إسرائيل تعلن رغبتها بتقسم سوريا طائفيا

الحدث الاثنين ١٥/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٣٠ م
إسرائيل تعلن رغبتها بتقسم سوريا طائفيا

القدس المحتلة – ميونخ – ش – وكالات
أبدى الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس الأحد، تشككها في نجاح تنفيذ الاتفاق الدولي لوقف الأعمال القتالية في سوريا وزعم مسؤول كبير إلى أن التقسيم الطائفي للبلاد ربما يكون أفضل خيار. وقال وزير ما يسمى بـ "الدفاع الإسرائيلي" موشي يعلون الموجود في ميونيخ للاجتماع مع نظرائه الأوروبيين في بيان "الوضع في سوريا معقد للغاية ويصعب رؤية كيف يمكن أن تتوقف الحرب والقتل الجماعي هناك".
وأضاف "سوريا التي نعرفها لن تكون موحدة في المستقبل القريب وفي نفس الوقت أعتقد أننا سنرى جيوباً سواء كانت منظمة أو لا تشكلها مختلف القطاعات التي تعيش وتقاتل هناك".
ووصف مدير عام وزارة المخابرات الإسرائيلية رام بن باراك التقسيم بأنه "الحل الممكن الوحيد". وتابع "أعتقد أنه في نهاية الأمر يجب أن تتحول سوريا إلى أقاليم تحت سيطرة الطوائف، كل طائفة والمناطق التي يتواجدون فيها".
وقال بن باراك إن القوات الحكومية السورية وحلفاءها تمكنوا بدعم من روسيا من حصار حلب التي يسيطر عليها المعارضون. وسيعطي ذلك الرئيس الأسد سيطرة فعلية على غرب سوريا لكن جزءا كبيرا من شرق البلاد يسيطر عليه مقاتلو تنظيم داعش. وتابع أن انتصار الأسد في حلب "لن يحل المشكلة لأن المعارك ستستمر. فتنظيم داعش هناك والمعارضة لن تلقي سلاحها."
وفي العودة إلى يعلون، حيث قال: "طالما استمر الوجود الإيراني في سوريا لن تعود البلاد لما كانت عليه وستجد بالتأكيد صعوبة في تحقيق الاستقرار كدولة مقسمة إلى جيوب لأن القوات المعارضة هناك لن تسمح بذلك".
في غضون ذلك؛ ذكر السيناتور الأمريكي جون ماكين يوم أمس الأحد أن التدخل العسكري الذي يقوم به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا يمثل محاولة لإعادة ترسيخ روسيا كقوة عظمى بتقسيم حلف شمال الاطلسي (الناتو) وتقويض المشروع الأوروبي.
وقال ماكين في مؤتمر ميونيخ للامن وهو اجتماع سنوي بين مسؤولي السياسة الخارجية والدفاعية "بوتين غير يهتم بأنه يكون شريكنا". وأضاف ماكين أن بوتين "يسعى لاعادة ترسيخ روسيا كقوة عظمى لاستخدام سوريا كتدريب على الذخيرة الحية لجيشها و"تصعيد أزمة اللاجئين وتقسيم الناتو وتقويض المشروع الاوروبي". وقال ماكين إنه ليس هناك أي آمل كبير بشأن نجاح الاتفاق الذي توصلت إليه القوى العالمية لتنفيذ هدنة جزئية في سوريا الاسبوع المقبل. ويسمح الاتفاق لروسيا "بقصف الجماعات المتمردة والمدنيين بشكل عشوائي لعدة أيام أخرى دون حساب قبل أن يتم سريانه".
وعلى الصعيد الإنساني؛ ما تزال الأمم المتحدة في انتظار ضمانات أمنية تسمح ببدء توصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا طبقا لاتفاق بين قوى العالم في ميونيخ.
وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة ،يان إلياسون، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على هامش المؤتمر الأمني في ميونيخ إن العملية أكثر "تعقيدا" مما كان متوقعا. وأوضح بالقول :"نحتاج لاتخاذ إجراء سريع من جانبهم (سوريا)" ، مضيفا أن قوافل المساعدات مستعدة للتوجه إلى هناك، ولكن لم يتضح بعد متى تأتي الضمانات الأمنية من دمشق.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد أعلن أن توصيل المساعدات سوف يبدأ بحلول اليوم الاثنين. واجتمعت قوة مهام خاصة شكلتها مجموعة الدعم الدولية - التي تضم قوى عالمية من بينها الولايات المتحدة وروسيا وإيران والمملكة السعودية – في جنيف أمس الأول لتمهيد الطريق نحو توصيل المساعدات.

*-*

استمرار القصف التركي للمقاتلين الأكراد في سوريا
لندن – ش – وكالات
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش التركي قصف مواقع تحت سيطرة مقاتلين مدعومين من الأكراد في شمال سوريا لليوم الثاني أمس الأحد ولاقي مقاتلان مصرعهما. وكانت تركيا طالبت أمس الأول مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية بالانسحاب من المناطق التي انتزعت السيطرة عليها في شمال حلب في الأيام الأخيرة من مقاتلين آخرين في سوريا وبينها قاعدة منغ الجوية. واستهدف القصف هذه المناطق.
وتشعر تركيا بالقلق جراء توسع الهيمنة الكردية في شمال سوريا منذ بدأت الحرب عام 2011. وتسيطر وحدات حماية الشعب تقريبا على كل الحدود الشمالية السورية مع تركيا وهي حليف وثيق للولايات المتحدة في الحملة ضد تنظيم داعش في سوريا.
لكن أنقرة تعتبر وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن أعمال عنف منذ ثلاثة عقود من أجل الحصول على حكم ذاتي في جنوب شرق تركيا. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوجلو أمس الأول إن القصف جرى تماشيا مع "قواعد الاشتباك ضد قوات تمثل تهديدا في أعزاز والمنطقة المحيطة".
وطالب بإخلاء قاعدة منغ وقال إنه تحدث مع جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي لبحث هذا الأمر وأكد على أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي هو امتداد لحزب العمال الكردستاني ويمثل تهديدا مباشرا لتركيا.