يعد الأول من نوعه على مستوى السلطنة.. تدشين مشروع الاستزراع السمكي النباتي بـ"سمائل"

بلادنا السبت ٢٠/مايو/٢٠١٧ ١٤:١٨ م
يعد الأول من نوعه على مستوى السلطنة.. تدشين مشروع الاستزراع السمكي النباتي بـ"سمائل"

سمائل ـ صالح بن فايز الرواحي

أوضح - التخصصي بالمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني المهندس خليفة بن بدوي حجي بأنه لم يكن اختيار فلج بلدة لزغ بولاية سمائل لأول فكرة مشروع الاستزراع السمكي النباتي واستغلال الطاقة الشمسية في الري في بيئة الافلاج ، عشوائيا ، ولكن معايير تحققت في هذا الفلج ، منها الوفرة و الاستدامة المائية ، وجودة المياه والقرب المكاني من محافظة مسقط، ودعم الأهالي للفكرة ومساندتها.

جاء ذلك في كلمة ألقاها في احتفال نظمه المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني صباح يوم الخميس الفائت بمجلس لزغ بولاية سمائل برعاية رئيس جامعة نزوى د. أحمد بن خلفان الرواحي بتدشين أول مشروع للاستزراع السمكي باستخدام مياه الافلاج على مستوى السلطنة بقرية لزغ التابعة لولاية سمائل ، وقال: لقد برزت فكرة دراسة الأنظمة البيئية المرتبطة بالمياه العذبة والتي تمثلها الأفلاج ، كون الأفلاج أن تعتبر من روافد الحضارة العمانية ، التي لا تزال تنبض بالحياة.

فهي تنقل لنا سجلا تاريخيا وحضاريا يكشف لنا مدى عظمة الإنسان االعماني ورقيه وتقدمة على مر العصور ، ولا يزال الفلج بهيبته المكانية ، بكفاءته الهندسية ، ببراعته الادارية ، التي اذهلت كل من عرف الفلج وكشف عن هويته ، لهذا كله سعى المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بالتعاون مع احدى المنظمات الاجنبية وجامعة نزوى ممثلة في وحدة الأفلاج لدراسة البيئة المرتبطة لفلج لزغ كنموذج مثالي للأفلاج العدية ، حيث اشتمل المشروع على دراسة التنوع الحيوي لبيئة الفلج ، ومسح أنماط الزراعات المروية بالفلج ، والحيازات ، وتخطيط مسارات السواقي من أم الفلج وحتى نهاية المنطقة المزروعة باستخدام المسح المكاني ونظام المعلومات الجغرافية ،كذالك مسح سجلات الفلج الإدارية . ولم تنس الدراسة قياس جودة المياه التي اثبتت أنه ذات جودة عالية شجعت إقامة المشاريع .

المدير التنفيذي للمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني ، د. سيف بن راشد الشقصي يقول: إن هذا النوع من المشاريع يشكل نقلة نوعية في اقتصاديات الواحات المرتبطة بالافلاج لذلك حرصنا ان ننفذ مشروع يعنى برفع الاقتصاديات الموجودة في هذا الفلج وكلما ارتفعت الاقتصاديات والعوائد ادى ذلك الى استدامة الافلاج في السلطنة ، واثبت هذا المشروع نجاحه وهو يستخدم تقنيات حديثة وبالتالي من المتوقع ان ينتشر هذا المشروع وندعو اصحاب الافلاج في السلطنة الى تطبيق مثل هذه المشاريع التي تعود بفوائد تعمل على استدامتها.

