هكذا حدث هجوم الـ"الفدية الخبيثة"

الحدث السبت ١٣/مايو/٢٠١٧ ٢٠:٣٧ م
هكذا حدث هجوم الـ"الفدية الخبيثة"

واشنطن – ش
بعد ليلة من القلق سادت العديد من الأجهزة الأمنية والمؤسسات الحاكمة في العديد من عواصم دول العالم بعد تعرض 99 دولة على أقل تقدير لهجوم إلكتروني حمل اسم الـ"الفدية الخبيثة"، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها اليوم إن منفذي الهجمات استخدموا برنامجاً إلكترونياً خاصاً بوكالة الأمن القومي الأمريكي بعد سرقته والاستيلاء عليه.
وتسود الإدارة الأمريكية والأجهزة الأمنية والاستخباراتية في واشنطن حالة من القلق بعد إمكانية سرقة البرنامج الخاص بوكالة الأمن القومي، واستخدامه في الهجوم الذي تمكن على مدار الساعات الفائتة من شل المنظومة الإلكترونية للصحة في بريطانيا وأصاب مستشفيات كبرى بشلل تام وتعطل الأجهزة مما اضطر المسؤولين إلى نقل المرضى، كما تم تجميد أجهزة الكمبيوتر في وزارة الداخلية الروسية وهو ما تسبب في تخريب عشرات الآلاف أجهزة الكمبيوتر في أنحاء مختلفة.
وفي برلين تعرضت خطوط القطارات ذات الربط الإلكتروني لحالة من الارتباك والفوضى بعد استهدافها من قبل القراصنة، الأمر الذي لم تسلم منه دولا أوروبية أخرى.
واستهدف القراصنة غلق الأنظمة التكنولوجية في الحكومات المختلفة حول العالم عن طريق برمجيات خبيثة بحيث لن يتمكن أصحابها من فتحها واستخدامها إلا بعد دفع مبلغ من المال يبلغ 300 دولار، لذا أطلق على الفيروس "الفدية الخبيثة".
ووصف خبراء الأمن الهجمات بأنها عاصفة رقمية، وأوضحوا أن الهاكرز بدءوا عمليتهم بإرسال رسالة بريدية عبر البريد الإلكتروني تشبه تلك التي استخدمها القراصنة الروس في الهجوم على اللجنة الوطنية الديمقراطية وغيرها من الأهداف خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام الفائت.
وتقول "نيويورك تايمز"، إن استخدام الهاكرز أدوات وكالة الأمن القومي الأمريكي في الهجوم أمر تقشعر له الأبدان بشكل خاص. وأشارت إلى أنه منذ الصيف الفائت، بدأت مجموعة تطلق على نفسها اسم "وسطاء الظل" في نشر أدوات البرمجيات من مخزون حكومة الولايات المتحدة من أسلحة القرصنة.
ويبدو أن الهجمات التي وقعت، مساء أمس الجمعة، هي المرة الأولى التي يستهدف فيها ما وصفته الصحيفة مجرمون الكترونيون، أدوات تابعة للحكومة الأمريكية وممولة من قبل دافعي الضرائب الأمريكيين، في الهجوم على المرضى والمستشفيات والشركات والحكومات والمواطنين العاديين.
غير أن الصحيفة تشير إلى أن أمر مماثل حدث مع بقايا ما يعرف بـ "دودة ستوكسنيت"، الفيروس الذي استخدمته الولايات المتحدة وإسرائيل ضد البرنامج النووي الإيراني قبل ما يقرب من سبع سنوات. وكثيرا ما تظهر عناصر تلك الأدوات في هجمات أخرى أقل طموحا.
ومن المحتمل أن تثير هجمات "الفدية الخبيثة"، تساؤلات هامة حول ما اذا كان العدد المتزايد من الدول التي تقوم بتطوير وتخزين الأسلحة السيبرانية يمكن أن تتجنب استخدام هذه الأدوات نفسها ضد مواطنيها. كما يظهر كيف يمكن للأسلحة السيبرانية أن تتسبب بسهولة في كثير من الدمار، حتى بدون إيقاف شبكة الكهرباء في البلاد أو شبكة الهاتف المحمول.