متابعة – عمر الوهيبي
ما زالت وقائع القضية التي هزت الدوري العُماني في الأيام الفائتة مستمرة وهي قضية تصريحات مدرب نادي الرستاق محمد البلوشي الذي خرج بتصريحات جريئة يتهم فيها بعضاً من لاعبيه بالتساهل، وتعمد خسارة الفريق أمام الخابورة في مباريات دوري عمانتل للمحترفين، وهي النتيجة التي هبطت بالفريق رسمياً إلى دوري الدرجة الأولى، وكانت “الشبيبة” أجرت تحقيقا قبل اتهامات البلوشي مع المحللين والمدربين والمتابعين، والذين أكدوا وجود التساهل أو التلاعب في بعض مباريات الدوري لكن أن يخرج مدرب بهذه الشجاعة، ويعلن بكل صراحة أن لاعبيه تعمدوا خسارة الفريق فهذه حادثة هي الأولى من نوعها في تاريخ البطولات العمانية، خرج البلوشي وتحمل مسؤولية كلامه قائلا بكل صراحة: هناك بعض اللاعبين من فريقي تعمدوا الخسارة أمام الخابورة، وهو تصريح خطف الأضواء في الرياضة العمانية، وتناقلته مختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ أشاد البعض بجرأة المدرب وشجاعته فيما طالب البعض بالوقفة الجادة من رابطة المحترفين ومعاقبة من تسبب في التلاعب والتحقيق في هذه التصريحات، ودراسة الحادثة بشكل قانوني للقضاء على هذه المشكلة التي تؤثر في الرياضة سلباً.
التصريح لن يمر مرور الكرام
وأكد النائب الأول لرئيس الاتحاد العماني لكرة القدم ورئيس لجنة المسابقات محسن المسروري أن تصريحات مدرب نادي الرستاق محمد البلوشي جاءت في الوقت المناسب حتى يضع اتحاد الكرة حلولاً جذرية لهذه الإشكالية التي تعاني منها الكرة العمانية في كل موسم تقريباً، وقال المسروري آن الأوان لكي تعود لجنة الأخلاق والنزاهة إلى العمل وتقصي الحقائق في ما يتعلق بالتلاعب بنتائج المباريات، خصوصاً في الجولات الأخيرة من الدوري، مشيراً إلى أن لجنة الأخلاق والنزاهة تم اعتمادها سابقاً، ولكن مع الأسف توقفت عن العمل والآن. وأوضح رئيس لجنة المسابقات أن الرابطة حولت تصريحات البلوشي إلى لجنة الانضباط، التي بدورها ستدرس الموضوع من كل النواحي قبل صدور القرارات. وأوضح أن هذه الحادثة تعد سابقة في دورينا إذ لم يسبق لأي مدرب بأن خرج بتصريحات مماثلة لذلك لجنة الانضباط ستقوم باتخاذ القرارات المناسبة، خصوصاً أن النظام الأساسي للاتحاد العماني لكرة القدم المعتمد من قبل الاتحاد القاري والدولي واضحاً في ما يتعلق بالتلاعب بنتائج المباريات والتي يترتب عليها عقوبات صارمة.
مؤشر خطير
تساءلت الجماهير العمانية والمتابعون للدوري العماني هل سيتم الجلوس مع المدرب للتأكد من هذه الحادثة من قبل رابطة المحترفين العمانية؟
وهل ستتم مساءلة اللاعبين الذين تعمدوا هزيمة فريقهم والتحقيق معهم واتخاذ العقوبات والإجراءات القانونية ضد من تسبب في هذه الحادثة أم أن الواقعة تمر مرور الكرام دون أي تدخل من قبل الاتحاد العماني لكرة القدم ورابطة المحترفين العمانية؟ الجماهير العمانية من خلال وسائل التواصل الاجتماعية طالبت بضرورة دراسة هذه الواقعة واستدعاء المدرب واللاعبين الذين تسببوا في هذه الحادثة، وأن لا تمر الحادثة مرور الكرام، خاصة أن هذا مؤشراً خطيراً يهدد الكرة العمانية والدوري بشكل عام، نعم ندرك جميعاً بوجود التلاعب في بعض المباريات، وربما هذا ليس في السلطنة فقط بل في معظم الدوريات العربية، ولكن هذه الحادثة تختلف لأن هذه المرة الحادثة ظهرت بوجود أدلة والدليل هو مدرب فريق يتهم لاعبيه بالتساهل وتعمد الهزيمة! هنا يجب أن تكون هناك وقفة حقيقية من قبل القائمين والمسؤولين على الدوري العماني.
عقوبة بطريقة أدبية
اللاعب المونديالي ونجم منتخبنا الوطني سابقا محمد عامر الكثيري كان له رأي في هذا الموضوع فهو اختلف مع تصريحات المدرب علنا، لكنه طالب بعقوبات أدبية على من تسبب في هذه الحادثة، وحول تصريحات مدرب الرستاق محمد البلوشي والحادثة التي خطفت الأنظار في الأيام الفائتة قال الكثيري في تصريحاته لـ “الشبيبة”: كنت أتمنى أن لا تصل مثل هذه الأحداث للإعلام، لأننا مجتمع محافظ ولنا عاداتنا وتقاليدنا العمانية الأصلية، مثل هذه الأحداث تخرج في أوروبا لسبب واحد وهو الانفتاح التام وهناك رؤوس أموال وراء هذه الأندية فمن الطبيعي أن يتهم الآخر زميله أو مدربه أو الآخرين، ولكن نحن نختلف عنهم جذريا في كل شيء، نعم قد يكون هناك تساهل أو تراخٍ أو أي تفسير آخر غير التفسير والتشهير الذي وصل إلى الإعلام، أنا أحترم رأي الكابتن محمد البلوشي ولكن أختلف معه في طرح الموضوع وإيصاله للإعلام بهذه الطريقة، أتمنى أن نقلد الغرب في الإيجابيات وليس في السلبيات التي لا تفيدنا والمدرب أخطأ في طرحه والنادي يتحمل الجزء الأكبر واللاعبون وكل من له علاقة بهذا الموضوع يفترض أن يعاقب، ولكن بطريقة أدبية وليس بطريقة التشهير، فهؤلاء اللاعبون لهم أسرة ولهم احترام وهذا لن نقبل به حتى لو كان هذا الاتهام صحيحاً فنحن لم نصل لدرجة التشهير الأوروبي الاحترافي، أتمنى أن نأخذ الاحتراف الكروي وليس الاحتراف غير الأخلاقي والخارج عن مجتمعاتنا العُمانية المحافظة.