القاهرة - العمانية
تشكل «حديقة الأورمان» بمحافظة الجيزة بمصر وجهة سياحية للكثير من المصريين الباحثين عن متنفس في وسط زحام القاهرة، وتعتبر الحديقة من المزارات الترفيهية والأساسية بالمحافظة.
ويقصد «حديقة الأورمان» التي تعد أحد أكبر الحدائق النباتية في العالم الكثير من العائلات لقضاء الإجازة وسط الزهور والورود والأشجار المتنوعة بالاضافة الى المقبلين على الزواج لالتقاط الصور التذكارية وسط مناظر الحديقة الخلابة.
وتتميز الحديقة بموقعها الاستراتيجي حيث تقع بجانب كل من جامعة القاهرة وهي أقدم واهم الجامعات المصرية وحديقة الحيوانات كما تقع بالقرب من احياء الدقي والمنيل والهرم وبجوار العديد من سفارات الدول الاجنبية في مصر.
ويبلغ سعر تذكرة دخول «حديقة الأورمان» جنيهاً مصرياً واحداً فقط وهو ما يجعل دخولها متاحاً لملايين المصريين، وتفتح ابوابها من الساعة الثامنة والنصف صباحا حتى الساعة الرابعة عصرا، بينما يتم تمديد ساعات الزيارة في أيام الأعياد والمناسبات.
وتشير المعلومات المدونة بمحافظة الجيزة الى ان الحديقة أنشئت في عهد الخديوي إسماعيل سنة 1875، بهدف توفير ما تحتاجه القصور الخديوية من فاكهة وأصناف منتقاة من أشجار الموالح والمشمش والتوت ونخيل بلح الزغلول التي تم استجلابها من جزيرة صقلية.
وجاءت فكرة انشاء الحديقة عندما زار الخديوي إسماعيل غابات «بوادي بولون» في باريس، واعجب بها كثيرا فقرر إنشاء حديقة الأورمان لنقل ما شاهده في غابات بوا دي بولون بمساعدة خبير فرنسي يدعى (Cheverlei) ومعه الفلاح المصري إبراهيم حمودة، ولهذا صممت الحديقة على الطراز الفرنسي.
وعرفت الحديقة في البداية باسم «حديقة الليمون» نظرا لاحتوائها على انواع عديدة من الحمضيات، لكن أضيف اليها بعد ذلك الورود والاشجار وغيرها من انواع النباتات لتصبح حديقة شاملة، كما تم إدخال بعض النباتات والاشجار الاجنبية اليها كأشجار البن والقرفة والغاب الهندي والكافور وبعض النباتات المائية وتبلغ مساحة الحديقة 28 فداناً.
وتضم الحديقة عدداً من المشاتل واماكن مخصصة لإكثار وتربية نباتات الزينة ونباتات نادرة، كما تضم عدة حدائق متخصصة مثل حديقة خاصة «بنبات عصفور الجنة» و »حديقة الورد» و »حديقة النباتات الشوكية و «العصارية» و »حديقة الصبار» و »حديقة خاصة بألعاب الأطفال».
كما تحتوي »حديقة الأورمان» على قسم «المعشبة» الذي يوجد به نباتات مصبرة بطريقة علمية وقسم آخر لتبادل البذور بين الحديقة والمراكز البحثية والحدائق النباتية بجميع بلاد العالم.
وتحتوي كذلك على نحو 20 ألف نبات وشجرة بينها أكثر من 30 صنفا من اصناف النخيل بالاضافة الى انواع مميزة من الصبار وزهرة اللوتس التي تعد من اقدم الزهور في العالم.
ويقام «بحديقة الأورمان» سنويا معرض زهور الربيع الذي تنظمه وزارة الزراعة المصرية في شهر ابريل وتشارك فيه عدد من الشركات بافضل انواع الزهور ونباتات الزينة، والتي توضع في زهريات بشكل متناسق ثم يقوم الجمهور بزيارة المعرض وشراء ما ينال اعجابهم، وتقدم الشركات خلال هذا المعرض خصما يمكن ان يصل الى 20 بالمائة على مبيعات الزهور والنجيلة وحدائق الفيلات وغيرها.
ويوجد عند مدخل الحديقة بوابة حديدية ضخمة، وأول ما يقابل الزوار عند دخولهم المروج الكبيرة التي تحيط بها الأشجار فيما توجد نافورة في وسط الممر، وبعدها جسر خشبي فوق بحيرة صغيرة زرعت فيها العديد من الأنواع النادرة من النباتات المائية بما في ذلك اللوتس المصري الشهير.
وقال رئيس الإدارة المركزية لحديقة الأورمان عمرو ربيع: «إن الحديقة تضررت ابان اعتصام نهضة مصر وما تبعها من احداث، حيث شهدت هدم البوابات ودمرت أنابيب الري التي تغذي الحديقة بالماء، كما تضررت المروج التي تشكل حوالي ثلاثة أرباع مساحة الحديقة.
واشار الى تشكيل لجنة تضم ممثلين عن محافظة الجيزة و وزارة الزراعة والمنظمات غير الحكومية من اجل وضع استراتيجية لإعادة تأهيل الحديقة وتطويرها لا سيما وانها تشبه بموقعها متحفا في الهواء الطلق، وتضم نحو الف نوع من النباتات الموزعة عبر جنبات الحديقة.
واضاف ان اسم الحديقة »الأورمان» يعني الغابات أو الخشب باللغة التركية، وتتميز بوجود حديقة الورود داخلها على مساحة فدانين، بالاضافة الى حديقة النباتات الطبية البرية، واشجار الصفصاف والبلوط والصمغ العربي والصنوبر والزنجبيل والمطاط وغيرها.