تقرير إخباري «الناتو العربي».. سر جولات السيسي الخليجية

الحدث الأربعاء ١٠/مايو/٢٠١٧ ٠٤:١٠ ص

القاهرة- خالد البحيري

اللافتة العريضة التي تندرج تحتها زيارات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى دول مجلس التعاون الخليجي هي مكافحة الإرهاب وصيانة الأمن القومي العربي، لكن ثمة تفاصيل لا يتم الإعلان عنها، إذ تصدر البيانات قبل وعقب كل زيارة متشابهة إلى حد كبير، تحمل في طياتها العبارات المكررة منذ عشرات السنوات من عينة: تدعيم العلاقات الإستراتيجية، ومناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي، والاستثمار المتبادل بين البلدين.

المراقبون للزيـــارات المكوكية التي جــــرت خلال الفتـــرة الفائتة بدءاً بالمملكة العربيـــة السعودية في 23 أبريل ثم الإمــــارات العربيـــة المتحدة في 3 مايو، وأخيـــراً الكويت والبحرين، التي اختتمها أمس، يرون أن ثمة أمراً يرتـــب له الرئيس المصري ويحشد له الدعم العربي والخليجي، قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط وتحديدا السعودية وإسرائيل.

أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بمصر د. طارق فهمي قال في اتصال هاتفي مع «الشبيبة»: تسعى مصر عبر هذه الجولات المتتابعة التي أعقبت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن، إلى توحيد الموقف العربي وتنسيق الرؤى حل فكرة القوة العربية المشتركة، أو «الناتو العربي» لمعالجة العديد من البؤر المتوترة في المنطقة، وكذلك صد أي تهديدات.
ولم يستبعد مراقبون أن يكون هناك نصيب كبير لما أطلق عليه «صفقة القرن» لحلحلة القضية الفلسطينية، والوصول إلى حل شامل لها يضمن الاستقرار لجميع دول المنطقة، ولا يمكن فصل ميثاق حماس الذي أعلن عنه في الدوحــة قبل أيام وقبولها بدولة فلسطينية على حدود 5 يوليو 1967 عن سياق الجهود المصرية الرامية إلى توحيد الموقف العربي، وكذلك زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للمنطقة.
أبو حامد: الزيارة ليست للدعم الاقتصادي نفى عضو مجلس النواب المصري محمد أبو حامد أن تكون زيارات السيسي إلى الخليج لطلب الدعم الاقتصادي، وقال إن الوضع في مصر مستقر اقتصادياً إلى حد ما وبرنامج الإصلاح الاقتصادي يسير بشكل جيد، ولو كانت أهداف الزيارات المتتابعة هي طلب تمويل أو دعم خليجي لأعلن عن ذلك دون خجل فليس بين الأشقاء ما يدعو لذلك، ولا تزال أيادي الخليج البيضاء في مصر، حاضرة تساند وتعاون من أجل الوصول إلى استقرار تام.
وفي السياق قال الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية سعيد اللاوندي عن الزيارات المصرية إلى الخليج: هناك مشروع عربي موحد تتم بلورته حاليا لمواجهة ما تعتبره تلك الدول «إرهابا»، وهو ما يتفق مع مشروع يتبناه الرئيس الأمريكي ترامب للمنطقة، طرحه على عدد من الزعماء العرب الذين زاروا البيت الأبيض مؤخراً ومنهم الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله بين الحسين والأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي.