مسقط - سعيد الهاشمي
أكد مدير عام مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني ياسر بن عبيد السلامي أن الــدولــة ممثلــة بوزارة البيــئة والشؤون المناخية ومكتب حفظ البيئة والمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة تبذل جهوداً كبيــرة في مجــال المحافظــة على المــوروثات البيئية الوطنية.
جاء ذلك على هامش افتتاح رئيس مجلس الدولة معالي د.يحيى بن محفوظ المنذري صباح أمس الأربعاء أعمال «منتدى عُمان البيئي» في دورته الأولى، والذي يُعقد تحت عنوان «الاستدامة في البيئة العُمانية.. التحديات والآفاق المستقبلية» ويستمر يومين.
وقال معالي راعي الحفل في تصريح صحفي عقب الافتتاح: إن الاهتمام بالبيئة ودراسة الإمكانات التي تزخر بها والتحديات التي تواجهها والنظم والقوانين التي تنظم التعامل معها والاستفادة منها، تُعد من الموضوعات المهمة التي تولي دول العالم الحديث كافة والعديد من المنظمات والمحافل الدولية اهتماماً بالغاً بها.
وأكد أن السلطنة بفضل التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- كانت وما زالت من الدول الرائدة في هذا المجال، إذ تم إنشاء مكتب لحفظ البيئة العام 1974، ثم هيئة عامة لحماية البيئة ومكافحة التلوث العام 1978، تلاها إنشاء وزارة للبيئة العام 1984.
السلامي قال في تصريح خاص لـ»الشبيبة»: إن السلطنة تزخر بالعديد من الكائنات الحية المهددة بالانقراض على مستوى العالم، لكننا نطمئن الجميع بأنها في وضع صحي سليم ونعمل على استدامتها في بيئتها الطبيعية.
وعن كيفية التوفيق بين التنمية الصناعية وحماية البيئة أشار السلامي إلى أن على المصانع والمحاجر وغيرها من المكونات الصناعية أن تتوفر فيها الالتزامات والشروط البيئية كافة، كما أنّ عليها المساهمة في إيجاد بيئة مستدامة في المنطقة التي تعمل بها.
أما مدير الشؤون البيئية في مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني د.صلاح بن سعيد المحذوري فأوضح أن الاهتمام بالبيئة هو عبارة عن إيجاد شراكات وتواصل مع كل الجهات ممثلة بالقطاع الخاص والقطاع الحكومي بالإضافة إلى المجتمع المدني، وتحديد أهداف تصب في مصلحة صون الطبيعة والتقليل من تأثيرات التغيّر المناخي والاحتباس الحراري.
وعن مدى أهمية أن تكون الموارد البيئية مستدامة بيّن المحذوري أن الموارد البيئية تنخفض إذ ما استُخدمت بشكل غير مستدام وغير سليم، ولكن في السلطنة وامتثالاً لتوجيهات المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- الراعي الأول للبيئة والحافظ لها لجميع الجهات تضافرت الجهود وتكاتفت لتقليل أثر الاستنزاف وأي انبعاثات حرارية تضر بالبيئة.
خبير الموارد الوراثية بمركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية التابع لمجلس البحث العلمي د.علي بن حسين اللواتي قال لـ»الشبيبة»: الموارد الوراثية في السلطنة سواء كانت نباتية أو حيوانية مهمة جداً، ولكي تُستغل يجب دراستها علمياً وبحثياً لمعرفة كيفية استغلالها بشكل مستدام والحفاظ عليها. فعلى سبيل المثال تمتلك السلطنة تنوعاً وراثياً نباتياً فهناك حوالي 400 نوع من النــباتات لهــا اســتخدامات طبيــة، وتُعد هذه ثروة وطنية، ولن نســتطيع استغلالها إن لم تكن هناك معلومات صحيحة ودقيقة عنها؛ فيجب على الجهات البحثية والأكاديمية أن تركّز على معرفة كيفية استغلال هذه الموارد في التنويع الاقتصادي.
وأضاف اللواتي: بالنسبة للشق النباتي كوني خبيراً في هذا المجال فمن 1400 نوع من النباتات الموجودة في السلطنة هناك 80 نوعاً منها يقتصر وجودها على السلطنة فقط و6% من هذه النباتات موجودة فقط في منطقة شبه الجزيرة العربية، إذن فهناك تفرُّد بيئي في بعض النباتات في السلطنة، كما أن هناك تفرُّداً في الكائنات الحية الأخرى وهذا التفرُّد يُعطيها قيمة.
وعن أهمية الحفاظ على البيئة أشار اللواتي إلى أن البيئة هي ما نعيش عليه فمنها غذاؤنا ومنها الهواء النقي الذي نتنفسه لو أفرطنا في استخدامها أو لم ندرها بشكل جيّد فسنفقدها، وبالتالي سيؤثر على صحتنا وعلى اقتصادنا وعلى معطيات كثيرة في حياتنا.
وكانت فعاليات المنتدى قد انطلقت بجلسة افتتاحية، قدّم فيها عضو مجلس الدولة رئيس تحرير صحيفة الرّؤية المكرّم حاتم بن حمد الطائي، المشرف على المنتدى، كلمة استهلالية، قال فيها: إن أهمِّية نشر الوعي البيئيّ في الأوساط المجتمعيّة تتنامى عاماً تلو الآخر، سواء في المدارس، أو المساجد، والملتقيات العامّة، أو المؤتمرات والمنتديات، مشيراً إلى أنها كلّها جهود محمودة، تسعى بكل طاقتها إلى تعريف فئات المجتمع بآليات حماية البيئة وصونها، فضلاً عن تسليط الضوء على الممارسات الخاطئة التي تفاقم من المشاكل البيئية.
جهود متواصلة
بعد ذلك، قدّم وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية سعادة نجيب بن علي الرواس البيان الافتتاحيّ للمنتدى، قائلاً: «إن السلطنة لطالما ساندت الجهود العالمية الرامية للحفاظ على بيئة كوكب الأرض وتحقيق تنمية متوازنة تراعي الجوانب الاجتماعية والبيئية عند صياغة أهداف اقتصادية؛ وذلك إيماناً منها بأن المشاكل والتحديات البيئية والمناخية لا تعترف بالحدود السياسية للدول. وتابع أن السلطنة بادرت بمساندة جهود المجتمع الدولي للتصدي لهذه التحديات من خلال الانضمام إلى العديد من الاتفاقيات في هذا الشأن، وذلك بموجب مراسيم سلطانية سامية مؤكدة بذلك اهتمامها ودعمها المستمرين للتوجهات الأممية في إيجاد عالم مستقر وداعم لرفاهية بني البشر».
وعلى هامش فعاليات المنتدى، افتتح رئيس مجلس الدولة راعي المنتدى معالي د.يحيى بن محفوظ المنذري، معرض «مفردات الحياة الفطرية» المصاحب للمنتدى بتنظيم من مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، وحمل المعرض عنوان «من أجل عُمان.. نحميها». ويضم المعرض بين جنباته 45 صورة ضوئية تعرض للمرة الأولى وتعكس الجهود الحثيثة التي يبذلها مكتب حفظ البيئة في صون الطبيعة، كما يوثّق المعرض جماليات متنوّعة من الحياة الفطرية وغيرها من الملامح البيئية في السلطنة.