أما رئيس جامعة نزوى د.أحمد بن خلفان الرواحي فيقول : لاشك ان الافلاج في الحياة العمانية هي رمز حيوي لاستمرار الحياة على هذه البقعة من العالم والاهتمام بكل مكوناتها عمل لابد أن تتضافر كل الجهود فيه ويأتي دور وحدة بحوث الافلاج في جامعة نزوى من هذا المنطلق في البداية لتأطير العمل البحثي وصون الإرث المعرفي لهذه الأفلاج ونقلها للأجيال القادمة بطريقة علمية والتعاون مع الأهالي أصحاب الافلاج في تطوير استخدامات هذا الفلج بما يحقق الاستدامة المطلوبة. وأكد الدكتور على إمكانية اسقاط المشروع على العديد من الافلاج وهناك افكار أخرى غير هذه الفكرة ولكن كل الافكار تحتاج الى دراسة وتجريب ميداني ثم التغلب على التحديات التي قد تواجه أي مشروع قبل تعميمها.

ويقول وكيل فلج لزغ المقام عليه المشروع حمود بن محمد الحسيني : إن تجربة مشروع الإستزراع السمكي باستخدام مياه الأفلاج تجربة ناجحة وقد ظهر ذلك من خلال زيادة دخل الفلج الاقتصادي حيث كان الدخل الذي يعود على فلج لزغ متذبذبا والآن أصبح للفلج دخل ثابت أكثر من 200 ريال عماني شهريا ونأمل مواصلة زيادة الدخل من خلال زيادة حجم المشروع ليصل إلى 500 ريال عماني شهريا خلال المستقبل القريب ، وأضاف الحسيني قائلاً : الحكومة تبذل أقصى ما في وسعها في أنجاح مثل هذه المشاريع التي تعود بالمردود الاقتصادي للمواطنين وبقي على المواطنين اقتناص مثل هذه الفرص لزيادة دخل الأفلاج مع استخدام التقنيات الحديثة.

لعل من أبرز سماة مشروع الإستزراع السمكي النباتي ببلدة لزغ بولاية سمائل هي المشاركة المجتمعية من أبناء ولاية سمائل في تنفيذ وتبني هذا المشروع الذي سيكون له عوائد إقتصادية ، وبيئية وإجتماعية لأبناء الولاية ، حيث يشتمل المشروع الرئيسي على أربعة مشاريع متنوعه وهي (الاستزراع السمكي ، الاستزراع النباتي ، نظم الري الحديثة بالطاقة الشمسية ، تطوير فتحات السواقي على يعد النظام البيئي للمياه العذبة (لأفلاج) أحد الأنظمة الضرورية وذلك لما يقوم به من دور كبير في توفير الخدمات المباشرة مثل مياه الشرب والري، وتوفير الملاذ الآمن والجذب البيئي للتنوع الحيوي، حيث يشكل موطنا للعديد من النباتات، الاعشاب، اللافقاريات، الزواحف، بعض اسماك المياه العذبة وغيرها من الكائنات الحيوية الأخرى.

وقد برهنت الأفلاج على قدرة الإنسان العماني وعزيمته الكبيرة في بناء الحضارة، إذ شكلت الأفلاج منذ ظهورها وانتشارها في ربوع السلطنة أنوية التقدم والمدنية لما منحته هذه الأنظمة من مقومات الحضارة الإنسانية وأسباب الإستقرار الإجتماعي ووفرت بيئة مناسبة للإنسان والحياة الفطرية.

ولأهمية الأفلاج البيئية فقد نفذ المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة هذا المشروع بهدف دراسة المفردات البيئية المرتبطة بالمياه العذبة "الأفلاج "عن طريق نظام مستدام يتمثل في الأفلاج، وقد تم إختيار أحد الأفلاج الداودية الذي يتميز بقوة وثبات تدفقه على مدى العام وهو فلج لزغ بولاية سمائل .. اشتملت الدراسة على مسح لمختلف أشكال الحياة الفطرية وتم تسجيل اكثـر من 60 صنفا من النباتات البرية النامية الى جانب المحاصيل الزراعية ، وقد تم التوصل إلى كل السجلات الخاصة بالفلج ووضعت في نسخه إلكترونية لتسهيل الرجوع إليها وتطويرها في المستقبل.