المناظرة بين المرشحين الجمهوريين تزداد سخونة

الحدث الاثنين ١٥/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٣٥ م
المناظرة بين المرشحين الجمهوريين تزداد سخونة

واشنطن – ش

أصبحت نبرة المنافسة المريرة بالفعل للفوز بترشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الامريكية أكثر حدة وباتت الهجمات شخصية بدرجة أكبر في أحدث مواجهة.
وفي المناظرة التلفزيونية التاسعة بين المرشحين المحافظين للفوز بالترشح لانتخابات الرئاسة مساء أمس السبت في مدينة جرينفيل بولاية "ساوث كارولينا"، اشتبك حاكم فلوريدا السابق جيب بوش والسيناتور تيد كروز عن ولاية تكساس في معارك كلامية مع الملياردير دونالد ترامب.
وظهرت ألفاظ مثل "كذاب" و"شرير" مرة أخرى.
وأصبحت المعارك الكلامية ساخنة إلى حد أن رفيقهم المرشح، جون كاسيش، حاكم ولاية "أوهايو" قال "هذا مجرد جنون".
وتعد ولاية "ساوث كارولينا" مسرحا للانتخابات التمهيدية المقبلة عن الحزب الجمهوري يوم السبت المقبل.
ويحصل بوش على مساعدة من شقيقه والرئيس السابق جورج بوش الذي أصدر الامر بغزو العراق.

خلف لسكاليا
و دعا المرشحون لنيل بطاقة الترشيح الجمهورية الى الانتخابات الرئاسية الاميركية مجلس الشيوخ لعرقلة تعيين اي قاض يختاره الرئيس باراك اوباما لخلافة عضو المحكمة العليا المحافظ انتونين سكاليا الذي رحل السبت عن 79 عاما.
وخلال المناظرة التلفزيونية التاسعة بين المرشحين الجمهوريين، قال متصدر السباق دونالد ترامب "لو كنت رئيسا اليوم لرغبت حتما بتعيين قاض في المحكمة العليا، وبصراحة انا واثق من ان الرئيس اوباما سيحاول فعل ذلك".
واضاف "آمل ان يتمكن مجلس الشيوخ، ميتش (ماكونيل، زعيم الغالبية الجمهورية في المجلس) والمجموعة باكملها من القيام بامر ما لتأخير هذا الامر".
وبدأت المناظرة بدقيقة صمت حدادا على القاضي الراحل الذي يعتبره المحافظون بطلهم بلا منازع بسبب تفسيره الحرفي للدستور.
وجرت المناظرة في غرينفيل بكارولاينا الجنوبية، الولاية التي ستشهد في 20 فبراير الجاري الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، في حين سينظم الحزب الديموقراطي انتخاباته التمهيدية في هذه الولاية بعد اسبوع من ذلك.
بدوره قال السناتور عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو ان "هذه المسألة تذكرنا الى اي درجة هذه الانتخابات مهمة"، مضيفا ان "واحد منا نحن الموجودين على هذه المنصة ستكون مهمته اكمال المحكمة العليا، وهذا الامر سيبدأ بتعيين قاض في هذا المقعد الشاغر، وعلينا ان نعين شخصا يدرك جيدا ان الدستور ليس وثيقة تتغير".
وفي السياق نفسه قال السناتور عن ولاية تكساس تيد كروز، اليميني المتدين، "نحن امام محكمة عليا ينقص عضو في هيئتها وهي على وشك الغاء كل القيود المفروضة من قبل الولايات على الاجهاض".
واضاف كروز "يجب على مجلس الشيوخ ان يقف ويقول اننا لن نتخلى عن المحكمة العليا لجيل باكمله عبر السماح لباراك اوباما بتعيين قاض آخر يساري فيها".
وينص الدستور الاميركي على ان مهمة اختيار اعضاء المحكمة العليا تقع على عاتق الرئيس، في حين تعود لمجلس الشيوخ صلاحية المصادقة على هذا التعيين او رفضه.ولكن بامكان زعيم الاغلبية في المجلس ان يختار عدم اجراء التصويت وابقاء امر التعيين معلقا، مما يبقي المقعد شاغرا، وهو خيار يفضله الجمهوريون على خيار ترك أوباما يعين بنفسه القاضي المقبل.
ويأمل الجمهوريون ان يصل الى البيت الابيض رئيس جمهوري يعين بنفسه قاضيا محافظا محل القاضي الراحل، في حين يأمل الديموقراطيون اذا ما اختار خصومهم في مجلس الشيوخ تعطيل تعيين القاضي الذي سيختاره اوباما ان تقلب الانتخابات التشريعية التي ستجري في نفس الوقت مع الانتخابات الرئاسية ميزان الاغلبية في المجلس مما يمكنهم بالتالي من المصادقة على تعيين القاضي الذي يريدون.
وتوفي القاضي الكاثوليكي المحافظ انتونين سكاليا صباح امس السبت لاسباب طبيعية عن 79 عاما، وقد اشتهر بتفسيره الحرفي للدستور الاميركي منذ عينه الرئيس الراحل رونالد ريغن في 1986 عضوا في اعلى هيئة قضائية في الولايات المتحدة.
ويعتبر ميزان القوى داخل المحكمة العليا امرا بالغ الحساسية، الامر الذي يدفع الجمهوريين لرفض ان يتولى الرئيس الديموقراطي تعيين خلف لسكاليا لان هذا التعيين قد يرجح كفة على اخرى.
وفي السنوات الاخيرة كان للمحكمة العليا دور اساسي في الحياة السياسية في الولايات المتحدة، ولا سيما حين امرت في العام 2000 بوقف اعادة فرز الاصوات في الانتخابات الرئاسية في ولاية فلوريدا، مما جعل الفوز بالبيت الابيض من نصيب جورج بوش الابن.

