الإيرانيون يفوِّتون عليه الفرصة هل يتغيّر موقف ترامب من إيران بعد فوز روحاني؟

الحدث الاثنين ٢٢/مايو/٢٠١٧ ٠٤:٠٤ ص
الإيرانيون يفوِّتون عليه الفرصة

هل يتغيّر موقف ترامب 

من إيران بعد فوز روحاني؟

مسقط – محمد البيباني

في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى صياغة رؤية جديدة بشأن علاقة بلاده بالعالم الإسلامي خلال زيارته للعاصمة السعودية، يعلن الإيرانيون صراحة تمسكهم بالاتفاق النووي من خلال إعادة انتخاب مهندسه الرئيس حسن روحاني.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد بتفكيك الاتفاق النووي الذي وصفه بأنه «أسوأ صفقة في التاريخ»، بل إنه أمر بمراجعة الاتفاق الشهر الفائت، بحسب ما ذكر تقرير نشره موقع «يو إس إيه توداي» الأمريكي.
ومع أن الإدارة الأمريكية مددت تخفيف العقوبات الممنوحة بموجب الاتفاق النووي، إلا أنها فرضت عقوبات اقتصادية جديدة على تجارب الصواريخ الباليستية الإيرانية.
ويهدف كل من التحركين إلى إظهار موقف إدارة ترامب المتشدد حيال إيران التي تلتزم بالاتفاق النووي في الوقت الحالي. وتستهدف العقوبات الجديدة المسؤولين العسكريين الإيرانيين وغيرهم من المتهمين بتزويدهم بالمواد اللازمة للقذائف الباليستية.
الآن وبعد إعادة انتخاب روحاني وإعلان الشعب الإيراني انحيازه لمعسكر الانفتاح على الغرب... هل يتفهّم الرئيس الأمريكي رسالة الشعب الإيراني ويتراجع عن موقفه السلبي إزاء الاتفاق والذي أعلن عنه مراراً؟

بماذا تعهّد روحاني؟

تعهّد الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد فوزه بانفتاح إيران على العالم وتحقيق الحريات التي يتوق لها شعبها في لغة خطاب متحدية لمعارضيه المحافظين بعد فوزه الحاسم بفترة رئاسة ثانية.
وأعاد روحاني- المعروف عنه أنه عضو معتدل وحذر في المؤسسة- في الانتخابات طرح نفسه كداعم قوي للإصلاح خلال حملة الانتخابات التي توجت بفوزه يوم الجمعة بحصوله على أكثر من 57 في المئة من الأصوات، فيما حصل منافسه الرئيسي القاضي المحافظ إبراهيم رئيسي على 38 في المئة.
وفي أول خطاب تلفزيوني له بعد إعلان النتائج بدا أن روحاني يتحدى القضاة المحافظين علناً من خلال الإشادة بالزعيم الروحي لمعسكر الإصلاح الرئيس السابق محمد خاتمي. وحظرت محكمة ذكر اسم خاتمي علناً في وسائل الإعلام.
وقال روحاني: «رسالة أمتنا في الانتخابات كانت واضحة. الأمة الإيرانية تختار طريق التفاعل مع العالم بعيداً عن العنف والتطرّف».

انتخابات مهمة لأمريكا.. لماذا؟

قال تقرير نشره موقع «يو إس إيه توداي» الأمريكي، إن الناخبين الإيرانيين جددوا ثقتهم بالرئيس المعتدل حسن روحاني وسياسة انخراطه مع الغرب في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في مواجهة رجل الدين المتشدد إبراهيم رئيسي، الذي ينتمي إلى التيار المتشدد، الذي ينتقد الاتفاق النووي مع الغرب. وهذا يُعد ترحيباً شعبياً بخفض التوترات مع الغرب.

