بماذا تنبئ اتجاهات الناخبين في استحقاق الغد مَن هو الأقرب إلى رئاسة إيران؟

الحدث الخميس ١٨/مايو/٢٠١٧ ٠٤:٤٦ ص

مسقط - محمد البيباني

أكثر من 56 مليون إيراني يحق لهم التصويت يوم غد الجمعة في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة والتي ستجري أيضاً بالتزامن في الخارج في 103 دول في مقار السفارات والقنصليات الإيرانية بالخارج، وفي 279 مركزاً انتخابياً، يصوّت فيها 2.5 مليون إيراني مقيم في الخارج.

تنطلق غـــداً الجولـــة الأولى والتي من المستبعد أن تكون حاسمــة لصالح أحـــد المترشحيـــن الأربعــة، بعد انسحاب كل مـــن المحافظ باقر قاليباف رئيس بلدية طهران، من السباق، والنائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري، وفي حال تعذر حصول أيهم على 50 % + 1 من الأصوات تجرى جولة إعادة في 26 مايو.
وفي الوقت الذي لم يفشل فيه أي رئيس إيراني على الإطلاق في الفوز بولاية ثانية، فإن السياسة لا يمكن التنبؤ بها..
هل يفعلها الرئيس روحاني ويجني ثمار إنجازه الكبير الخاص بالاتفاق النووي أم إن الناخب الإيراني له رأي آخر؟

بماذا تنبئ الساعات الأخيرة؟

قبيل ساعات من انتهاء المهلة المحددة لانتهاء حملات الدعاية الانتخابية والدخول في الصمت الانتخابي، حشد التيار المحافظ في محافظات إيران المختلفة أنصاره، وفي العاصمة طهران التي تحتوي على الكتلة الانتخابية الأكبر، نظّم التيار المحافظ في إيران تجمعاً شعبياً وُصف بأنه الأكبر لمرشحه إبراهيم رئيسي المدعوم.
وشارك في المؤتمر المرشح المحافظ محمد باقر قاليباف الذي أعلن انسحابه من السباق الرئاسي لصالح رئيسي، ودعا أنصاره للتصويت لصالح الأخير.
في الجهة الأخرى أعلن نائب روحاني الانسحاب لدعمه، وبعد انسحاب الاثنين أصبحت المنافسة تنحصر بين المرشح المحافظ إبراهيم رئيسي ومرشح التيار الإصلاحي الرئيس الحالي حسن روحاني.

اختبار صعب للرئيس

يواجه الرئيس الإيراني حسن روحاني اختباراً صعباً لإعادة انتخابه لولاية ثانية في انتخابات الغد، إذ يتنافس على منصب الرئاسة- بجانب روحاني- ثلاثة مرشحين آخرين.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، ينقسم المرشحون بين المحافظين المتشددين الذين يؤكدون عزمهم الصارم على مبادئ ثورة 1979 الإسلامية في إيران، وما يُسمون بالإصلاحيين الذين يعتبرون أكثر اعتدالاً ومرونة.
يرجع الفضل للرئيس الإيراني- وهو رجل دين معتدل له باع طويل في التسلسل الهرمي السياسي- في التفاوض بشأن اتفاق العام 2015 مع القوى العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة، الذي أنهى العزلة العالمية الإيرانية عن طريق تخفيف العقوبات الاقتصادية في مقابل القيود المفروضة على أنشطتها النووية. وصف روحاني فوزه في انتخابات العام 2013 على منافسيه المحافظين بأنه «انتصار الحكمة والاعتدال والتقدم والوعي والالتزام والتدين على التطرّف والسلوك السيء».
لكن المحافظين هاجموا سياسة روحاني «الناعمة»- بحسب وصفهم- تجاه الولايات المتحدة، والتسامح مع الثقافة الغربية. كما انتقدوه بشدة على ما وصفوه بتنبئه المضلل بأن الاتفاق النووي سيبشر بازدهار اقتصادي في إيران، إذ ما زالت معدلات البطالة عالية والاقتصاد هو القضية الأكثر إلحاحاً للحملة. ومع ذلك، يعتبر روحاني هو المرشح الأول الأوفر حظاً بالفوز في الانتخابات.