تعهد
من جانبه تعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما تعيين عضو جديد في المحكمة العليا خلفا للقاضي الراحل المحافظ انتونين سكاليا، لتلوح بذلك نذر معركة بين الرئيس الديموقراطي والكونغرس الجمهوري الذي طالب اوباما بترك مهمة ملء المعقد الشاغر للرئيس المقبل.
وقال اوباما الموجود حاليا في كاليفورنيا في تصريح مقتضب "اعتزم تحمل مسؤولياتي الدستورية بتعيين خلف في الوقت المحدد. سآخذ كل وقتي لفعل ذلك، ولمجلس الشيوخ ان يتحمل مسؤولياته بالاستماع الى هذا الشخص كما ينبغي والتصويت على تعيينه حين يحين الوقت لذلك".
وينص الدستور الاميركي على ان مهمة اختيار اعضاء المحكمة العليا تقع على عاتق الرئيس، في حين تعود لمجلس الشيوخ صلاحية المصادقة على هذا التعيين او رفضه.
واضاف اوباما "انا آخذ هذه المسؤوليات على محمل الجد كما ينبغي على الجميع ان يفعل. انها مسألة اكبر من حزب سياسي لوحده، انها مسألة تتعلق بالديموقراطية".
وشدد الرئيس الديموقراطي على ان مسألة ملء المنصب الشاغر "تتعلق بمؤسسة (المحكمة العليا) كرس لها القاضي سكاليا حياته المهنية".
ووصف اوباما في كلمته القاضي الراحل بانه كان "رجلا مميزا" و"قانونيا لامعا" و"كرس حياته لدولة القانون، المدماك الاساسي في ديموقراطيتنا".
وادلى اوباما بتصريحه بعيد اعلان زعيم الاغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ان من عليه ان يختار خلف سكاليا هو الرئيس الاميركي المقبل وليس اوباما؟
وقال ماكونيل في بيان انه "يجب ان تكون للشعب الاميركي كلمة في اختيار القاضي المقبل في المحكمة العليا (..) وعليه فان هذا المنصب يجب ان يظل شاغرا الى ان يصبح لدينا رئيس جديد".
وتوفي القاضي الكاثوليكي المحافظ انتونين سكاليا عن 79 عاما، وقد اشتهر بتفسيره الحرفي للدستور الاميركي منذ عينه الرئيس الراحل رونالد ريغن في 1986 عضوا في اعلى هيئة قضائية في الولايات المتحدة.
ويعتبر ميزان القوى داخل المحكمة العليا امرا بالغ الحساسية، الامر الذي يدفع الجمهوريين لرفض ان يتولى الرئيس الديموقراطي تعيين خلف لسكاليا لان هذا التعيين قد يرجح كفة على اخرى.
وفي السنوات الاخيرة كان للمحكمة العليا دور اساسي في الحياة السياسية في الولايات المتحدة، ولا سيما حين امرت في العام 2000 بوقف اعادة فرز الاصوات في الانتخابات الرئاسية في ولاية فلوريدا، مما جعل الفوز بالبيت الابيض من نصيب جورج بوش الابن.