السلطنة تدخل عصر «الزراعة الذكية»

مسقط - فريد قمر

في نطاق الجهود التي تُبذل من قِبل وزارة الزراعة لتعزيز الأمن الغذائي؛ بدأ القطاع الخاص، وتحديداً المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بأخذ زمام المبادرة والاستثمار في تقنيات زراعية ذكية تقلّل من استخدام المياه بنسبة كبيرة وتستغني عن التراب التقليدي، بما يزيد الإنتاجية ويوفر من استخدام الأراضي.

هذا ما أبرزه معرض «أجرو عُمان» الذي يُعقد في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، حيث تلفت أساليب الزراعة غير التقليدية التي بدأت تنتشر في السلطنة، ومن بينها الزراعة المائية، أنظار جميع الزوار.
المهندس أحمد الفقي، من شركة زراعة المستقبل، يؤكد أن تلك التقنية توفر المياه بنسبة 70 أو 80 في المئة، وتقوم فكرتها على الزراعة في أنابيب ومن دون تربة.
ويضيف الفقي في تصريح خاص لـ«الشبيبة» أن الزراعة المائية توفر العناصر الرئيسية التي يحتاجها النبات في المياه من خلال «أغذية» توضع في المياه بنسب مدروسة بحسب كل صنف. ويقول: «إن قوة الزراعة المائية هي إمكانية الزراعة الرأسية إذ يمكن وضع أنابيب على شكل رفوف وهذا ما يستحيل تحقيقه في الزراعة التقليدية، وبالتالي بالمساحة ذاتها يمكن إنتاج أضعاف ما تنتجه الزراعة التقليدية».
ويؤكد أن الزراعة المائية تساعد في تحقيق «الزراعة البيتية» بحيث يمكن لأي إنسان أن يزرع داخل منزله ما يحتاجه من بقول وخضروات.
وإذا كانت الزراعات للاستخدام الإنساني تشكّل حاجة أساسية، فإن الزراعات التي تستخدم كأعلاف أو أطعمة للحيوانات لا تقل أهمية عن الزراعات الأخرى، بحسب ما يشرح المدير العام لشركة الإتقان للمشاريع والخدمات سعيد البلوشي. ويقول البلوشي في تصريح خاص لـ«الشبيبة» إن الشعير أساسي للتسمين ولإدرار الحليب لدى المواشي.
ويشرح البلوشي أن تقنية «استنبات الشعير» تمكِّن من إنتاج ربع طن من الأعلاف من غرفة لا تتعدى مساحتها 15 متراً مربعاً.
ويضيف البلوشي أنّ «إنتاج طن واحد من الشعير بالتقنية الذكية يحتاج 600 لتر من المياه فقط، في حين أنه لو زُرع في الأرض سيحتاج من 4 إلى 5 آلاف لتر».
وعن توفير الوقت يؤكد أن إنتاج الشعير الذي يكون خلال 7 أيام في الغرف، يحتاج إلى شهر ونصف في الطبيعة، فضلاً عن إمكانية زراعته طوال السنة، بينما لا يُزرع الشعير بالطريقة التقليدية إلا في الشتاء.
وعن التكلفة يقول: «إن التكلفة الأساسية هي التي تدفع في المرة الأولى، لكن بعد أن يركب النظام تصبح تكلفة إنتاج الطن الواحد نحو 20 ريالاً عمانياً، بينما إذا أراد المزارع شراء الكمية من السوق فهي تزيد عن 120 ريالاً عمانياً».