زاروها قصر جيونج بوك جونج التاريخي الذي شُيِّد في العام 1395، وميناء بوسان الذي يُعد أكبر ميناء ترانزيت في شمال شرق آسيا وسادس أكبر ميناء حاويات في العالم، كما زاروا برج لوتي العالمي وهو خامس أطول مبنى في العالم، بالإضافة إلى زيارة مسجد سول المركزي بالإضافة إلى وزارة الخارجية الكورية غيرها من المواقع.