العام الجاري سيكون الأسوأ الجوع والكوليرا ينهشان أجساد اليمنيين

الحدث الأربعاء ١٠/مايو/٢٠١٧ ٠٤:١٠ ص
العام الجاري سيكون الأسوأ
الجوع والكوليرا ينهشان أجساد اليمنيين

عدن - إبراهيم مجاهد - وكالات

يبدو أن العام الجاري سيكون الأسوأ في تاريخ الصراع اليمني الدائر منذ أكثر من عامين، فالمجاعة التي كانت تحذر من حدوثها المنظمات الدولية والمحلية، ومسؤولي الأمم المتحدة، بدأت تنهش في جسد ملايين اليمنيين الذين باتوا غير قادرين على مواجهتها بأجسادهم النحيلة نتيجة سوء التغذية الشديد التي يعانون منها. وباء الكوليرا الذي كان قد اكتسح في مارس من العام الفائت 16 محافظة يمنية، وتم احتواؤه في تلك الفترة، بدأ يغزو العديد من المحافظات اليمنية وفي مقدمتها العاصمة صنعاء.

مصير مخيف

ويبدو أن الوضع الكارثي الذي كانت تحذر منه الأمم المتحدة، في اليمن، على وشك الحدوث فعلاً، لاسيما أن تعهدات الدول المانحة في مؤتمر جنيف أواخر أبريل المنصرم لم تجد طريقها بعد إلى ملايين الجوعى والمرضى من اليمنيين، الذين عقد مؤتمر دعم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية من أجلهم.
دعوة منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ماكغولدريك الدول المانحة، للوفاء بالتعهدات التي التزمت بها في جنيف، من أجل دعم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، وتأكيده على أن تمويل العمليات الإنسانية أصبح ضرورة ملحة من أجل إنقاذ أرواح السكان في اليمن. يعد في ظل تصاعد حدة الصراع في أفقر بلد في منطقة الشرق الأوسط، مؤشراً مخيفاً لمصير ملايين اليمنيين.
حتى منتصف الأسبوع الجاري تم رصد «34» حالة وفاة بسبب وباء الكوليرا الذي بدأ ينتشر في عدد من المحافظات اليمنية خاصة الشمالية منها، وفي السياق قال مسؤول في منظمة الصحة العالمية، إن المنظمة سجلت 34 حالة وفاة وأكثر من ألفي إصابة بمرض الكوليرا في العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات، بالتزامن مع تكدس غير مسبوق للقمامة.

الكوليرا عدو متجدد

ونقلت وكالة «الأناضول» عن مسؤول النظم الصحية في منظمة الصحة العالمية في اليمن، جمال ناشر إنه «تم التأكد من 34 حالة وفاة وألفين و22 إصابة، حسب البيانات الصادرة مساء الاثنين الفائت. وأضاف: «تم التأكد من إصابة جميع الحالات ببكتيريا الكوليرا، وذلك بعد أن كانت المنظمة العالمية تقول إن أغلبية الحالات في الموجة الأولى سببها الإسهالات المائية الحادة».
وبدأت الموجة الثانية للكوليرا بالانتشار منذ أسبوع، بعد انحسار الموجة الأولى مطلع مارس الفائت، عقب تدخل عدد من المنظمات الدولية ومحاصرتها المرض الذي كان قد انتشر آنذاك في 16 محافظة يمنية من أصل 22.
وتسببت الموجة الأولى، بـ103 حالة وفاة في عموم المحافظات اليمنية، وإصابة أكثر من 21 ألفاً آخرين، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية. ووفقاً للمنظمة العالمية في اليمن، يفتقر أكثر من 14.8 مليون شخص لخدمات الرعاية الصحية.
وتأتي هذه الإحصائيات في وقت تتكدس أكوام القمامة في شوارع وأحياء العاصمة اليمنية صنعاء بسبب إضراب عمال النظافة الذين توقفوا عن العمل بسبب توقف صرف مرتباتهم الشهرية من قبل سلطة الأمر الواقع في صنعاء. وتشهد العاصمة صنعاء هذه الأيام موجة من الأمطار الموسمية. الأمر الذي سيزيد من سرعة انتشار وباء الكوليرا في صنعاء.. حيث تمثل أكوام القمامة المتكدسة في شوارع صنعاء وهطول الأمطار بيئة ملائمة لتكاثر البعوض والحشرات التي تسارع من نقل الوباء بين ساكني المدينة.

حصيلة أسبوع واحد

قالت منظمة الصحة العالمية إن تفشي الكوليرا في اليمن أودى بحياة 25 شخصاً خلال أسبوع واحد في الوقت الذي ما زالت فيه الحرب الدائرة في البلاد منذ عامين تدمر القطاع الصحي في البلاد.
والوفيات الناتجة عن هذا المرض الذي يسبب الإسهال وينتج عن تناول مياه أو أطعمة ملوثة بفضلات بشرية ضمن 1360 حالة إصابة رصدتها المنظمة التابعة للأمم المتحدة منذ 27 أبريل، وبعض الحالات تكون خطيرة بحيث تؤدي إلى الوفاة خلال بضع ساعات لو لم تعالج بحقن المحاليل في الوريد والمضادات الحيوية.
وقال منظمة الصحة العالمية في اليمن نيفيو زاجاريا ممثل لرويترز: «هذا أمر مقلق للغاية. نحن نشهد عودة نشاط وباء الكوليرا»، وأضاف: «السبب هو الحرب الدائرة منذ عامين في اليمن. هناك أثر كبير على البنية الأساسية، والتيار الكهربائي كثيراً ما ينقطع، ومحطات ضخ المياه لا تعمل بانتظام ولها أثر على جودة المياه».
وقال زاجاريا إن تفشياً سابقاً انحسر في الشتاء الفائت وشهدت البلاد إجمالا 27 ألف حالة إصابة منها 130 حالة وفاة خلال الصراع، وتدور الحرب في اليمن بين حركة الحوثي المتحالفة مع إيران، وعناصر من الجيش من ناحية وتحالف عسكري تقوده السعودية يدعم الحكومة المعترف بها دولياً، وأدخلت الحرب الملايين في حالة فقر وشردت الملايين وقتلت أكثر من عشرة آلاف شخص.
وقالت الأمم المتحدة إن طفلا دون الخامسة يموت بأسباب يمكن الوقاية منها كل عشر دقائق في اليمن.