ماذا لو فاز «رئيسي»؟

في خطاب متلفز بث قبل الانتخابات، حث علي خامنئي الناخبين على التصويت بكثافة حتى يرسل الناخبون رسالة إلى الولايات المتحدة وحلفائها، بمن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفاً إياه بأنه «رئيس وزراء النظام الصهيوني المثير للشفقة».
ووصف خامنئي الانتخابات بأنها «ملحمة شعبية كبيرة»، وبينما «غرقت منطقة الشرق الأوسط في حالة قلق، فإن إيران تجري انتخابات سلمية وآمنة».
ونقل تقرير الموقع الأمريكي عن ناصر هاديان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران الذي يدعم روحاني، قوله إنه إذا فاز رئيسي فمن المرجح أن يحافظ على الاتفاق النووي ولكنه سيتخذ موقفاً أصعب بكثير من روحاني في المطالبة بتخفيض العقوبات الاقتصادية تماماً.
أتاح الاتفاق النووي لإيران تصدير النفط إلى أسواق رئيسية وتوقيع صفقات تبلغ قيمتها بليون دولار لتحديث أسطولها التجاري المتقادم. ويبقى تجميد الخدمات المصرفية والمالية.
وقال هاديان: «رئيسي يعرف أن الصفقة تحظى بشعبية مع معظم الإيرانيين، ولهذا السبب يقول إنه سيتمسك بها. إنه سيطبقه بشكل أكثر قوة، وهذا يعني أن الطرف الآخر (الغرب) يحتاج إلى الوفاء بوعوده، وبغض النظر عمّا يقوله ترامب، وسواء كان الفائز روحاني أو رئيسي، فكلاهما سيلتزم به».
شادي بهزاد، 22 عاماً من طهران، هي مؤيدة لروحاني وتدرس إدارة الأعمال. وقالت إنها قررت التصويت بعد مشاهدة المناظرات وتعتقد أن الرئيس روحاني ساعد على خفض تكلفة الرعاية الصحية وغيرها من الضروريات. وقالت: «إنني أخشى من أن الوضع لن يتحسّن في إيران إذا لم يفز».
لكن أبولفزل زاري (21 عاماً) وهو طالب في طهران يدرس اللغة الإنجليزية، قال إن رئيس هو الخيار الأفضل. وأضاف: «إن الدبلوماسية مهمة، ولكن لا يجب أن نعطي قيمة أكبر للدول الأجنبية أكثر من شعبنا».

ماذا بعد فوز روحاني؟

قالت الولايات المتحدة أمس الأول السبت إنها تأمل أن يوقف الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد إعادة انتخابه دعم بلاده «لقوى زعزعة الاستقرار» وأن ينهي تجارب الصواريخ الباليستية وأن يجري إصلاحات ديمقراطية خلال فترة ولايته الثانية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في العاصمة السعودية الرياض حيث يرافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «إذا كان روحاني يرغب في تغيير علاقة إيران بباقي دول العالم فإن هذه الأمور هي التي يمكنه القيام بها».
وقال مسؤولون سابقون ومحللون أمريكيون لوكالة رويترز للأنباء إن إعادة انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني لن تغيّر على الأرجح التشكك الذي تنظر به الإدارة الأمريكية إليه بوصفه الوجه المعلن لحكومة معارضة لمصالح ولحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
زميل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والمتخصص السابق في شؤون إيران بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية رويل مارك جيريشت قال: «أعتقد أن إدارة ترامب ستظل متسقة تماماً إزاء هذه المسألة. لذا لا أتوقع أي تغيير» في السياسة الأمريكية تجاه إيران.
وأضاف أنه رغم الصفقة النووية ما زالت الولايات المتحدة تعتبر إيران «دولة راعية للإرهاب».
أما الخبير في معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن أحمد مجيديار، فقد توقع زيادة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران فيما يتعلق بالعراق وسوريا.
وقال مجيديار: «واشنطن وطهران حليفتان فعليتان في الحرب ضد داعش». وأضاف: «لكن الآن وبعد أن صار داعش على وشك الهزيمة نرى علامات على توترات بين قوات الفصائل المدعومة من إيران والقوات الأمريكية».