ماذا تقول استطلاعات الرأي؟

تشير استطلاعات رأي غير رسمية، إلى أن حسن روحاني سيفوز في الانتخابات، لكن من غير الواضح ما إذا كان سيحصل على أكثر من 50 % من الأصوات كي يتفادى خوض جولة إعادة يوم 26 مايو أم قد يضطر لحسم السباق خلال الإعادة.
في السابع من مايو الجاري كشف مركز الإحصاء في جامعة طهران، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني وعمدة طهران محمد باقر قاليباف، تصدرا نتائج استطلاع رأي حول المرشح المفضّل لدى الإيرانيين لتولي منصب الرئاسة.
وأفاد المركز، في بيان، أن الاستطلاع الذي أجراه «كشف أن الرئيس الحالي والمرشح في الانتخابات الرئاسية حسن روحاني، سيحصل على 34 % من أصوات الناخبين، فيما حلّ بالمرتبة الثانية وبنسبة 28 % عمدة طهران محمد باقر قاليباف وحلّ مرشح تيار المحافظين، إبراهيم رئيسي، ثالثاً في الاستطلاع بنسبة 16 %، بينما جاء في المراكز الأخيرة كل من معاون الرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري بنسبة 2 % والمرشح الإصلاحي مصطفى هاشمي طبا بنسبة 1 % فقط وبالنسبة نفسها المرشح مصطفى مير سليم.
قبلها وفي آخر أيام شهر أبريل الفائت أظهرت استطلاعات رأي لنتائج أولى المناظرات الانتخابية التي جرت في الثامن والعشرين من الشهر نفسه، تراجعاً بشعبية الرئيس روحاني، وتصاعد الآراء المؤيدة للمرشحين الآخرين محمد باقر قاليباف وإسحاق جهانجيري.
وأفادت وكالة تسنيم للأنباء أن أولى استطلاعات الرأي التي قامت مراكز متخصصة في هذا المجال بإجرائها حول نتائج أول مناظرة جرت الجمعة بين المرشحين الـ6 للانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران، أظهرت تراجعاً بشعبية الرئيس الحالي والمرشح حسن روحاني، وتزايداً بنسبة الآراء المؤيدة للمرشحين محمد باقر قاليباف الذي يشغل حالياً منصب عمدة العاصمة طهران، وإسحاق جهانجيري النائب الأول الحالي لرئيس الجمهورية.

الاتفاق النووي.. كلمة السر

لا شك أن الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس روحاني سيكون له تأثير كبير على توجهات الناخبين، وهو ما أشار إليه الرئيس الإيراني السابق والزعيم الإصلاحي محمد خاتمي، والذي ثمّن انسحاب المرشح الإصلاحي ونائب روحاني من سباق الانتخابات الرئاسية، داعياً لانتخاب الرئيس الإيراني الحالي والمرشح للرئاسة لولاية رئاسية ثانية، بحسب بيان نشره موقعه الإلكتروني.
ويدعو خاتمي الناخبين في إيران لانتخاب روحاني لفترة أخرى ودعم سياسته الرامية لإنهاء عزلة إيران عن باقي العالم.
وفي السابق قال خاتمي في رسالة بالفيديو نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي «بدأنا طريقاً مع روحاني ووصلنا لمنتصف الطريق. نجحنا في حل بعض المشاكل وما زالت هناك مشاكل أكبر تتطلب منا الحل على هذا الطريق الصعب معه. حان دوركم الآن لتجديد تصويتكم لروحاني العزيز من أجل دفع الأمل لمستقبل أفضل».
في سياق الاتفاق النووي كذلك، لا يمكن عزل موقف إسرائيل الرافض له عمّا ذهب إليه تقرير لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية حين قالت إن فرص فوز المرشح الإصلاحي في سباق الانتخابات الإيرانية حسن روحاني قليلة، معلِّلة ذلك أن «روحاني» أطلق العديد من الوعود خلال فترة رئاسته لإيران لم يتحقق منها أي شيء.
وأضافت الصحيفة أن روحاني وعد بمزيد من الحريات وفي مقدمتها حرية التعبير والرأي والتظاهر لكن لم يتحقق منها شيء، موضحة أن شعبيته ما زالت محل اختبار وذلك قبل 3 أيام من إجراء الانتخابات الرئاسة الإيرانية.