مسقط -
قال وزير الصحة معالي د.أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي: لا تخفى على أحد الآثار السلبية لعدم أو قلة ممارسة النشاط البدني ومن أهم هذه الآثار انتشار الأمراض المزمنة على المستوى العالمي وفي السلطنة، هذه الأمراض التي تسبب وفيات في أكثر من 62 % من أفراد المجتمع مثل السكري وأمراض القلب والشرايين وأمراض التنفس الحادة وأمراض الكلى.
وأضاف معاليه بمناسبة اليوم العالمي للنشاط البدني أن مسببات هذه الأمراض معروفة لدى الكادر الطبي والعلمي، وأهم هذه المسببات هي تغير أنماط الحياة وفي السلطنة أيضاً فإن قلة النشاط البدني هي من المسببات الأساسية للأمراض المزمنة. وأضاف معاليه: تشير كل المسوحات والدراسات التي أجريت في السلطنة إلى أن النشاط البدني أقل مما يجب بكثير على المستويات الدولية لذا فاليوم وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للنشاط البدني نرجو أن تصل الرسالة للمجتمع بضرورة الاهتمام بالصحة والتغذية السليمة والابتعاد قدر المستطاع عن الغذاء غير الصحي والمسبب للأمراض المزمنة، واليوم سنركز على النشاط البدني لأنه جزء أساسي للحفاظ على الصحة، كما أثبتت الدراسات أن هذه الأمراض المزمنة بالرغم من خطورتها وتكلفتها الإنسانية والمادية من الممكن تفادي 40 % منها عن طريق تغيير أنماط الحياة ومن ضمنها ممارسة النشاط البدني كممارسة الرياضة ثلاثين دقيقة على الأقل في اليوم.
جدير بالذكر أن السلطنة احتفلت أمس الأربعاء مع دول العالم باليوم العالمي للنشــاط البدني ويهدف الاحتفال بهذا اليوم إلى تشجيع أفراد المجتمع على ممارسة النشاط البدني ونشر وتبني ثقافة ممارسة النشاط البدني في أماكن العمل والتأكيد على أهمية النشاط البدني باعتبارها صحة للجميع.
ويصادف يوم العاشر من مايو في كل عام اليوم العالمي للنشاط البدني وتحتفل وزارة الصحة كغيرها من وزارات الصحة في دول العالم بهذا اليوم، مترافقاً مع الحملة الوطنية لتعزيز ممارسة النشاط البدني التي دشنتها اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية في السابع والعشرين من شهر ديسمبر الفائت تحت شعار «الصحة تبدأ بخطوة»؛ وذلك نظراً للأهمية التي يتميز بها هذا اليوم باعتبار الخمول البدني يحتل المسبب الرابع للوفيات المبَّكرة عالمياً والمتهم المسؤول عن وفاة 3.2 مليون إنسان سنوياً، فضلاً عن تسببه بما يقارب 27% من المصابين بداء السكري و21-25% من حجم الإصابة بسرطان القولون بالإضافة إلى ما يربو عن 30% من أمراض القلب والجهاز الدوري.
ومع ولوج العمانيين الحياة العصرية وانتقالهم إلى حياة الحداثة فقد كان لهذا الأمر جانب سلبي بالرغم من الإيجابيات التي انعكست على التطور الملموس والواضح على كافة المؤشرات التنموية والصحية في المجتمع العماني؛ ولقد أبرز المسح الصحي العالمي أنَّ الخمول البدني منتشر بنسبة 37 % في السلطنة وهذا ما يبرر الارتفاع الملموس لمعدلات انتشار الأمراض غير المعدية، إذ تعدُّ ممارسة النشاط البدني حوالي 60 دقيقة عند الناشئين ونصف ساعة لدى البالغين وكبار السن يومياً معززة للصحة وتحمي من الأمراض المزمنة، ويشمل النشاط البدني كافة الممارسات الحياتية اليومية التي تحتاج لنشاط بدني لتنفيذها فإن الهدف من إحياء اليوم العالمي للنشاط البدني هذا العام هو تشجيع الأفراد على تبني ثقافة النشاط البدني أثناء العمل وبالطرق المناسبة وحشد الرأي العام تجاه أهمية النشاط البدني والتخفيف من أعباء وضغوط الحياة اليومية عن العاملين من خلال ممارسة النشاط البدني، والتشجيع على ممارسة النشاط البدني في بيئة العمل بما يساهم في رفع مستوى إنتاجية العامل والتسويق لتبني الجهات المعنية تصاميم وبنى مناسبة لممارسة النشاط البدني.
وقد شملت الاحتفالية بهذه الفعالية قيام كافة الموظفين في مؤسسات القطاعين العام والخاص بتنفيذ نشاط بدني لمدة دقيقة واحدة؛ بحيث يقوم المشارك في النشاط بتنفيذ عشرين خطوة على الأقل واقفاً أو ماشياً؛ تحفيزاً لممارسة النشاط البدني.
كما أن من المفيد نشر ثقافة النشاط البدني في جو العمل من خلال القيام ببعض الممارسات اليومية التي تندرج في إطار ممارسة النشاط البدني يذكر منها على سبيل المثال: الاستفادة قدر الإمكان من فترة الانتقال من المنزل إلى العمل كالذهاب إلى العمل مشياً أو بالدراجة وفي حال ركوب السيارة إيجاد موقف بعيد نسبياً عن مكان العمل والمتابعة سيراً على الأقدام والصعود والنزول عن طريق الدرج في حال الانتقال بين الطوابق في مكان العمل، وفي حال الانتقال بالمصاعد فيجب الصعود والنزول قبل عدَّة طوابق واستخدام الدرج لاستكمال الطريق. والأفضل هي حالة التجاهل التام لوجود المصاعد وقضاء فترات الراحة خلال الدوام بمزاولة النشاط البدني، ومن الممكن السير قليلاً أو دعوة زملاء العمل للانضمام في ممارسة أي نوع من أنواع النشاط البدني المناسب، والسعي لتكوين مجموعات من الأصدقاء والزملاء لممارسة النشاط البدني ودعمهم على الالتزام بالبرنامج المتفق عليه، وتخصيص وقت كافٍ للنشاط البدني خلال فعاليات حياتنا اليومية، ومحاولة الحفاظ على القيام بذلك دون أن يتعارض مع أية مواعيد أخرى، والاستفادة من وقت الحديث على الهاتف بالمشي في المكتب وتحويل زمن المكالمة الهاتفية إلى ممارسة نشاط بدني، ومناقشة بعض قضايا العمل أثناء ممارسة المشي الخفيف مع زملاء العمل في منتصف اليوم ومحاولة القيام والتجول حول المكتب لبضع دقائق كل ساعة.