وكالات - ش
في أوج الحملات العاتية التي كانت تواجه النجم البرتغالي الدوليّ، كريستيانو رونالدو، مهاجم وجناح فريق ريال مدريد، منذ بداية الموسم، والتي شككت في قدراته، بل أجزمت بأنه يعيش موسمه الأخير مع الفريق، فاجأهم التوماهوك بمستوى مبهر هو الأفضل له ربما منذ مواسم.
حيث قاد الدون الفريق الملكي الى المباراة النهائية من بطولة دوري أبطال أوروبا، وعلى بعد خطوة واحدة من حصد لقب الدوري الإسباني، عبر تقديم مردود فني مذهل، وتحوله الى ماكينة تهديف لا تهدأ من هز شباك المنافسين، لكن هناك سبب لهذا التألق الذي جاء بعد بداية الموسم المخيبة، والتي جعلت حتى جماهير ريال مدريد تنتقده داخل ملعب سانتياغو بيرنابيو، وهو الأمر الذي كان صعبًا على ابن ماديرا، وهذا السبب، بل الفضل.. يعود الى شخصٍ واحد، هو الفرنسي زين الدين زيدان.
فماذا فعل زيزو للدون وجعله يتوهج من جديد؟
لعل ما فعله زيدان هذا الموسم مع رونالدو، هو نتاج خبرة كروية في الملاعب لواحد من أساطير الساحرة المستديرة عبر التاريخ، حيث استطاع أن يستشف مبكرًا المشكلة التي ربما قد تعرقل تألق الدون هذا الموسم، بسبب عدم حصوله على راحة كافية بعد مشاركته مع منتخب بلاده في بطولة يورو 2016 الصيف الفائت، فضلا عن عودته منها مصابا، بجانب تقدم عمره ووصوله الى عامه الثاني والثلاثون.
وهذا ما جعله يصمم على تطبيق فكرة اراحة الأسطورة المدريدية، في العديد من المباريات، بالرغم من الاصابات التي طالت الفريق، وغياب نجوما آخرين، فضلا عن عقوبة الفيفا والحرمان من ابرام تعاقدات، وهو تحدي نجح زيزو في تخطيه بكل ثقة.
بل أنه نجح في اقناع رونالدو نفسه بقبول هذا الأمر، وهو المعتاد على المشاركة باستمرار في المباريات، بل أنه ابدى انزعاجه في العديد من المرات من قرار زيدان، وحاول مواجهته وعدم الانصياع له، ولكن قوة شخصية الفرنسي، ورجاحة عقله وصبره، جعلته يتعامل مع هذا الموقف بذكاء.
ولعل الجميع يتذكر، ردة فعل رونالدة الغاضبة تجاه زيدان، عندما استبدله قبل نهاية مباراة الفريق أمام لاس بالماس، ولكن الفرنسي عرف كيف يتعامل مع هذه الغضبة العلنية، حيث نجح في ترويض جموح الدون، الراغب في مواصلة اللعب كل دقيقة.
لذا فالحالة الفنية المبهرة التي ظهر عليها الدون بنهاية الموسم، هي نتاج الثقة التي بثها زيزو في نفسه حتى في الاوقات التي كان يقدم فيها مردود غير جيد، وايضا نتاج الحالة البدنية الرائعة بسبب اراحته في مباريات عديدة.
وهذا هو الفارق الذي يحدثه مدرب مع أفضل نجومه.. ويصبر على تردي مستواه، ويدفعه للتألق، مدرب آخر كان من الممكن ان يطالب برحيل نجمه الذي هبط مردوده، ويبحث عن نجم جديد، خاصة مع فريق بحجم الميرينغي، لكن زيزو تمكن من انتشال الدون من مستنقع التيه الفني وجعله يرتقي الى القمة مجددًا.