مُعلم يسعى لإلهام الأطفال في مخيمات اللاجئين

مزاج الأحد ١٤/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٣٠ م

ليم بول ثونج شاب في مقتبل العمر يعمل نائبا لمدير مدرسة مخيم كول للاجئين في أثيوبيا. وثونج -الذي يقارب عمره عمر تلاميذ المدرسة- مثل تلاميذه لاجئ من جنوب السودان لكنه كان الأول على دفعته في المدرسة العليا وكان يطمح لدراسة الطب قبل ان تضطره الحرب الأهلية في بلده لتغيير خططه بعد اضطراره ومئات الألوف إلى اللجوء لأثيوبيا. ومع تأجيله -رغما عنه- لفكرة التحاقه بالجامعة أحسن الشاب البالغ من العمر 21 عاما استغلال مهاراته فبدأ في تدريس مادة الكيمياء للتلاميذ في المدرسة الابتدائية بالمخيم. ورُقيَ العام الماضي ليشغل منصب نائب مدير المدرسة. وقال ثونج "منصب نائب مدير المدرسة عمل جيد لخدمة الناس. لكنه مرهق جدا في الحقيقة.

انها وظيفة كبيرة في بعض الأحيان لأنك كنائب للمدير تكون مسؤولا عن كل ممتلكات المدرسة." وقُتل ما يزيد على 10 آلاف شخص واضطر نحو 2.3 مليون آخرين للنزوح منذ تفجر الحرب الأهلية في جنوب السودان في ديسمبر كانون الأول 2013 عندما وقعت اشتباكات بين جنود موالين للرئيس سلفا كير مع قوات تدعم نائبه ومنافسه آنذاك ريك مشار. وأعاد القتال فتح النزاعات العرقية بين قبيلتي الدنكا التي ينتمي لها كير والنوير التي ينتمي لها مشار. وأعاد كير يوم الخميس (11 فبراير شباط) تعيين مشار نائبا أول له تتويجا لاتفاق سلام يحاول إنهاء الحرب الأهلية في أحدث دولة في العالم. ويعيد إعلان إعادة تعيين مشار الأوضاع الى ما كانت عليه قبيل تفجر القتال بين أنصار الرجلين في ديسمبر كانون الأول 2013.

ووقع الجانبان اتفاق سلام في أغسطس آب تحت ضغوط دولية وتهديدات بفرض عقوبات لكن وقف إطلاق النار انتهك بشكل متكرر. وانفصل جنوب السودان عن السودان في عام 2011 وسط احتفالات ووعود بتقديم المساعدات من أغلب دول العالم المتقدم. لكن اندلاع القتال والذي يجري في معظم الأحيان على أسس عرقية أثار قلق الداعمين الإقليميين والغربيين. وقال ليم بول ثونج "الحياة ليست جيدة هناك (في جنوب السودان). اذا كانت غير فعالة حيث لا أمن ولا غذاء وما إلى ذلك. بالتالي يموت الناس يوما تلو الآخر." وتعاني المدارس الموجودة في مخيمات اللاجئين من نقص في عدد المعلمين والأدوات وضيق المكان. لكن كل ذلك لم يفت في عضد ثونج أو يجعله يتراخى في العمل. وقال "عندما أُفكر في خدمة الناس أكون متحمسا للغاية. لأنه بقدر خدمتي للناس سيتحقق نمو مجتمعي وسأسهم في جعل مزيد من الناس يخدمون أناسا آخرين." وتستضيف أثيوبيا أكثر من 100 ألف طفل من جنوب السودان في سن المدرسة لا ينتظم سوى أقل من نصفهم في الدراسة.