استعدادات عسكرية لتحريرالموصل

الحدث الاثنين ١٥/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٢٠ م
استعدادات عسكرية لتحريرالموصل

بغداد – الرمادي – – وكالات

أعلنت لجنة الأمن والدفاع النيابية في العراق، يوم أمس الأحد، عن تحفظها على آلية تحرير الموصل التي ستكون بقوات أمريكية وتركية، فيما شددت على ضرورة أن تكون العملية عراقية خالصة. وقال رئيس اللجنة النائب حاكم الزاملي في حديث لموقع السومرية نيوز العراقي، إن «الاستعدادات والتهيئة لتحرير الموصل قد بدأت»، مبينا «إننا نتحفظ على آلية المحاور التي ستعتمد للتحرير، حيث نسمع بوجود محاور أمريكية وتركية وكردية وعراقية للتحرير».

في غضون ذلك، تستكمل القوات العراقية مجددا جهودها في مكافحة تنظيم داعش، إذ إنها تستعد لإطلاق مرحلة جديدة لتحرير مدينة الموصل من يد التنظيم المتطرف. وينتظر الجميع ساعة الصفر لهذه المعركة التي وعدت الحكومة بحسمها هذه السنة.

وضربت القوات التي حشدت في شمال العراق استعدادا للمعركة، طوقاً على محافظة نينوى من محاور عدة ضمن تكتيك يهدف على ما يبدو إلى وضع التنظيم بين فكي كماشة.
وقد ترجمت جولات قائد عمليات نينوى لتفقد الجنود للتحقق من المعنويات وشحذ الهمم الاهتمام المركز بنجاح العملية، فيما تؤكد المصادر العسكرية وجود تنسيق عال بين غرفة عمليات قيادة القوات العراقية وقوات التحالف الدولي الذي يفترض أنه سيشارك في العملية من خلال الإسناد الجوي.
كما يتم التنسيق مع قوات البيشمركة الكردية على الرغم من التعقيدات السياسية الكثيرة التي تلف الموضوع، فالبيشمركة ستشارك في القتال إلى جانب القوات الحكومية في ظل تشاطر بغداد وإقليم كردستان للمخاوف إزاء إرهاب «داعش» الذي لا يفرق بين العرب والأكراد. وفيما يبدو إدراكاً لأهمية الإعلام في المعركة، أكد قائد عمليات تحرير نينوى أن مختصين في الإعلام الحربي سيعملون على تقديم صورة حقيقية على حد قوله عن تطورات الميدان إبعاداً للشائعات والأخبار الخاطئة.
وتنطلق معركة الموصل مسنودة بالنجاح المحقق في الرمادي التي استعادتها القوات العراقية من «داعش» بعد معارك دامية. من جهته، أعلن محافظ الأنبار، صهيب الراوي، بدء عودة الإدارة المحلية إلى المحافظة وإغلاق مقارها المؤقتة في بغداد، تمهيداً لإعادة إعمار الأنبار وإعادة النازحين إلى مناطقهم.
إلى ذلك، انطلقت حملة إعادة إعمار مدينة الرمادي العراقية بعد اكتمال عمليات تحريرها وإعادتها لحضن الدولة بعد عشرة أشهر من سيطرة تنظيم داعش عليها.

وأصدر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أمرا بتشكيل لجنة عليا لتأهيل المدينة وإعادة سكانها إليها برئاسة رئيس ديوان الوقف السني عبد اللطيف هميم، وتضم نائبين له هما: وزير الكهرباء قاسم الفهداوي ومحافظ الأنبار صهيب الراوي. ومارست اللجنة مهامها فورا بتوجيه الجهد الهندسي والبلدي والخدمي للعمل في الرمادي وتأهيل بعض الجسور لأجل إدامة التواصل بين الرمادي وضواحيها الخارجية. وتشمل خطة الحملة رفع الألغام والعبوات التي زرعها تنظيم داعش في البنايات الحكومية والمنازل قبل طرده منها، فضلا عن إعادة تأهيل البنى الارتكازية وإعادة توفير خدمات الماء والكهرباء والخدمات البلدية الضرورية لإعادة النازحين إلى بيوتهم.

وكان تنظيم داعش تمكن من بسط سيطرته على الرمادي مركز محافظة الأنبار 110/‏ كلم غرب بغداد/‏ في 13 مايو من العام الفائت 2015 فيما اعتبرت نكسة كبيرة لقوات الجيش والشرطة في العراق. وقال الهميم لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «باشرت اللجنة أعمالها بتشكيل فرق عمل ميدانية متخصصة لإنجاز ما يمكن تحقيقه من أعمال خدمية وإعادة الوضع للصورة شبه الطبيعية وإعادة النازحين لمنازلهم في أسرع وقت ممكن. وسيكرس الوقف السني كل إمكاناته المادية وجهود العاملين فيه لأجل تهيئة المدينة لاستقبال أبنائها».

وأضاف الهميم: »وضعنا خطة عمل سريعة، وستكون الرمادي خلال أيام ليست بعيدة جاهزة لإعادة النازحين إلى منازلهم»، مشيرا إلى أن من أبرز المشاكل التي تعنى بها اللجنة مشكلة انقطاع الكهرباء والماء والجسور المؤدية للرمادي. وأعرب عن ثقته في أنه «بتضافر جهود الوقف السني ووزارة الكهرباء ومحافظة الأنبار سنتغلب على المعضلات»، مشيرا إلى أن أبناء الأنبار من الأثرياء تبرعوا بآلياتهم وسياراتهم للمساعدة في توفير ما يتطلبه العمل لتأهيل المدينة.
وأعلن الهميم انطلاق الحملة التطوعية الشعبية لتنظيف الأنبار وإعادة إعمارها، وحث القيادات الإدارية والجماهيرية والشباب إلى الالتحاق بهذه الحملة وبأسرع وقت.
وقال: »نجحنا في ضرب الإرهاب الذي دمر مدننا، ولابد من التكاتف للنجاح في إعادة إعمار المدينة وإعادة النازحين إليها». واتهم الهميم «جهات سياسية» بالأنبار بأنها لا ترغب في إعمار الرمادي وإعادة النازحين إليها، قائلا: »بعض الجهات السياسية تحاول تأخير إعادة النازحين إلى ديارهم، ولكننا لن نسمح لهم وسنعمل بخلاف ما يفعلون لأن عودة أهلنا هي همنا الوحيد».